اليوم التالي
فراغ، هذا ما شعرت به غاردينيا بعدما ادركت بأن حربها انتهت، من المفترض أن تشعر بالسعادة، بالنصر كما يشعر به كل المحاربين في نهاية المعركة، لكنها تشعر النقيض تمامًا
بعدما قالت ما قالته لإيڤان، بعدما فعلت ما فعلته مع إيڤان انها لا تشعر بالانتصار ولا حتى بالقليل.. لقد قتلته، بكلامها وافعالها، وهذا ما يقتلها الآن
رائحة تعرفها جيدًا، لم تكن غير رائحة المعقمات التي استشقت الكثير منها بالأمس وهي تحاول السيطرة على بكائها المستمر
جاء اليها إيڤان بالأمس حالما علم باستيقاظها، وماذا فعلت له؟
بالطبع لم تستقبله بالاحضان لما فعل من أجلها ولم تعيد تلك الكلمة التي قالتها له في الهاتف، وببساطه فلقد القت عليه جميع انواع الشتائم لما اوقعها به في البداية، للأستهانه بها
وماذا فعل؟
لم يوضح ولم يبرر، بل اتخذ الصمت ردًا لها مع القليل من الاعتذارات الغير مسموعه، وكأنه توقع ذلك، وكأنه اراد فحسب رؤيتها للمرة الأخيرة، وكأنه علم بماذا ستفعل
وهذا السبب الذي جعلها تبكي طوال الليل وترفض من جميع اصدقائها البقاء معها، لكنها اليوم ستمضي بطريقها
لا يمكنها العيش مع شخص قد سحبها للهاويه في يوم، لا يمكنها.. حتى لو احبته حتى الموت
ولقد عنت الموت هنا، فهي قد شاهت الموت بعينه حينما كانت بتلك الزنزانة
اخذت نفسًا عميقا اخر في محاولة لنسيان ما كان يؤلمها لتحاول النهوض مستنزفه كل طاقة لديها، فمع انسداد شهيتها للمرة المئة ومع حالتها التي قد تصيبها بالإكتئاب او احد الامراض التفسية فهي حقا ليس لديها طاقة لفعل اي امر اعتيادي وبسيط
بارد، هذا كل ما تشعر به حينما خطت على تلك الأرضية الملساء، ابتسمت بسخريه فكل ما كانت تشعر به مسبقًا هو خشونه تلك الأرضيه التي لطالما دفعها الجميع بكل قوه عليها، فتحت الباب ليستقبلها جميع من احبت، من ضمنهم فين ذا الملامح القلقه
جميعهم انتظروها في الخارج حينما صاحت عليهم بالأمس بان لا احد يدخل الغرفة، ولا حتى المحقق الذي يحمل فيديو امها التي اخفته تحت تلك الورق
ارتفعت قدميها ولم تعد تلامس ذلك البرد لتكتشف انها بين احضان صديقها، منبع الدفئ الذي لطالما احتاجت اليه، بجميع الأوقات، اغلقت عينيها بينما حاوطت ذراعاها عنقه لتداعب شعره بينما تسمع همسه
"اشتقت اليك، وخفت عليك كثيرا دينيا"زلت دمعه وراء الاخرى بينما اجابت عليه غير راغبه بتركه
"آسفة، آسفة لتسبي بما كان سيقتلك، آسفة لأني صرخت عليك أنت والآخرين بعدم الدخول"
أنت تقرأ
ثلاثة عشر | Thirteen
Bí ẩn / Giật gânلم يكن هذا الرقم يمثل زهورًا، ولا اشخاصًا.. كانت مجرد أوراق صغيرة بكلمات مبهمة لم تهتم لقرائها في بادئ الأمر، ولكن ما ان اصبحت حياتها معلقه بكل حرف بها كان جُل اهتمامها هي تلك الاوراق وجوه لم تُميزها، كلمات لم تسمعها من قبل، وأمور تمنت الموت على إدر...