في ذلك الصمت الرهيب يقبع شاب، ضائع رغم ما يحيط به، 'قراري هو قرارك'، هذا ما نطقته صاحبه العينان الزرقاء ذو الملامح الآسيوية، كانت تعلم ما سيحدث، رأت التردد بداخل عينيه في خيالها، لتخبره بذلك وكأنها عاشته، تردد ذلك الصوت الأنثوي بداخله مرارًا وتكرارًا
"كنت مترددًا، لكن قراري هو قرارك"
قرارها هو قراره الان، لكنها قالت تلك الجملة ايضًا
"الخير قضى على الشر"
بما انها ادركت الشر من الخير اذًا لمَ تضع ثقل القرار بين يديه؟ لم سلمته زمام الأمور بينما كانت رؤيتها واضحة، ميزت الشر وقضت عليه، في حلمها.. اذا لم قالت ذلك بينما علمت ما هو الحق؟
"آهه"
تآوهه بتعب وقله حيله على امره، انه في طريق طويل ومرهق.. اخذ كل طاقته ليجعله تائها في المنتصف
لكنه اتخذ قراره، سينير الطريق بمصباحه، حتى لو كان سينير ايضا من يسحبه معهم للأسفل
اقفل حاسوبه الذي لم يخرج من سيارته قط، كان يحمله دائمًا، وها هو يحتاجه الان، نزع قلم الذاكرة صغير الحجم بعد أن نسخ كل ما بداخله لحاسوبه، ما لبث طويلا حتى ترجل من سيارته ليتجه الى مركز الشرطة، نحو الحق
الأشرار لا يبقون
اتجه سريعًا نحو اقرب ضابط وجده، كان يتحدث مع احدهم لكن كل ما فعله ايفان انه قاطع حديثهما مشيرًا لما معه بعيناه قائل
"يجب عليكم رؤية ما بداخله"
اجاب الضابط بانزعاج لمقاطه ايفان له
"لا اريد اي الاعيب، اذا كان دعابه فأقسـ.."
وقبل أن يكمل تهديده سحبه ايفان من ياقه قميصه ليهمس بغضب
"واذا ماتت بينما انت تهدد هنا فستكون دمائها على عاتقك"
كان باستطاعته البحث عن غاردينيا، كان باستطاعته اخراجها بوسيلة اخرى، لكن غاردينيا لم ترغب بذلك، كان باستطاعته البحث بكل مكان يملكه اباه في نيويورك لحين العثور عليها، لكن ذلك سيأخذ وقتًا منه، ولربما لن تمشي خطته كما رغب حينما يتفاوض مع اباه
لكن مع قوه الشرطة فهذا سيسرع العثور عليها، وسيظهر الحق.. لان هذا ما تريده غاردينيا، لكن بكل ما حصل معها هي وامها واخيرا ابوها قررت اعلام ايفان بقراراها قبلا، والتي تأكدت في اعماقها انه سيكون قراره ايضًا
لان الصالحين هم من يبقى اثرهم، هم من ينيروا الحياة ويغرسوا الأمل.. وليس الأشرار، هو وهي، من الصالحين
وقف امام كل من تجمع امام الحاسوب، مستمعين بكل انصات لتلك السيدة التي تلقي التهم على والده مع كل دليل بينما البعض يدون ويتحقق من كل ما تفوهت به، جائه ذلك الضابط نفسه بينما تغير مظهره تمامًا، اصبح مستعدًا ومتأهبًا لما سيفعله مع الاخرون، لكنه سأل ايفان اولًا
"من ستموت؟"
"غاردينيا بليك، ابنتها.. اختطفت من قبل نيك مورلي، بأحد املاكه في هذه المدينة"
أنت تقرأ
ثلاثة عشر | Thirteen
Mystery / Thrillerلم يكن هذا الرقم يمثل زهورًا، ولا اشخاصًا.. كانت مجرد أوراق صغيرة بكلمات مبهمة لم تهتم لقرائها في بادئ الأمر، ولكن ما ان اصبحت حياتها معلقه بكل حرف بها كان جُل اهتمامها هي تلك الاوراق وجوه لم تُميزها، كلمات لم تسمعها من قبل، وأمور تمنت الموت على إدر...
