شعرت بالأرض تهتز من حولي، عيناي شبه مفتوحة، كان بوسعي رؤية داريل يحملني بينما يعدو، أسمع أشباه أصوات، لا تزال بصيرتي مشوشة، ولكنني أعلم أنني لم أعد بالخارج.
"صديق، لا أعلم ما الخطب بها.."
مددني على فراش ناعم، لكنه كان باردا كالثلج، غفت عيناي لدقائق، ولكنها كانت ساعات. كنت أترنح، تارة أستيقظ، وتارة أضم جفناي نائمة.
ولكنني استيقظت هذه المرة، كان داريل يجلس على السرير بجانبي، يمسح بكفه على رأسي، ينظر إلي بزرقاوتيه بكل هيام. استدرت إليه ولكن يدي كانت معلقة بالمغذي.
"كائني الجميل.."
"هل كنت أموت.."
"لا.. هو فقط هذا الأمر.."
أردف مبتسما، أعطاني ورقة صغيرة.
"عيناي لا تعينانني على القراءة.."
"سيكون لدينا كائن حلو صغير.."
أجابني، رفعت حاجباي مندهشة.
"منذ متى؟"
"منذ شهر وبضعة أيام.. تبقت ٨ شهور إلا قليلا على قدوم ذلك الصغير، أو الصغيرة.. ليس بوسعي الإنتظار!"
قال مقبلا رأسي، شعرت بسعادة كبيرة تغمرني، أنا احمل السعادة، سأعطي حياة جديدة، سأجلب السعادة إلينا. وكأن حياتي قد بدأت من جديد.
"يجب أن نختار له أو لها حذائا جميلا. ماذا عن لون الكناري الفاتح؟ إنه يليق بالإثنين.. ماذا لو كانا توأما؟ فتيان أو فتاتان؟ أو الإثنين معا؟.. إذا كانت فتاة ستكون بمثل شكلك تماما، أنا متأكد من هذا.."
"وماذا لو كان صبيا شقيا مثلك؟ سيأخذ لون عينيك، و.. شعرك البني.."
"لم أخبرك أنني كنت أشقرا في السابق..؟"
"حقا هل كان..؟ ليس بإمكاني تخيل هذا.."
"هذا هو أحد الأشياء التي لم يسعني التحدث عنها.. ولكنني بدوت لطيفا، حقا.."
"لا بأس، داكني. أنت لطيف بكل حال.. أوه، لم تختر الحذاء بعد!"
"سأخرج للبحث عنه.."
"لا، لا، لا، لا.. أنا أمزح، داريل. الأجواء ليست لطيفة للبحث عن حذاء سندريلا.. اجلس هنا."
قلت فجلس إلى جانبي، كانت نبضاته سريعة، ولكنها لا تضاهي سرعة نبضات قلبي الآن.
أنت تقرأ
الكائن الجميل | Sweet Creature
أدب الهواة"لقد اعدتني إلى المنزل." جميعنا لدينا ماض مؤلم، لكن كائني الجميل كان مختلفا. لقد تحمل الكثير، واجه الكثير وحده، فقد الكثير أيضا، جرح وتكسر، تألم وبكى وحده، ترك في الخلف. لكنه انتصب على ساقيه، بكل الحب الذي بقي في داخله، صمد أمام الصعاب، تصدى لخوفه و...