الفصل الثاني والعشرون: خفايا امور

701 47 32
                                    

اليوم الرابع، من أصل ثلاثة عشر

الألم تغلغل كيانها، والهواء ضيق صدرها، ظلام دامس وهدوء مقيت، الخوف قرع طبوله لها، تنفسها الذي ينبأ عن اضطراب داخلي، تنفست الصعداء بينما تصرخ في ذلك الظلام
"ساعدوني!"

كانت تسمع لصداها يصدع في الإرجاء بدون اجابه، ضائعة، لا تعلم اين هي.. كل ما تراه هو الظلام، صرخت مجددًا حينما احست بأحدهم في هذا الظلام

ثم احست بيدين عليها، تسحبها للنور، للأعلى.. فتحت عيناها على مصراعيها واستنشقت الهواء حولها

قلبها ينبض بخوف وتنفسها اصبح مضطربا بينما تشاهد الشخص الذي ايقضها من كابوسها، إيڤان ذو العينان الخضراء بملامح وجهه عديمه التعبير

استقام لتلحظ بانه كان منحنيًا لأجلها، هل هي باريكتها التي اعتادت عليها؟

كيف عادت الى الفندق بالأصل؟ تدريجيا بدأت باسترجاع اخر ذكرياتها لينتهي الامر بالسيارة حينما خدرها

شهقت بخوف ورهبه حالما عاد اليها نفس الشعور لتنهض من الأريكة صارخه عليه
"لقد خدرتني!"

كاد ان يذهب بعيدا عنها  لكنه استدار اليها ليتحدث ببرود
"وماذا في ذلك؟"

لم تنتبه لما قال بل اذهلها مكان تواجدها

مسحت المكان الذي حولها، كانت في غرفة المعيشة، ليس تلك الشقة سابقًا، ولا بجناح الفندق، انه منزل، ومرتب بشكل غريب

سألت
"اين انا؟"

اجاب بكل بساطه
"في منزلي"
"هل ستستمر هكذا؟"

استدار رامقا اياها منتظرا توضيحا لسؤالها الذي خرج منها بصدق، لتو استيقظت من تخديره لها وتصحو بمكان غريب، وليس ذلك فحسب بل وتتلقى اجابات على اسئلتها بعيدة عن ما تريد

لاحظت وقوفه الذي طال لتتحدث
"لا يمكنك معاملتي هكذا، وكأني بعالم احلام وراءه جحيم ينتظرني، اني جاهله كل شيء، احاول تكذيب نفسي باني اعيش الحياة السابقة التي كنت اعيشها، لكن؟ ها انا اعود لنقطة البداية"

شاهدت صدره يرتفع ببطئ ليزفر عن الهواء، لا تعلم اذا كان غاضب أم شيئا اخر لكنها تعلم انه بتقدمه المخيف نحوها فهو بمزاج غير جيد

"لم تري الجحيم بعد.. وايضا، سأعاملك كما اريد، وليس كما تريدين"

همست
"لم لا استطيع فهمك؟"

سأل بنبرة لا تقل عن نبرتها
"ومتى استطعتي فهمي؟"

خرست بسبب سؤاله، متى فهمته؟ لا توجد لحضة فهمته بها، كانت افعاله وحديثه وكل شيء يفعله يختلف بكل لحضة، لذلك لم تستطع ان تفهمه

اخذت نفسا عميقا حالما ابتعد عنها متجها للمجهول بالنسبه لها، لتضع يديها على قلبها مستمعه لنبضاته العالية، انه يوترها، يصيبها بشتى انواع الاضطرابات، لكنها ليست خائفة منه، ليس كالسابق

ثلاثة عشر | Thirteenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن