الفصل السادس والعشرون: المفاجآت لا تنتهي

591 45 9
                                    

طرق خفيف على الباب تسمعه تلك الفتاة ذات الشعر البندقي المستلقيه في منتصف سريرها، تعلم من هو الطارق، لكنها بكل بساطة ليست في مزاج للحديث معه، الشخص الذي سبب لها كل هذا المزاج السيء مع صديقته المدعوة

"ماذا؟"

انتظرت رده والذي جاء سريعًا

"أيمكنني الدخول؟"
"لمَ؟"

اخذ نفسا عميقا في محاولة التعامل معها بشكل جيد كما رغبت ليقول
"اريد التحدث معكِ"
"اذهب لتلك الملاك فهي بانتظارك بعكسي"
"لن اقف عن عتبه الباب اليس كذلك؟"

صاحت بصوت عالي ظهر به انزعاجها
"بلا ستفعل"

فتح الباب ببطئ ليراها مستلقيه بغير اهتمام وتنظر اليه
"لم اعلم ما حصل بالكامل"

لم تعلق على دخوله بغير اذنها لكنها ردت على كلامه
"والان علمت"
"اسف"

كان لديها الكثير لتقوله، لكن بعد سماعها اعتذاره خرست في محاولة استيعاب بان الاعتذار خرج من فمه وليس شيء اختلقته هي

"لديك الكثير لتعتذر له"
"اعلم"

هذا كل ما قاله ليخرج مغلقا الباب بهدوء، لقد اتى الى هنا ليعتذر، والذي لم تكن تتوقعه غاردينيا ابدًا، تنهدت براحة لخروجه ولاعتذاره المفاجئ

استلقت على جنبها لتحاول النوم في وضح النهار بينما استقرت عينيها على الباب في تفكير عميق حتى اخذها النوم الى عالم اخر

ليجري الوقت بها في نومها وأحلامها الوردية ليأخذها الى العالم الذي تتمناه

صوت ملأ تلك الحديقة الكبيرة، لا يوجد سوى هي، والعشب.. الشمس اشرقت لتنير تلك الزهور وتدفئها، زهور بكل الالوان احاطت تلك الفتاة التي تمشي بجانبهم، تراقب حركتهم بفعل الرياح تارة، وترفع نظرها للطيور المغردة فوق الأغصان تارة

اغلقت عينيها لتبسط ذراعاها بينما تسمح لذلك الهواء النقي بدخول رئتيها، زفرت بهدوء ولا تزال مغلقة العينين، همست بابتسامة لم تستطع اخفائها
"ليت الوقت يتوقف للحضة"

وحالما انهت جملتها استقبلها ذلك الدخان الذي اُستبدل الهواء به بداخل رئتيها، فتحت عينيها على مصراعيها لتسعل بحده نتيجه الدخان الذي لم يستأذن بالدخول، حظنت يديها الى صدرها بخوف حالما اكتشفت انها في وسط النار، بكل الاماكن احاطتها لتجعل من امر خروجها مستحيل

صاحت مناجية بخوف باحثه عن مخرج
"ساعدوني!"

لا تعلم لماذا صرخت بهذه الكلمة رغم شكها ان هنالك احد هنا في الاساس، لحضات حتى خرج احدهم من بين تلك النيران، لم تستطع رؤيته جيدًا لكنها متأكدة ان هذه هيئة انسان، كررت
"ساعدني ارجوك"

رد الاخر ولم يكن الا امرأه بمنتصف الاربعينات
"ارغب بمساعدتك حقًا، لكني ميته"

فتحت عينيها على وسعهما حينما ميزت نبرة صوت المتحدث، والذي لم يخطر على بالها، صرخت بينما ركضت ناحيتها غير مهتمه لتلك النيران الجائعة
"اميي!"

ثلاثة عشر | Thirteenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن