الفصل السابع والثلاثون: رماد.

146 11 17
                                    

     داريل:

     بعد أن توقف الهجوم، انتظرت عودة يارا بفارغ الصبر، ولكن لا جدوى من الأمر. بزغت الشمس في وسط السماء ولم تعد يارا حتى الآن.

كانت لدينا خطة لإختطاف يوجين، بعد أن قام بخيانتنا، قام بمساعدة المنقذين في صناعة الأسلحة ضدنا. انتهزت الموقف للبحث عن يارا، خرجت مع روزيتا إلى المأوى، توقفنا على الطريق، بعد أن رأينا آثار احتراق سيارة، لقد كانت السيارة التي خرجت يارا بها من الهيلتوب.

ولجت من السيارة راكضا إلى الخارج، توقفت عند السيارة، لم يوجد ليارا أية أثر بالداخل، سوى بقايا دماء جاف منذ الليل. جن جنوني حينها، ابتعدت للبحث عن أي شيء يوصلني إليها، وجدتها تلمع، قلادة الأجنحة التي أهديتها إياها. التقطتها عن الأرض، كانت ملطخة بالدماء، انهارت أعصابي أكثر حين رأيت الدماء المتناثر على طول الطريق، الذي يوصل إلى المملكة.

     - روزيتا، اتبعيني بالسيارة!
باشرت المشي على آثارها، عشر دقائق من السير كعشرة أعوام من الإنتظار للوصول إليها. وصلنا للبوابات وقد كانت تنتظر على درج أحد المنازل مع ابنة عمتها، نهضت عن مجلسها لتأتي إلي رغم عدم قدرتها على الأمر، أسرعت نحوها لأتلقفها عن السقوط.

     - يارا.. آنت بخير؟
كنت أمسح الدماء الجافر عن وجنتيها، جفونها متورمة، شج جبينها وشفتاها. ولكنها كانت تبتسم، بينما يرتعش نفسها معلنا عن انتحاب.

     - لا بأس.. لا بأس.. أنا هنا..
عانقتها وقد كانت تخفق بين ذراعاي، وضعت القلادة حول عنقها، تتحسس يداي بتأوه، تتمسك بهما وتدفن رأسها بين ثناياي.

     - أريد التوقف، لا أريد فعل هذا بعد الآن.

     - سيتوقف هذا قريباً..

     - أحتاج لأن يتوقف الآن، لا أريد هذا.. يجب أن تحاول إيقاف هذا معي، يجب أن تفعل، إنه يخرج عن سيطرتنا، لا أريد أن أفقدك.. شيء ما بداخلي يريد إيقاف هذه الحرب وللأبد.

     - أليس، خذي آش ويارا واذهبا بالسيارة من هنا..
استدرت لركوب السيارة برفقة روزيتا، لكن استوقفتني يارا بإحكام قبضتها على معصمي، التفت نحوها وكان يعلو ملامحها الغضب.

     - لا، أنا لن أتركك! رجلي على رجلك، لن تذهب إلى أي مكان بدوني..
أحضرت أليس آشلي وأدخلتها السيارة، ترجلت روزيتا من السيارة. كنت أحاول إدخال يارا السيارة ولكنها كانت تقاوم بكل قوتها.

     - أنا لن أتحرك من مكاني، داريل.

     - لا أريدك أن تتأذي مجدداً، لا أعلم ماذا قد يقابلنا على الطريق-

     - وأنا لا أريد أن أخسرك مجددا! كلانا ضعيف وحده، ولكننا أقوى عندما نكون معاً.. أنت تعلم هذا جيداً، داريل. نحن وقفنا أمام الكثير معا. لذا لن تحرك عظمة بدوني.
نظرت إلي وهي تعلم أنني لا أسطع رفض أمرها، وهي تستغل هذا بشتى الطرق. أعلم خوفها علي، ولكنه لا يضاهي خشية خسرانها.

الكائن الجميل | Sweet Creatureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن