تحدث بصوت خافت ومتعب، وكأن كل ما عانته في هذه الزنزانة يعود اليه كما يعود اليها من ألم
"غاردينيا"لا رد
."غاردينيا"
نطق بها عبر الهاتف محدثًا ذات العينان الباكية، لم تستطع التحمل، ليس بعد الان، اطلقت العنان لدموعها بينما حاولت بكل جهدها منع شهقاتها من الخروج، لا يمكنه رؤيته دموعها لكنه سيسمع شهقاتها المناجيه له حتى وان لم تناجيه بكلامها
اردف حالما لم يجد ردًا منها
"هل انتِ بخير غاردي؟"نفت ذلك برأسها غير قادرة على التفوة بأي حرف، تحدث الحارس الذي أمامها بكل سخرية
"ليس لدي الوقت باكلمه لك، فلتتحدثي بدلا من بقائك كالصماء امام شاشه الهاتف"اخذت نفسًا عميقًا بينما اتخذت قرارها، لن تشاهد النار مكتوفة الايدي بينما تحمل ماء يكفي لاخمادها، انها فرصتها، جعلها تتحدث مع ايفان فرصتها الأخيرة
تحدثت بينما الابتسامة الحزينة لم تفارقها، بكل حرف تنطقه يبدأ خيالها برسم زهرة اخرى بداخل حلمها، وكأنها تعلم ان هذا ليس في ارض الواقع، لذلك ستجعله جميل بقدر الامكان، لتستمتع بهذه اللحضة فحسب
"ايفان، احبك" حاولت السيطرة على مشاعرها بينما همست مجددًا "احبك يا ايفان، بشدة"لربما لا تعيش كثيرا، لربما لا تخرج من هذه الزنزانة سوى جثة، وهذا ما حفزها لقول هذه الكلمة التي لطالما كانت تريد قولها له
رد عليها بعجله بينما تسمع صوت السيارات من حوله، يبدو انه يقود بسرعة جنونة كعادته
"اعلم ذلك غاردي، انا احبك ايضًا"لا تعلم لماذا لكن جملته كانت بسيطة، كانت عاديه.. فماذا بعد هذا الحب؟ فراق؟ لمَ نشأ اذا كانت النهاية ستعود للبداية ولن تتغير، ستعود للبداية ويصبحا كالغرباء
اخذت نفسا عميقًا لتستعد
حان الوقت
سألت بهمس
"كم الساعة إيڨان؟"اجابها رغم غرابة سؤالها في هذا الموقف
"انها الثانية عشر ظهرا، لمَ"تمتمت لنفسها بـ "جيد" قبل أن تهمس له
"أتصدق ايفان؟ لقد حلمت بك، لقد حلمت اننا في كنيسه ناصعه البياض، بمفردنا، وكأن الخير قضى على الشر، و.."لماذا لا تستطيع التحدث بشكل سليم؟ هل ربما لان هذه اخر محادثه بينهما؟.. أكملت بصعوبه
"وكنت ارتدي فستانًا ابيض ناصع ايضًا، وك-كان بيديك زهرتي، زهرة غاردينيا، كنت تسلمها لي بابتسامة، لم تكن ابتسامتك ابتسامة سخرية أو تلك الابتسامة الجانبية التي لطالما اراها.. لقد كانت..دافئة، شعرت بترددك، لكن في النهاية فقراري هو قرارك"لم تحلم، ولم ترى ايفان وهو يقدم لها زهرتها.. كل هذا كان كلام مبهم، وعليه بحله، لا احد غيره
![](https://img.wattpad.com/cover/146458032-288-k880515.jpg)
أنت تقرأ
ثلاثة عشر | Thirteen
Misterio / Suspensoلم يكن هذا الرقم يمثل زهورًا، ولا اشخاصًا.. كانت مجرد أوراق صغيرة بكلمات مبهمة لم تهتم لقرائها في بادئ الأمر، ولكن ما ان اصبحت حياتها معلقه بكل حرف بها كان جُل اهتمامها هي تلك الاوراق وجوه لم تُميزها، كلمات لم تسمعها من قبل، وأمور تمنت الموت على إدر...