إكمال خُطي

236 9 0
                                    

إكمال خطي

أدركت في ذلك الوقت أنه لا بد من أن أكون حاسمه في بعض قراراتي وأحاول أن أكون عادله بين الطرفين ألا وهما الواجب الذي علي عاتقي والإنتماء الذي بداخلي ، كنت قد حسمت قراري بالأمس فعلاً علي أخذ أجازه من الجريده لأتفرغ لدروسي حتي لا أفشل وأدخل الحزن لقلب أمي الذي لا يتحمل كل تلك الصدمات وبخاصه بعدما حدث معي وجسدي الذي أخذ يضعف مع الوقت ، لا بد من التنفيذ وعدم التراجع هذه المره .

ارتديت ملابس الخروج وعزمت علي الذهاب للجريده ، وبينما أنا في الطريق رأيت شيىٔاً أصابني بوخزه في الفؤاد .

ما هذا أما زالوا هنا ، لم يغادر بعد ؟؟! ، تُري ما السبب في ذلك ؟!.

أجل أنه لم يغادر ولكن هل بقي لينال مني ، أم أن هناك سبباً آخر ، هل الأمور علي ما يرام ؟!

كل تلك التساؤلات كانت تملأ عقلي وتشتت انتباهي لما كنت أنوي أن أفعله  ، ولكن لا جدوي من معرفه السبب ، في كل الأحوال هو لم يعد يرغب في رؤيتي أو حتي سماعي مره أخري ، لقد بعدنا كل البعد 💔

يا الله ، عليك جبر الخواطر فإجبر بخاطري ودلني .

وصلت أخيراً إلي الجريده .

السلام عليكم.
وعليكم السلام ، أهلاً بك .

سيدي 😯 ، حمداً لله  علي عودتك ، متي عدت ؟
لقد عدت بالأمس وجىٔت لأتفقد الوضع ، يبدو أن الأمور علي ما يرام ، أليس كذلك ؟

أجل سيدي كل شيء علي ما يرام 😊
ولكن هناك ما أود إخبارك به .

ماهو هل هناك مشكله ما ؟!

لا سيدي ولكن هذا الوقت هو وقت الإمتحانات الجامعيه وفي الحقيقه هناك ضغط كبير أمر به وأحتاج إلي أجازه لكي أستطيع إنهاء دروسي .

في الواقع توقف هذا الجزء المهم والذي يكاد أن يصبح الأساسي خساره كبيره ليست فقط ماديه ولكن معنويه ومحفزه للجميع .
أعتذر سيدي ولكن أنا فعلاً في حاجه إلي أن أبتعد قليلاً مع أن روحي متعلقه هنا .

حسناً قضي الأمر لن أستطيع أن أقف عاىٔقاً أمام دراستك إنها حقك أيضاً ، سوف أمنحك الأجازه علي شرط أن تعودي أقوي من ذي قبل محمله بأسلحه جديده وأساليب أروع وأخاذه علي غير المعتاد .

أعدك بذلك سيدي 🤗😊

تفضل هذا أخر مقال ، اسمح لي بالإنصراف .

حسناً رافقتك السلامه، لا تنسي أن تطمأنينا عنك .

حسناً ، وداعاً سيدي .

أثناء خروجي قابلت ابن صاحب الجريده ، ألق عليّ التحيه ، رددت عليه ولكن كنت في عجله من أمري لم نتشارك أطراف الحديث ، ولكن لمحت في عينيه حزناً دفيناً ، ولكن ذلك هو الصواب .

توجهت إلي المنزل بعدها وفي أثناء سيري ، سمعت رجلين من منطقتنا يتحدثون عن ذلك الشاب وعن سبب مكوثه ، علمت منهم أن والده أصيب بمرض خطير ولا يستطيع التحرك فقرروا المكوث بجانبه ورعايته لأن حالته لا تسمح له بالسفر حتي لتلقي العلاج .

كل تلك الأحداث أشعر أنها مرت سريعاً ولكن في قراره نفسي كنت حزينه لسماع ذلك ، وما أحزنني أكثر هو أني لا أستطيع التخفيف عنه حتي أو حتي مشاركته أوجاعه مثل الماضي ، كان دوماً يحدثني عن والده وما فعله من أجله هو وإخوته .

في تلك اللحظه تذكرت والدي أيضاً وما حدث معنا ، في نفس الوقت لم أستطع تجاهل كوني لا أتحمل فكره أن أفقده مع أني تمنيت دوماً أن يبتعد عنا ولكن لم أقصد أن يبتعد للأبد أو يصيبه مكروه .

كم هي غريبه هذه الدنيا ، نحب فيها من ليسوا لنا ونتوق لقرب من يزرعون الشوك في قلوبنا ويجبروننا علي تجرع كأس الندم والحسره وما زالت أرواحنا تألفهم رغب كل ذلك .

صغيره ولكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن