الفصل الأخير: أنا الغريب

260 11 13
                                    

     - داريل؟

كنت مرتبكة، متحيرة، بدا وجهه مألوفا لي كثيرا، إنه هو، أنا واثقة من ذلك.

     - يارا... لقد استيقظت أخيرا...

شقت الابتسامة وجهه بينما كان يتحدث، إنها تلك الابتسامة التي أستطيع تمييزها، تلك اللكنة التي يتحدث بها، تلك النظرة في عينيه البلوريتين، إنه هو.

     - لا أدري ماذا أقول الآن... لم أعتد تلك اللحظات... استريحي...

كان يتحدث متلعثما، بدا متوترا، لكنه كان يبدو سعيدا. جلس بجانبي على السرير وقد قام بسكب بعض من الماء في كوب زجاجي، لم أستطع مقاومة ذلك الشعور داخلي، عانقته وقد دفعت الكوب من يده بالخطأ، لكنه ظل صامتا، يحاوطني بذراعيه ببطء شديد بينما أشعر بنبضات قلبه قد تسارعت لتجاري خاصتي في سرعتها. ضمني بقوة أكبر، بينما كان الهدوء ثالثنا، ليكسره بحديثه.

     - لا زلت تذكرينني...

سأل بنبرة صوته الهادئة بينما حررني من بين ذراعيه، ينظر إلي وقد تغرغرت عيناه بالدموع.

     - ماذا عنيت بهذا؟ بالطبع أذكرك. ولكنك بدوت أكبر سنا، لقد كنت في حلمي.. كيف وصلت إلى هنا؟

     - لقد كنت دوما هنا، لقد بقيت دائما هنا.

     - لقد شعرت بك وأنت معي، حتى أنك عانقتني و... هل فعلت؟ أظن أنني رأيت ذلك... هل كنا معا من قبل؟

     - يارا، أنا... أنا كنت الغريب الذي لطالما تحدثت عنه لك، أنا كنت معك منذ البداية. منذ عشر سنوات، عندما تقابلنا أول مرة في الثانوية، كنت مختلفة عن بقية الفتيات هناك. كانت خططي جميعها عكس ذلك ولكن وقعت في حبك، لم تكن فقط نظرة أولى، بل تحدثنا أيضا معا، وشعرت بأنك أنت من اختارها قلبي. هناك الكثير لأخبرك به، ولكنني لن أمل من اخبارك به.

     - أتعني أنك أحببتني؟ أننا كنا معا دائما؟

     - أعلم أن الأمر قد مرت عليه سنوات طوال دفنته وأنها كانت مشاعر مراهقين... ولكن أنا أحبك، وما زلت أفعل، وسأحبك للأبد... لكنني لا أعلم ما يكنه قلبك؛ لذا إذا أردت مصارحتي بأي شيء فافعلي، لقد صدمت كثيرا ولن تكون هذه المرة الأخيرة التي أصدم فيها.

     - قد تظنني كاذبة، وأعلم أنك تفعل ذلك الآن... ولكنني أحبك، داريل. أنا فقط كنت حمقاء كبيرة وظننت أنني قد أتخطاك أو أنساك، لكنني لم أستطع العيش بدونك. أنت كالهواء الذي أدمنته بفطرتي. أنا أحبك، داريل.

     - أظن أنني راشد كفاية لأقوم بتلك الخطوة...

أزفر قائلا بهدوء ثم أمسك بيدي، سحب السلسلة عن عنقي ليأخذ عنه خاتم زواج والدتي، ليضعه في خنصري الأيسر بينما أغمض عينيه خجلا. ظللت صامتة لوهلة.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن