الفصل الأربعون والأخير: حياة مختلفة

985 42 33
                                    

تسلل الشمس الى تلك الغرفة لتنيرها حتى اصبح الشمس في كل الارجاء وكان هو مصدر الضوء الوحيد، مع القليل من الرياح معه كان هذا كافي بازعاج النائمة التي فتحت عيناها بصعوبة لترى النافذة الضخمة امامها والتي لم تلحظها مسبقًا، مفتوحه بأكملها مرحبه بالشمس الساطعة والرياح التي تداعب الستائر الخفيفة بأن تزعج غاردينيا بالاضافة الى رائحة القهوة التي تجهل مصدرها

كانت تشعر ببداية مرضها فكان الزكام الذي اصابها علامة كبيرة على المرض، بالاضافة الى العطسة التي خرجت رغمًا عنها كالأمس، تسائلت اذا كانت العطسات لا تصيبها سوى عندما تكون مستلقية على السرير، لان هذا ما يحصل معها فعلًا

وبين تساؤلها بمرضها وشرودها بالنافذة العجيبة التي ظهرت اليوم فحسب، سمعت صوته في الجهه الاخرى من الغرفة
"لقد استيقظتي اخيرًا"

غيرت وضعيتها لتستدير للجهه الاخرى وتراه جالسًا يحتسي قهوة كما افترضت، لتقول ببعض الارتياب
"لم دائمًا تستيقظ قبلي حتى مع توافق اوقات نومنا؟"

اجاب ببساطة وهو مستمعا بمظهرها المنزعج وهي تحت الاغطية
"لانني اهتم بما يحصل حولي بعكسك"

ابعدت شعرها عن عيناها وايضًا رتبته قليلا وهي تسأله
"كم الساعة الان؟"

نظر الى ساعة معصمة، والذي لاحظت ايضا بأنه مستعد للخروج بلباسة المنسق
"انها الثانية الا ربعًا"

نظرت اليه لثواني تستوعب بانه لا يمزح معها في الوقت، وحالما ادركت بانه قال لها الحقيقة حتى نهضت بفزع غير ناسية بالطبع أن تغطي جسدها بالغطاء
"هل تمزح معي؟ لم يتبقى سوى ساعة وربع على الرحلة؟"

اومأ لها بضحكة مستمتعه لتتحدث مرة اخرى
"وكيف علي بالاستعداد بهذا الوقت الضئيل واللحاق بالطائرة بحق الله؟"

رفع كتفيه بمعنى لا أعلم لتقول بانفعال على هدوء اعصابه
"هل تدرك بأنك معي في الطائرة أو علي بتذكيرك بأن تأخيري سيؤثر بك ايضًا؟"
"من الابدر بأن تبدأي اذًا"

واخيرا سمعته يقول امرًا يدل على اهتمامه ولو قليلا، لتنهض من السرير بفوضوية ثم اتجهت الى الخزانة لتبحث عن ملبس يغطيها ولكنها وجدتها فارغة، وقبل ان تسأله سمعته يقول
"لقد اوضبتها من اجلك"

استدارت قائلة
"سأحتاج الى ملبس اذا لم تلحظ ذلك"

وبنفس سخريتها رد عليها
"بداخل الحمام ينتظرك ملبس على احر من الجمر"
"لا اتوق لمقابلته"

دخلت الى الحمام لتتوقف انظار ايفان المتفحصة لها منذ أن استيقظت كما تظن لترى ملبسها الذي اختاره لها، كان عبارة عن بنطال اسود طويل مع قميص باللون الاصفر الفاتح قد وضعتهم سريعا في حقيبتها قبل سفرها، والذي اعتقدت بانها لن ترتديهم وكانت مجرد اضافة على ملابسها، ولكن يبدو بانه يعجبه هذا النوع من الملابس البسيطة والغير مليئة بالتفاصيل، وهي حقا تحتاج لشيء كهذا

ثلاثة عشر | Thirteenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن