رحيل غير متوقع

761 20 1
                                    

رحيل غير متوقع

ما هذا أين الباقي ؟!

أبي ،، أبي !!

ماذا هناك صغيرتي !!

هذا الكتاب !!

كيف حصلتي عليه ألم أحذرك من العبث بأغراضي .

أجل ولكن كنت أبحث عن كتاب ما ووقع هذا جواري فقادني الفضول لقرأته ، ولكن هذه الصفحات لم تكتمل أخبرني ما القصه !!

( لمعت عين والدي وتغيرت ملامحه بالحزن والأسي ، ثم تنهد قليلاً وقال لي ..)

تلك كانت قدوتي ،مرأه لم آلف مثلها يوماً ، كانت صامده صمود الوتد الذي يرفض أن يميل ولو قليل ، كنت شغوفاً جداً بمقالاتها ، ولها الفضل بعد الله عز وجل في ما انا فيه ، لقد عينتني مسؤولاً عن القسم الخاص بها ووثقت بي ثقه عمياء ، الآن أنا يا صغيرتي في هذه المكانة أكمل المسيره التي بدأتها هي منذ أعوام ..

أين ذهبت !!؟

في ذلك اليوم عدت ومعي الطبيب ، ولكن الوضع اشتد سوءاً فنقلناها إلي المستشفي ، وأجري لها الطبيب بعض الفحوصات ، وعندما ظهرت النتاىٔج .

يؤسفني أن أخبركم أن المريضه في مرحله متأخره من السرطان ، لم يكتشف من قبل وظل يدمر خلاياها حتي استحوذ علي كل جسدها ، أنا أعتذر لم يعد في مقدورنا التدخل ، كونوا بقربها في تلك اللحظات .

لم أستطع تصديق ما سمعته أذناي ، الجميع كان في حاله صدمه عارمه لم ينطق أحد ، إلا أن سقطت أمها تبكي وتبعناها من الأسي ، لم نكن نتوقع ذلك ، كيف !!

دخلنا بعدها لنكون بجوارها وكأنها كانت تعلم أنه حان الوقت للرحيل كانت تبتسم وبشده وتقول لم أرغب يوماً أن أزرع الحزن في النفوس أو أن أبثه في الأجواء ، اليوم أتحسر واتألم لرؤيتكم هكذا ، أرجوكم أريد أن أري الإبتسامة فقط لا غيرها ، هذا طلبي الأخير ...
حاولنا أن نبتسم ولكن دموع الحزن فضحت تلك الوجوه المصطنعه ..

نظرت إليها ووجدتها تسكن رويداً رويداً ، حتي توفاها الله ، كانت فقط تبتسم كأنها أرادت أن تخلد الإبتسامة حتي بعد الممات ..

لم أعلم شيئاً عن عائلتها فقد انتقلوا خارج البلده ، وذلك الصديق هو أيضاً غادر كنت أراه يزور قبرها ويبكي بحراره ، لم يبق سواي عملت جاهداً علي تنفيذ الوعد ، وذلك الكتاب كان مذكراتها كانت تكتب كل لحظات حياتها كأنها أرادت أن تعلم العالم أن لا حياه مع اليأس حقاً وإلي يومنا هذا يا صغيرتي ما زالت القلوب تحفظ العهود والوثاق ، أتمنى أن أراك مثلها يوماً ما ....

أنهيت قراءه تلك اليوميات ولكنني وددت حقاً أن ألتقي بها ، أتمني فعلا لو كانت بيننا الآن ، أشعر أن هناك صفحات لم تكتب ولكن الأجواء باحت وصرحت عما جال بالخاطر ، ولكنه لم يكن أبداً محفزاً لذلك أعتقد أنها لم ترغب في نشر اليأس ، بالرغم من الذكريات المؤلمه إلا أنها أرادت أن تعرض ما حدث للعالم ليغير فكرته وطريقته في الحياه ، كم أنتِ عظيمه ، سأبذل قصار جهدي لأجد تلك الصغيره وأرعاها 💛❤

صغيره ولكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن