مداخله سريعه

419 11 0
                                    

مداخله سريعه

أكملنا السير إلي وجهتنا وعندما وصلنا إلي البوابه الرئيسيه اتجه كل منا إلي كليته والتفتنا بهدوء ونظر كل منا إلي الأخر ثم تابعنا السير .

انتظري !!
التفت فإذا به يقول لي : سأنتظرك عند المكتبه بعد انتهاء المحاضرات وداعاً.
هذا الفتي غريب لم يترك لي حتي مجالاً للرفض أو الموافقه .

حسناً أعجبني الأمر ، لم أكن يوماً هكذا أحب أن يفرض علي أحدهم مجرد رأي حتي .

بعدما أنهيت دروسي توجهت إلي المكتبه ، وجدته في انتظاري في مكاني المعتاد .

أهلاً آنستي سعدت بقدومك تفضلي .

أخذ يحدثني عن نفسه وعن عائلته لم أدري لما أحسست بكل هذه المشاعر الجياشه التي تفيض منه وتنبثق إلي قلبي كأنني تمنيت أن أكون جزءاً من هذه القصه الجميله ، عندنا تكون فاقد للشيء تتشبث بأي خيط يربطك به حتي ولو كان ضعيفاً فأنت تتمني فعلاً أن تعيش تلك اللحظات ولو ثوان .

تابع حديثه قائلاً: لي أخ أكبر مني وأخت أصغر ولكن أبي رجلُ لم أري في تماسكه وتفانيه بعدما حاربت أمي المرض أعواماً إلا أن تمكن منها وتوفاها الله ولكن أبي لم يفعل مثل غيره من الرجال بل حاول احتواءنا وتوفير كافه متطلباتنا من أمور الحياه وأمور القلب من دفء وحنان ، خاصه أنا فقد كنت شديد التعلق بأمي وتخطيت تلك المرحله بصعوبه بالغه أو بالأصح حاولت إخفاء ذلك حتي لا أسبب لأبي جرحاً أخر .

وقتها لمحت في عينيه ضعفاً طالما ألفته وابتسم بهدوء ، لم يكن يدري أن من شاطر الأحزان حياته يستطيع تمييز علامات الألم مهما حاول إخفائها ، كان حديثه موجعاً والوجع أكبر كان عندما تذكرت أبي الذي يحاول إبعاد أمي عنا ولم يحترمها يوماً .

أتمنى أحياناً كثيره أن يختفي من حياتنا ويتركنا ويذهب فنحن لم نعتد يوماً منه إلا الألم .

أختي مازالت في المرحله الإعدادية وأخي تخرج وسوف يذهب لقضاء الخدمه العسكريه الشهر القادم وأنا وأبي في المنزل نحاول أن نكون معها ولكن المشاغل تلهينا فأنا أعمل بدوام جزئي أريد أن أساعد والدي أعرف أنه ليس كثيراً ولكن لا أريد الجلوس وتلقي النقود هكذا ، أمي دائماً ما كانت توصينا أن نكون صالحين ندعم أبي علي نواىٔب الدهر .

كنت أتابع حديثه بإبتسامه هادئه ومنصته بتمعن ، أحسست بصدقه وبقلبه الذي أغلقه وانفتح مره واحده كأنه تمني دوماً أن يجد من يسمعه بعنايه.

وفجأة توقف عن سرد قصته وقال لي :

أعتذر لقد تحدثت كثيراً لا أعلم كيف ذلك ولكن أشعر براحه كبيره .

القاعده الأولي الاعتذار والشكر للغرباء 😉

ضحك كلانا وكان الوقت قد داهمنا فغادرنا مسرعين ، حتي نسيت أن أخبره أنني سوف أسافر غداً لحضور اجتماع مهم .

صغيره ولكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن