الفصل العاشر: قاتل، كالملاك

876 61 6
                                    

 
 
وبدون تفكير منها رفعت رأسه بصعوبة لتخرجه وتجده فاقدًا للوعي، سحبت تلك الحديده الصغيرة ليمر الماء من داخلها

حاولت فك قيدها لكنها لم تستطع، تجاهلت الأمر وبدأت بتحسس تنفسه بخوف قبل أن تقوم بانعاشه بالضغط على صدره بيدها ثم بالتنفس الاصطناعي، لا تعلم لماذا تفعل ذلك وكان بامكانها تركه لتتحرر، لكن صوت بداخلها يخبرها بأنها ليست قاتلة، ليست مثله

"اُقتَل ولا اَقتِل"

هذا ما اخبرت به نفسها بينما تسعف ايڤان، بعد دقيقتان استفاق مخرجًا الماء من فمه، نظر لها مذهولًا من الذي فعلته، لقد حاولت قتله ثم الان هي تنقذه! انتظرت منه صراخًا، ضرب، او ايًا كان من العقاب لكنه اكتفى بإسناد ظهره على الجدار وقام بالنظر حول الحوض، لحضات حتى ادخل الحديدة مجددًا ليفتح صنبور الماء على البارد

كان سيسقط قلب غاردينيا بينما تراه يفعل ذلك، اعتقدت انه سيغرقها مجددًا لكنه كان تفكيرًا سخيفًا منها، راقبته وهو يخلع قميصه ويرميه خارج الحوض، شاهدت احمرار صدره ليتحدث بهدوء مخيف "اعطيني يديك"

قطبت حاجبيها باستفهام قبل ان تمد يديها اليه بغباء، فليفعل ما يفعل ولا أن يقوم بمحاولة قتلها مجددًا

امسكها ليقوم بفك قيدها بهدوء، وحينما انتهى رمى الحبل خارجًا ليأمرها مجددًا
"اخلعي ملابسك"

كان شخصًا اخر، من يصدق ان هذا الشخص الهادئ كان يحاول قتل روح؟ تصرفاته مخيفة بالنسبه لها،  صمتت تنظر له، تريد الرفض لكن لسانها لم يعرف كيف، لم تستطع حتى الرفض بالاشارة برأسها

حالما استوعبت ما قاله بدأت بخلع سترتها لتبقى بالحمالة، اكتفت بخلع جزء واحد من ملابسها لتبقى ببنطالها الطويل مثله، احست ببرودة الماء على بشرتها، كانت حرارة الماء سابقًا تحرقها ولن تنكر ذلك، لكنها فحسب لم تشعر بمثل هذا الألم الان، خصوصًا وهي ترى ضمادتها الممتلئة بالدماء مع الماء

كان جسداهما مائلان للون الأحمر نتيجة الحرارة التي تعرضوا لها، كل منهما يشعر بالألم ذاته، لقد قصد إيڤان وضع الماء بتلك الدرجة، لم تكن شديدة الحرارة لكيلا تصلخ جلدها ولم تكن دافئة، لم يعلم انه سيكون معها في هذا الألم، بل لم يعتقد انه سيفقد الوعي بسببها، تذكر ضربتها له ليتحسس مكانها، نظر ليده ليجدها ملطخه بالدماء

"رائع مصيبة اخرى" حدث نفسه بذلك بينما ادخل يده في الماء الممتلئ

راقبت غاردينيا تلك الدماء التي تحول لونها للوردي الفاتح الى ان تلاشت تدريجيًا بسبب كبر حوض وكثره الماء، يبدو ان تلك الدماء سابقًا بالحوض لم تكن من غاردينيا وحدها

ثلاثة عشر | Thirteenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن