الفصل الخامس: بعثرة ورق

1K 66 1
                                    

اما من الجانب الاخر فحالما سمعت غاردينيا ضوت الشحكات حتى نهضت فزعة، ذكرياتها تعود اليها شيئًا فشيئًا حتى ادركت انها مخطوفة.. سمعت احدهم يتحدث لتستدير ناحية مصدر الصوت والذي كان شاب ذا شعر اشقر اجعد
"اهلًا بكِ هنا"

___________________

ابتسم لها بلطف مريب لتسأل بخوف
"ماذا؟ أترحبون بالمخطفين هنا؟"
انهت جملتها لتحول نظرها على الفتاة الواقفة من بعيد، لم يجيبا على سؤالها مما جعلها مستعدة لأي شيء، ربما سيهاجماها الان، لكن كل ما تلقته هو ذلك الظرف الذي من ان عرفته وحياتها منقلبه رأسًا على عقب، رماه كيفن على السرير قائل

"ستكونين مختطفة للأبد مالم تفسرين ما بداخله"

نظرت له طويلًا تحاول استنتاج ما يقوله، ايعني انها لن تقتل عكس ما حصل بأمها، لكنها في النهاية لن تذهب بتلك السهولة التي تتخيلها، فذلك المسدس الذي وجه نحوها لم يكن تهديد فحسب

أمسكت الظرف اخيرًا، هذا ما كانت تبحث عنه منذ ان توفت والدتها، وها هو الان بين يديها، بهذه السهولة.. فتحته لتصدم بتلك الاوراق مربعة الشكل وصغيرة الحجم

لم يكن الظرف بذلك الكبر هو ايضًا، لكنها لم تعتقد انها ستجد هذا، كانت ثلاثة عشر ورقة، اخرجتهم جميعهم لتلاحظ تلك الكتابة بداخل الظرف

[ سأخطو معكِ ثلاثة عشر لحضة، وفي الأخيرة سأتركِ تكملينها بمفردك، ناحية النور.. لصغيرتي غاردينيا ]

كانت الكتابة اصغر من انها تكتب على ظرف كهذا، انه خط والدتها، كلماتها الأخيرة كُتبت هنا، نظرت ناحية الظرف ثم الى تلك الاوراق المبعثرة، صغيرة الجحم وذات معاني ضخمة، هذا ما ايقنت به غاردينيا

بكل ورقة تمسكها كانت تحمل كلمات مختلفة عن الاخرى، وبعضها رسم عليها بعض الخطوط المختلفة، لم تعتقد ان والدتها يمكنها كتابة امور لا تفهم من الوهله الأولى.. كل هذه الأمور كثيرة على غاردينيا، لم تعتاد على غياب امها بعد ولم تستوعب هذا الظرف بعد

لم تستطع غاردينيا تحمل انانيتها حينما جعلت والدتها تسافر بمفردها، بينما كانت هي مبيته بمنزل صديقتها .. تستعد للحفلة و والدتها تعاني، لو لم تذهب لصديقتها، لو لم تبيت عندها لكانت امها على قيد الحياة، لو لم تفكر بنفسها فقط لكانت امها معها الان بل وانتشلتها من هذا المكان الغريب محتظنه اياها.. لم تصر على سفرها برفقه والدتها لظنها انه امر طبيعي، فكثير من الايام كانت تسافر لوحدها

"كل هذا بسببي"

تمتمت بذلك بهدوء بينما نزلت دمعة وحيدة، كوحدتها في هذا الوقت.. لحضات حتى أُغرقت عياناها بالدموع، لم تستطع ايقافها حتى سمعت صوت ذلك الشاب ذو الشعر الأشقر
"لن نقتلك، نريد فقط معرفة ماذا تتحدث عنه امك بداخل هذه الأوراق؟"

ثلاثة عشر | Thirteenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن