أنا والبحر

582 15 0
                                    

أنا والبحر

بعد هذا الخبر السعيد أخذت نفسي وانطلقت إلي البحر ،أريد أن أملأ صدري هواءاً ينتعش له الوجدان .

أخيراً وصلت إلي صديقي الذي أشكو إليه كل أحزاني فيسمعني بلا كلل وكلما رأي حزني يثور غضباً وتشتد أمواجه كأنها تطلب مني أن أحضر من أحزنوني حتي يفتهم بكل قوه .

لطالما نظرت إلي البحر ع أنه أكبر المخادعين يجذبك بكل رفق ، حتي تصل إلي أعماقه وقتها يسيطر عليك حتي تخوار قواك وتستسلم له .

يومها جلست أخاطب البحر بكل ما دار داخلي وعبرت عن مدي فرحي بهذه اللحظه وما وصلت إليه ، لم أكن أجد أحداً أشاركه تلك اللحظات كعادتي احتفل في صمت ، وبينما أنا شارده في حديثي مع البحر ، لاحظت ظل يقف وراءي ، انتفضت فجأه ونظرت وراءي .
وجدت شاباً يبتسم لي وكأنه تعمد سماع حديثي ، استشطت غضباً علي فعلته وبخته كثيراً لم أترك له حتي مجالاً للإعتذار تجاهلت نداءاته ومحاولاته للأسف ، الحق أنني كنت في غايه الحرج لموقفي وما سمعه ، أظنه اعتبرني مجنونه لهذا ضحك علي ، يا الله ما هذا الحال كلما اردت الفرح انطفء بسبب رجل ، أنا أكره هؤلاء الرجال .

عدت إلي المنزل ووجدت أبي في وجهي .
ها قد عادت مدللتك أخبريها بما أخبرتك به ، أنا سوف أخرج .

تعجبت من كلمات أبي ، يا الله ماذا هناك؟!
أهناك مصيبه أخري ، لطفك يا الله !!

أمي ما الأمر؟!
اجلسي يا صغيرتي .
أنتِ الآن كبرتي وأصبحتِ فتاه راشده واعيه ، مجيده للطهي وتدبير أمور المنزل .
أمي لا تقوليها ، لن أتزوج ، لا أريد ، أرجوكِ!!

ليس باليد حيله يا صغيرتي ، أبوك يضغط علي كثيراً .
كالعاده أمي المسكينه لم تستطع المقاومه .

تلقيت تلك العبارات من أمي ، وتوجهت إلي غرفتي دون أن أنطق كلمه .
أشعر بغصه تملأ صدري ، يا الله يسر لنا الخير وأهدنا إليه ، أعني وارحم ضعفي وقله حيلتي.

خلدت إلي النوم ولكن دون جدوى لا أعلم ماذا أفعل ؟!
كيف أتصرف ؟!!
توضأت وصليت ركعتين لعل الله يسخر لي ما يبسط لي الأمور ويشرح فؤادي ويساعدني .

ها أنا الآن أستكين بدأت أشعر بالهدوء يا الله هون .

صغيره ولكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن