الفصل التاسع عشر: هل يعجبك هذا أكثر؟

223 28 42
                                    

- Harry Styles as Alex Witherspoon.

--------------

     نحن نقود منذ أيام، غادرنا أوبورن، فهي لم تعد صالحة للعيش. من مدينة إلى مدينة ننتقل؛ باحثين عن مأوى وملجأ لنا، وللأسف لا جدوى من الأمر، وكأن جميع من في الولاية قد تحولوا.

كان لدي القليل من الأمل في إيجاد داريل، الأيام تحولت لأسابيع، والأسابيع تحولت لشهور، والشهور تحولت لسنوات، تلاشى هذا الأمل مع الوقت، أغلقت قلبي عما كننت له، أنا الآن فقط أنجو بجسدي. لكن لم أتمكن من نسيانه، لقد حفرت ابتسامته مكاناً في قلبي، ووضعت عينيه تعويذة علي، أتذكر صوته وكأنه دائماً ما يتحدث لي، أتذكر عناقه لي وكأنه قد ضمني إلى صدره ليلة الأمس، كانت ما تزال ذكرياته حية داخل عقلي.

لكن الأمل في إيجاده أصبح ضئيلا، فقط أتمنى أن يستيقظ أملي مجدداً، ويعيد إحياء روحي.

     آخر الصيف، بعد ثمانية أعوام:

     استطعنا الإستقرار والبقاء على قيد الحياة، أصبح لدينا مخيم وبه عدد لا بأس به من الأفراد، ثلاثون أو أكثر، فقدت إمكانية العد مع الوقت.

كان صباحاً غريباً، استيقظت على صرخات عالية، خرجت من الكوخ الخشبي لأجد المكان حولي ينهار، لقد اجتاحه فوج هائل من السائرين، يهاجمون أفراد المجموعة.

وجدت آشلي تركض نحوي، كانت ترتجف خوفاً، كم كبير من السائرين يحيطون بنا.

     - أين البقية؟ أين دايانا؟

     - هم بخير، ولكننا نفقد الكثير منهم...

     - لم لم توقظيني؟!

     - خفت أن أثير الانتباه لك فيؤكل كلانا، على الأقل أنت تنجين!
تحدثت وقد ضممتها إلي، ارتعبت من فكرة أنني قد أفقدها. أتى هينري برفقة دايانا، بينما يقومون برش المكان بالرصاصات.

     - هينري، دايانا، خذا آشلي ومن تقدران على أخذه وغادروا.

     - ماذا تقولين؟ لن اتركك خلفنا! هينري، قل شيئاً!
صرخت دايانا خوفاً.

     - يارا-
تحدث هينري، لكنني قاطعته.

     - سأتبعكم، لا تقلقوا. قوموا بحماية البقية، سأقوم بتغطيتكم وإخراج البقية بأمان.
نظر جميعهم إلي بخوف وخشية مما قد يحدث، عانقت كل منهم بقوة، وكانت آخرهم آشلي، لم أرد تركها أبداً، لكن ما باليد حيلة. أخرجت سلاحي الكبير من الكوخ.

     - هيا اذهبوا! هيا! اتبعوا النهر! سأكون خلفكم!
صرخت فيهم بينما ركضوا برفقة بقية المجموعة.

     - تعالوا نحوي، هيا!
كنت أصرخ في السائرين حتى يتوجهوا إلي فيتمكن البقية من الهرب. ركضت إلى داخل أحد المخابئ، أغلقت الباب الحديدي خلفي، أسمع صوت أيديهم تضرب على الجدران المعدنية.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن