الهواء الرطب يملئ المكان، ورائحة الزهر في كل الأرجاء تداعب الفقعات التي تمرح في ذلك الحوض، لا يسمع صوتًا غير انفاسها المرتاحة بداخل تلك الماء الفاترة، بعد المدة الطويلة في الاستحمام قررت الخروج
فتحت الحديدة التي تجمع الماء ليقوم هو بالهرب بعيدًا في الفتحة الصغيرة، غسلت جسدها بالماء البارد ثم لفت المنشفة على جسدها وخرجت
لفحها الهواء البارد لتشد على منشفتها اكثر، رغم تلك المياه الباردة التي غطتها قبل الخروج الا انها شعرت ببرودة الهواء لتحصل على رعشة طفيفة.. جلست على السرير بدون ادنى فكرة عما ستفعله
ارجعت ظهرها للخلف ليرتطم بليونة على الفراش، اغمضت عينيها لبعض الوقت تستشعر البرودة التي داعبت بشرتها الرطبة، ستأجل ارتداء ملابسها قليلًا ريثما تحصل على قسط من الراحة، لكن لم تحظى بها للاسف، بسبب سماعها لصوت مقبض الباب يفتح في الأسفل لترتفع من على السرير فزعه من تخيل أن ايفان سيراها بهذا الشكل!
ارتدت على عجل ملابسها لتترك شعرها على حاله وتتجه للاسفل، الغريب في الأمر انه لم يصدر صوتًا بعد دخوله، الشيء الوحيد الذي سمعته هو مقبض الباب، تمتمت بينما تنزل السلالم
"هل تخيلت الصوت؟"وحالما انهت جملتها رأت فتاة امامها مباشرة منشغلة بالنظر الى المنزل، تحدثت غاردينيا بصوت متسائل
"مرحبًا؟"انتقل اهتمام الفتاة لمصدر الصوت لتتفاجأ من وجودها، سألت بشك
"من انتِ؟"قطبت غاردينيا حاجباها سائلة
"عذرًا؟"وضحت الأخرى بثقة مفرطة
"هذا منزل إيڤان، مالذي جلبك لهنا؟"لهذا السبب لم يرغب ايفان بجعلها تقابل معارفه، فسوف يحل شجارا اذا استمرت هذه الفتاة بالتحدث بهذا الشكل، وكأن غاردينيا دخيلة هنا
اجابت غاردينيا بهدوء تام كما يريد ايفان لو علم بانها قابلت احدًا يعرفه
"انني صديقته، انا هنا منذ الأمس، ايمكنني معرفة من انتِ؟"
"انا صديقته ايضًا.. اعيش في المنزل المجاور"اشارت بيديها على منزلها من خلال الزجاج لتمتم غاردينيا
"جارته اذًا"
"وصديقته"سيحصل شجارا هنا اذا لم يتصرف احدهم بحكمة
تجاهلت غاردينيا علاقة الصداقة التي تجمعها مع ايفان لتسأل مجددًا
"ماذا تفعلين هنا؟ وكيف دخلتي بالأصل؟"رفعت المفتاح امام ناظري السائلة لتجيب بينما الابتسامة لا تفارقها
"املك نسخة من مفتاح منزله، كما انني جئت لاحادثه فـ-"
"انه غير متواجد"قاطعتها بهدوء لترد الاخرى رغم انزعاجها
"اوه، ارى ذلك"لم يعد هنالك شيء ليتحدثان به وخصوصًا بعد دخول الفتاة للمنزل بشكل مفاجئ، بعد لحضات من الصمت وتبادل النظرات المتسائلة بينهما قطعته غاردينيا بسؤالها
"اترغبين بالقهوة؟"
أنت تقرأ
ثلاثة عشر | Thirteen
Misteri / Thrillerلم يكن هذا الرقم يمثل زهورًا، ولا اشخاصًا.. كانت مجرد أوراق صغيرة بكلمات مبهمة لم تهتم لقرائها في بادئ الأمر، ولكن ما ان اصبحت حياتها معلقه بكل حرف بها كان جُل اهتمامها هي تلك الاوراق وجوه لم تُميزها، كلمات لم تسمعها من قبل، وأمور تمنت الموت على إدر...