الفصل الثامن والعشرون: تقدم ملحوظ

679 41 13
                                    

اليوم الثامن، من أصل ثلاثة عشر

يوم جديد، خسارة جديدة، فقدان آخر، النيار تأكل الايام، الأيام تجري كجريان مياه النهر الطويل، الايام تلاحق بعضها البعض غير متوقفه للحضة

تنفسها المنتظم هو ما يتحرك في هذا الهدوء والثبوت، وكأن عينياها نست كيف تغلق، وكأن جفناها مفتوحة منذ الأزل، لم تشعر انها اطالت النظر لذلك السقف المزين بالزخارف التي زينت قلبها فلقد كانت تفكر في الأمس، في تلك الدموع التي ذرفتها ألمًا، وفي ذلك النور الذي انتشلها من حزنها وخوفها، ايفان

لكن بكل ما حصل بالأمس هي مرتاحة الان، تشعر وكأنها قد ازالت اعتراف كان يقتلها بداخلها، ولم تستطع ان تبقيه اكثر مما فعلت

ليلة امس كانت من الليالي التي ستحفر في قلبها، بداية من المتجر الذي اعادوا لكيف كان بالكامل، ونهاية باسقاط قناعها الذي حاولت أن تبقيه اكثر، كان غريب، ليلة امس.. علمها بانها لم تكن مع غريب، علمها بان من تعيش معه كان اعز اصدقائها في الطفولة

واخيرا علمها بان كل ما يحصل متعلق بعائلتهما

اغلقت عينيها اخيرا حالما احست بجفافهما، تذكر كل تلك الاحداث جعلها شاردة كثيرًا، منذ زمن استيقظت لكنها تأبى النهوض، لديها الكثير لمناقشته في عقلها، كيف يمكنها التعامل مع ايفان الان؟

بعد ذلك الوقت الطويل بالتفكير العميق قررت النهوض اخيرًا، لتنظر لتلك الملابس المبعثرة الملقاه على الارضية الخشبية، حينما قررت الاستحمام ليلة امس خلعت كل ما ترتدي بطريقة مبعثرة، عليها بجمعها وربما جعل ايفان يذهب بها الى الغسيل، فليس لديها القدرة الكافية على غسل اي ملبس لن يدوم معها للأبد

وقفت بتكاسل بينما تمدد جسدها وذراعاها مصدره ذلك الصوت الذي يدل على انها لتو قررت بدء يومها، لكم اشعرها وجوده بالأمس بالراحة، رغم علمها بانه قد ذهب بعد ان نامت، لكنه كان مريح، لم تروادها الكوابيس بالأمس

اخذت نفسا عميقا لبداية يومها ثم جمعت ما بعثرته من ملابس لتتجه به الحمام وتحديدًا لتلك السله الصغيرة بزاويته، بعدما غسلت وجهها وفرشت اسنانها خرجت لتهم باخذ لباس لتستحم

لكن سمعت صوت طرق على الباب لتنتظره يفتح بعد مده من الهدوء، لترى ايفان الذي استغرب من عدم ردها حينما طرق والذي جعله يعيد التفكير بالذهاب وعدم ايقاظها من الاساس

"يبدو انكِ استيقظتِ"

اراد اخبارها ببقيه الكلام لكن منظهر غاردينيا الطبيعي جعله يتسائل كيف لها أن تكون بذلك الضعف ليله امس فهي الان كعادتها

تحدثت هي بتردد
"بشأن ليلة امس"

"بشأنها؟"
يمكنه نكرانها والمضي بايامهما بدون ذكرها، لكنها تريد ذلك

ثلاثة عشر | Thirteenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن