الفصل الرابع: في المنتصف

1.2K 74 4
                                    



سحب شيئا من داخل معطفه ليخرجه امام ناظريها، كان مسدس، وجهَهُ نوحها لتوقفت عن التراجع، اقترب اخيرا بدون ان تتحرك انشًا واحدًا، توقف حالما لامست فوة المسدس معدتها، اخرج باليد الاخرى الظرف ذاته ورفعه امام مقلتيها

_____________________________________

همس
"اغلقي الهاتف"

نظرت لعيناه لثواني مصدومة من الذي يحدث، هل يهددها؟ شفتاها افترقا عن بعضهما البعض من شدة الصدمة لتنزل يديها بعدما كانت بجانب اذنها ثم تقفل الخط بيدين مرتجفتين

سألت بصوت عكس خوفها
"م-من انت؟"

ابتسم بتهكم لجيب
"انا كابوسك"

اعاد المسدس بداخل معطفة ليمسك كتفها هامس
"ادخلي السيارة التي خلفي.. وإن هربتي اقسم اني سأهشم دماغك الصغير" ابتعد عنها ليردف "في المقعد الامامي"

لم تتحرك، بل لم تستطع قدماها الذهاب هكذا، تريد فعل شيء، تريد الصراخ لكي يسمعها احد الجيران، لكن جُف حلقها، ووقفت امامه متصلبة، ليتكلم بغضب
"ربما لم اوصل كلامي جيدًا، اركبي السيارة وإلا اصبحتي كهذا المنزل"

اشار لمنزلها المهترئ، ابتعدت عنه واتجهت للسيارة مسرعة، هل بكلامه هذا انه حرق امها كذلك ام ان غاردينيا تتوهم؟.. فتحت الباب الامامي لتركب بتردد، تشابكت يديها ببعضها البعض نتيجه التوتر، ركب هو في مقعد السائق ليتمتم
"فتاة مطيعه"

افعل هذا مع والدتها ايضًا؟ أنظر بعينين والدتها قبل قتلها؟ ماذا كانت اخر كلمة قالتها أمها له؟ بدون شعور نزلت دموعها لتخيل ان امها كانت بمثل حالها، وبالطبع اشد، فقد عُذبت قبل حرقها

صامتة وعيناها تتحدث، التفتت ناحية النافذة لترى اخر ايام حياتها، وترى منزلها مودعة اياه، ربما لن تأتي مجددًا، فتحت عيناها بقوة حينما احست بذلك القماش الذي غطى انفها وفمها، وفي محاولات فاشلة في ابعاد يده نامت أخيرا.. ابتعد عنها بعدما سقطت عليه نتيجة فقدانها الوعي، وضع حزام الأمام عليها ثم شغل محرك السيارة ليذهب الى مراده

بعد مدة من الزمن وقفت السيارة في مرآب للسيارات، ترجل من السيارة ليتجه اليها ويحملها غير مهتم ان كان يحمل جمادًا أم مخلوقًا، خطى نحو السلالم ليتجه للدور الثاني، ما قبل الأخير، كان المبنى بسيط وذو ألوان باهته، يبدو عليه انه لم يصبغ للتجديد منذ مدة

دفع الباب بقدمه ليفتح بسهولة، كالعادة فسكانه لا يعترفون بالمفتاح للأغلاقه، اتجه بها الى سرير ما ووضعها هناك بكل اهمال، جلس على الأريكه المجاورة وقام باخراج هاتفها، لقد اسقطته حينما اخبرها ان تغلق المكالمة

ثلاثة عشر | Thirteenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن