الفصل الرابع: الحارس

546 60 170
                                    

     ظهر رجل من بين الأشجار، يبدو كأنه في العقد الخامس من عمره. شعرت بالريبة منه، فأخذت بضع خطوات للخلف، وقد تقدمني داريل لمواجهته.

     - ميريل؟..
تساءل داريل بينما سحبه ذلك الرجل ليعانقه، بدا مرتبكا قليلا.

     - دارلينا.. أخي الصغير.
نبس بينما عانقه، وقد ثقبني بنظراته التي جعلت جسدي يرتعد خوفاً، بقيت ثابتة في مكاني مرتابة وقد حاولت إخفاء خوفي من نظراته الخبيثة.

     - علي أن أغادر...
قاطعت بينما عبرت من خلف داريل، أريد الذهاب من هنا وسريعا، لم يقطع ميريل اتصال عينيه بي لثانية ولا أعلم ما قد يحدث تاليا.

     - من تلك الجميلة؟..
سأل شقيقه ميريل مقتربا مني، محاولا الإمساك بذراعي.

     - ابتعد عنها، هي معي...
انفعل داريل واقفا بيني وبين شقيقه.

     - أنا أعلم أنها معك، منذ متى؟

     - إنها أنقى مما تتخيل، حسناً؟! لذا ابتعد عنها!
زعق داريل غاضبا، كيف؟ أنا لا أفهم ما يجري! كان يريد قتلي ليلة الأمس، واليوم يقوم بحمايتي...

     - هلا تحركنا الآن؟ شقيقتي بحاجة إلي!
قلت متذمرة، متلعثمة، خائفة من ميريل. تقدمت في المشي عنهما، فجأة تقدم داريل للسير بجانبي. همست له متسائلة بعد صمت دام لدقائق.

     - لم فعلت هذا؟ لم قمت بحمايتي منه؟ أعني، لقد كنا نتقاتل بالأمس...

     - أنت أمانة لدي..
همس لترسم على وجهي إبتسامة طفيفة.

     - حقا؟

     - وعلي حمايتك مهما كلفني هذا..
رد والتفت مبتسماً مشيحا نظره إلى الجانب الآخر.

     - أنت لطيف حقاً..
همست له مبتسمة.

     - هيا، علينا احضار شقيقتك وإيلينا.

     - كيف علمت باسمها؟

     - سمعتك بالأمس تتحدثين.. لا يهم. لنكمل سيرنا..
قال ثم وضع قوسه على كتفه. بعد وهلة، تمكنت من رؤية الكوخ في الأفق البعيد، ركضت بإتجاهه بسعادة، ولكن لحظة التردد أوقفتني، كنت قلقة.

     - لم توقفت؟

     - أشعر ببعض التوتر.. أخشى أنه قد أصابهم مكروه...

أجبت مزفرة وبأنفاس متقطعة نتيجة الركض.

     - لا تقلقي، اذهبي.. ستكونان بخير.
فتحت باب الكوخ وقد ارتعشت يداي رعبا رغم حرارة الجو. وجدتهما تجلسان بإنتظاري، ركضتا بإتجاهي فضممتهن إلى صدري، ظننت أنني قد لا أراهم مجددا، كانت الدموع تذرف من عيناي.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن