الفصل الثالث عشر: هل يبقى هذا بيننا؟

271 31 16
                                    

     - هذه.. أول مرة كنت أحاول فيها الإنتحار، منذ عامين، بعد أن علمت بأن والداي قد إنفصلا، بعد أن سافرا إلى لوس أنجلوس، في الجانب الآخر من أميركا..
إسترسلت في حديثها، مشيرة إلى جزء في معصمها الأيمن، إبتسامة الألم في عينيها تحكي كل شيء.

     - شعرت بأن عالمي قد إنهار، إنتهزت فرصة بقاء آشلي عند عمتي، أمسكت بالمشرط، أحدثت جرحا، إثنين، ثلاثة، بدأت أرى الدماء تسيل من معصمي، شعرت بأنني قد أنهيت عملي في هذه الحياة. ولكنني تذكرت آشلي حينها، كيف ستعيش هكذا؟ وحيدة مثلي.. ولكن حينها قد فات الأوان للتراجع، فلقد بدأت الدنيا تسود حولي.. إستيقظت على سرير المشفى، كانت عمتي تجلس بجانبي، أتت عندما علمت بما جرى.. قطعت معها عهدا ألا تخبر والداي عما فعلت، وألا تعطي آشلي أي شعور قلق تجاهي، أنا بخير وقد أصبت بسكين عندما كنت أحضر الطعام..
قالت خاتمة بدمعة تفر من عينها.

     - وتلك.. في نفس العام، عندما بدأت أشعر أنه لا لزوم من وجودي في الحياة.. كنت لا أزال مهشمة من آثار الإنتحار السابق..
أشارت إلى جزء في معصمها الأيسر.

     - فعلتها، وكنت واثقة من الموت، ولكنني كنت أخشى جهنم التي سألقى بها.. وهذه.. في العام التالي، عندما انحدرت درجاتي.. بسبب الضغط النفسي من شكوى والداي من بعضهما..
أشارت إلى معصمها الأيمن مجدداً.

     - وهذه، عندما ضعف جسدي إثر الضغط الذي مررت به..
أشارت إلى معصمها الأيسر.

     - وهذه، هذا العام.. عندما تركني من غير حياتي للأفضل..
أشارت إلى معصمها الأيمن، وتلك هي الأحدث.

     - لقد فقدت الكثير، كنت أحاول تفريغ السلبيات داخلي في دراستي، ولكن هذا أثر علي سلباً، صرت مشتتة، ولكنني أصريت على إتباع حلمي، أردت أن التحق بكلية الهندسة، وكنت على الطريق، ولكن كل شيء تحطم عندما بدأت الكارثة..

ولكن كل مرة كنت أحاول التخلص من حياتي فيها، كان هناك شيء يصدني عن الموت، عندها علمت أن الله يعطيني فرصة أخرى للعيش، علمت أنه يجدني قوية وبإمكاني تخطي الأمور، وأن تلك الإبتلائات ما هي إلا إختبار لقياس مدى قوتي..

لذا، وبعد أن انهار العالم من حولي، لم أعد أكترث لأحد سوى آشا، لأنني إكترثت للكثير، ولكن لم يكترث أحد لأمري..
كانت تتحدث، وقد تعمقت في حديثها، حتى أنني شردت معها.

     - هل تبقي هذا الأمر سرا بيننا؟
كسرت صمت إستماعي لها.

     - هل تسألين؟.. لن يعلم أحد بدبة نملة..
أردفت.

     - آمل أنني لم أكثر عليك.. أنا ثرثارة.. أعلم هذا.. لقد أخبرتني بهذا..
قالت مبتسمة، بينما أشاحت بنظرها عني.

     - لا، لست كذلك..
أجبت، مبتسما. شعرت بأن من في المنزل إستيقظوا، دخل هينري دون قرع الباب، إستقامت يارا وأعادت شعرها خلف أذنيها، كأنها شعرت بالإحراج أو ما شابه.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن