الفصل السادس والثلاثون: مالا يمكن تخطيه

611 45 32
                                    

بعد الحادثة بثلاثة اسابيع


مرت الأيام تجر الألم من بعدها، ذلك الألم الذي ابى الذهاب، ورفض الإختفاء، يوم وراء الاخر حتى انهك روحٍ ضعيفة، وحالما ارخى قبضتيه عن هذه الروح حتى سحقته في لحضة، منصاعه لكلام اخذ يدور في رأسها

الاستسلام كلمة اخرى للموت

هذا ما اعتقدت غاردينيا به وآمنت بصدقه، ورغم وحدتها، الا انها تعيش، رغم ألمها الأبدي، الا انها تتنفس، حاولت بدء حياتها من جديد، لنقطة اخرى لم تعتقد ان لها وجود

اصبحت تعمل بجهد وباوقات اكثر من ذي قبل، كفت الأمواج عن اثاره حماسها، اصحبت لا تترك عملها قط، تبقى في اركانه عند بزوغ الشمس حتى بعد أن تودعها ليحل الليل من بعده، كانت تعمل بكل جهد في تلك الغرفة التي اصبحت مأواها الجديد، رغم ألم جسدها وقلبها الا انها لم تترك عملها ينهار كما انهار حينما صدمت بخبر وفاة والدتها، كانت تشغل نفسها بتلك الغرفة الصغيرة بينما الموظفة التي لديها تحاسب على مشتريات الزبناء

الحقيقة لا بد من تقبلها، لكن لا يمكن أن تسيطر عليك رغم مرارتها، فبعد كل يوم مظلم هنالك النهار، الحقيقة لا يمكن نكرانها لكن أن تعيش بداخلها طيلة حياتك فستصبح محض خيال لا يلقي سوى المًا

تنهدت محدثه نفسها بداخل تلك الغرفة التي لطالما حملت ذكرياتها الجميلة، حتى وإن زالت، فستبقى ذكريات من الماضي الجميل
"آهه لقد تعبت"

امسكت خصله من شعرها البندقي الذي قصته اكثر مما هو عليه لتضعها خلف اذنها وتكمل عملها، لديها نصف الرداء وتنتهي يمكنها فعله اليوم، لقد اشترت لنفسها آله خياطة لتقوم بتطبيق تصاميمها على ارض الواقع

وبينما هي تعمل سمعت طرقًا خفيفًا على الباب، اتجه اهتمامها الى المصدر لتتحدث بهدوء
"ادخل"

فُتح الباب لتظهر إلينا الموظفة الأخرى، لم تتقدم الى غاردينيا بل تحدثت بينما تمسك مقبض الباب
"اتذكرين صديق حبيبك السابق؟"

قطبت حاجبيها بينما أومأت
"انه يريد رؤيتك، أدخله؟"
"اجل"

أومأت غاردينيا لتهم الاخرى بجلب الزبون اليها، في حين أن هذا الشخص قد جعل غاردينيا تأخذ استراحة قليلًا من عملها، استقامت بينما جمعت اغراضها المبعثرة لتقوم بترتيبها وادخال عملها في احد الادراج عندها 

"مرحبا"

لم تقم باظهار اي رده فعل تجاهه بل كل ما فعلت انها قامت بالبحث عن مشترايته التي احتفظت بها منذ زمن.. والتي اعتقدت انه لن يأخذه ابدًا

مدته له وتحدثت بصوت خافت
"شكرًا لك على انقاذ فين"
"عليك بشكر ايفان الذي تنبأ بما حدث وحماكما"

همت بالذهاب وهي تقول
"اشكره نيابه عني"

ولكنه امسك معصمها ليقول
"لقد انقذ حياتك، ألا يمكنك شكره شخصيًا؟!"

ثلاثة عشر | Thirteenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن