الفصل الثالث: ذكريات ممحيه

1.3K 76 3
                                    

صباح آخر بدون والدتها، يوم آخر كتلك الايام الخاوية، حلم آخر ترى به والدتها وهي تصرخ باسمها تحت كل تلك النيار التي تهشم الظلام، اعتادت على احلام كهذه بعد وفاه امها، لا شيء جديد، مع تلك الجملة التي تتفوه بها نهاية كل حلم 'ساعديني'

نزلت على السلالم بعد محادثتها لصديقتها، الكل يرغب بمواساتها وتخفيف الحزن عليها لكنهم يجهلون الطريقة لذلك، اتجت الى السيدة قريفين لتلقي عليها التحية بابتسامة باهته

تحاول ان تعتاد على عدم وجود والدتها لكنها فحسب لا تستطيع، وكأن تلك الايام ستجعل من جرح قلبها يلتأم.. انتهت مراسيم العزاء منذ اسبوع، لم يأتي المقربين فقط، بل كل من علم بحالتها.. اصبح الجميع على علم ان امها ماتت مقتولة، كما ان الجميع يجهل سبب ذلك


خطت ناحية الباب لتتحدث
"سأخرج لأستنشق الهواء قليلًا"

قاطعتها السيدة قريفين بقلق
"لكنكِ ِ لم تتناولي الافطار بعد"

ابتسمت مجددًا غاردينيا لتهدئ الاخرى
"لا عليك، سآكل خارجًا"

لم تستطع السيدة قريفين التحدث اكثر لأن غاردينيا خرجت بدون ان تسمع اي جواب

ادخلت يداها في جيب معطفها بينما تمشي بذلك الطريق، انه الطريق نفسه ذلك اليوم، يوم وفاة والدتها، تنهدت بعمق محاولة عدم البكاء، اخبرها الضابط بيليك انهم يحققوا في القضية لكن لا توجد ادلة تفيدهم بمعرفة القاتل، ربما سيغلقوها لحين العثور على ما يفيد

تمتمت
"ايمكن انه سقط؟"

تسأل رغم معرفتها انه من المستحيل سقوطه في ذلك اليوم، انها متأكدة بوضعه بداخل الحقيبة جيدًا فهذا يعني ان احدهم اخذه منها، لكنها ستحاول.. حدثت نفسها
"يجب علي ايجادة مهما كلفني الأمر، سيكون هو بداية الخيط لكشف المجرم"

تحاول تذكر كل خطوة خطتها تجاه منزلها بتمعن.. أولًا متجر العم نيك!، كانت خطواتها بطيئة ونظرها على الأرض لعلها اسقطتها حينما ركضت لتجلب المثلجات، وصلت للمتجر وكالعادة كان مفتوح، استقبلها ذلك العجوز الجالس امام طاولة المحاسب

طوال حياتها لم ترى الا هو في هذا المتجر، منذ ان كانت طفلة، تحديدًا منذ ان انتقلت هي ووالدتها الا هنا قبل تسعة اعوام

كان والدها ياباني الأصل قد وقع بحب امرأة من الولايات المتحدة، عاش اغلب حياته في موطن حبيبته، تزوجا وانجبى غاردينيا، حينما كبرت كانت تخبرها أمها انها تمتلك رسمة عينا اباها.. تلك العينان التي تؤكد ان لديها عرقًا آسيويًا

في عينيها جُمع الاثنان، لون عينا والدتها ورسمة ابيها، رغم ان القدر فرقهم الا ان ابنتهم جمعتهم بداخل عيناها، خرجت هي نصفًا من الاثنان، في كُل شيء.

ثلاثة عشر | Thirteenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن