الفصل الرابع والعشرون: ذكرى لطيفة بواقع ألطف

653 40 4
                                    


اليوم السابع، من أصل ثلاثة عشر

الصباح يطرق بابه على تلك النائمة، الشمس تسللت لغرفتها كي تتراقص على نغمات غناء العصافير الذين يتغازلون على ذلك الغصن.. وسعهم وهو ضعيف، هذا ما يحدث حينما يقويك الحب.. لا يزال الغصن قائمًا بسبب النغمات الصباحية التي تغذيه، بكل صباح تغني هذه العصافير معلنه بداية يوم جديد، وصباح مشرق

فتحت تلك النائمة عيناها بكسل لتتوقف لحضة متذكرة، مستعيدة احداث الأمس وكيف جاء بها الا هذه الغرفة، لحضات حتى عادت عيناها بالانغلاق لتحفر نفسها على تلك الوسادة راغبه بالنوم من جديد

لم تشعر بذاك الشعور الذي لا يزال يغمرها حينما تتذكر امر قبلتها بينما يتردد كلامه اذنها حينما قال بانها لا شيء

انها شيء بالنسبة لها، شيء كبير لا تستطيع نكرانه، بينما كانت مجرد لا شيء بالنسبة له

وقفت بملل لتحاول نسيان ما حصل بالأمس، ستتصرف معه وكأنه لا شيء ايضًا، قبلته لم تكن شيء يذكر لها، وهو بأكمله لا شيء، ستصبح مثله، ستتجاهل تلك اللحضة كما يفعل

بالأمس كانت طوال الوقت في المنزل بعد ان منعها من الخروج، تخربش هنا وتزعج هنا

اخبرها أنه الغى الدورة بأكملها ولن تعود لها حتى ينتهي اتفاقهما، والتي نسيت امرها كليًا واهتمت بالأمور التي وقعت بعالمها الحقيقي، وليس ذلك العالم الذي حالما تبدأ بالتصميم تنسى نفسها

رغم اخبارها بانها ستخرج غدا وهو اليوم الا انها ستبقى حبيسة المنزل حتى يحل المساء ويذهبان الى السيدة غريفين، بينما هو يخرج كعادته وكما ذكر بأن لديه عمل ينجزه لذا لن تراه حتى الظهيرة

وكأنها تتوق لرؤيته! لا تهتم

لقد وثقت به، بانه سيخرجها حية من هنا بدون ان يثبت ذلك عن طريق بضع كلمات يعتقد بأنها السبب في ثقتها به الان

نهضت من على السرير بارهاق لتقع عيناها على الساعة المعلقة، ثم على غرفته المغلقة والتي استطاعت رؤيتها بوضوح بسبب باب غرفتها الذي لا تحب اغلاقه ابدًا

تمتمت بانزعاج وهي تخلع ملابسها استعدادًا للاستحمام
"يبدو انه يحظى بافطار شهي مع سكرتيرته وانا ابقى هنا"

لا تعلم لماذا خرجت هذه الكلمات بالذات من بين شفتيها رغم أنها لا تعلم حقًا ما هو عمله، لكنها شعرت بالضيق لمجرد انها ستبقى بفردها بينما هو يستمتع بالخارج.. اوه لقد نسيت انها سجينة هنا، وليست ضيفة!

توقفت عن خلع باقي ملابسها لتتحدث بضيق
"ولم علي ان استحم الان؟ وكأن احدًا سيهتم"

لم تنوي ارتداء ما نزعته والذي كانت ملابسها الخارجية لتبقى بالداخلية فحسب

ثلاثة عشر | Thirteenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن