..أنهت هزان محاضراتها في كلية الطب و ركبت الباص عائدة الى المنزل..هي فتاة تبلغ من العمر خمسا و عشرين سنة تدرس الطب و تطمح أن تصبح جراحة دماغ..لكن الطريق مايزال طويلا أمامها..فهي الان في السنة الختامية من المرحلة الاولى و يجب ان تواصل مرحلتي تربص و اختصاص..تعيش مع أمها فضيلة و أبيها أمين ..حياتها العائلية تعيسة للغاية فوالدها رجل يهوى الوقوع في المشاكل و تنغيص حياتهم..أمها امرأة ضعيفة الشخصية لا تستطيع ان تنطق بكلمة واحدة امام زوجها..يضربها و يهينها و يمسح بكرامتها الارض..تكره هزان والدها بشدة لكنها مجبرة على احترامه و اطاعته من أجل أمها..مصروف المنزل من اختصاص أمها فهي تعمل في معمل للخياطة ..أما امين فهو لايعرف سوى التدين و استقراض النقود من أصدقائه لكي يسكر ..وصلت هزان الى المنزل لتجد أمها تبكي و تنتحب و تندب حظها و والدها يقف في الباب يتكلم مع رجل لا تعرفه..أسرعت هزان الى والدتها و سألت" مالأمر أمي ؟ ماذا يحدث هنا؟" رفعت اليها فضيلة عينين تكسرت رموشها و قالت" انا اسفة يا ابنتي..لم استطع انقاذكي" رفعت هزان حاجبها استغرابا و سألت" ماذا تقولين ماما؟ من ماذا لم تستطيعي انقاذكي؟" قالت فضيلة و هي تبكي" أبوك باعكي..سيزوجكي لهذا الرجل" ارتعدت فرائص هزان و التفتت الى والدها و الى الرجل الذي يقف معه و قالت" زواج ماذا؟ بابا..ماذا تقول امي؟ عن اي زواج تتحدث؟" اقترب منها امين و قال" نعم يا ابنتي..ستتزوجين السيد ناظم كايا ..ستنقذين والدكي" قالت بصوت مرتعش" أنقذك من ماذا؟ " أجاب و هو يتظاهر بالبكاء" ستنقذينني من الدخول الى السجن..لقد تورطت في دين كبير لا أستطيع ايفاءه..انا اسف يا ابنتي" صاحت هزان" هذا مستحيل..أرجوك..لا تفعل هذا..لا تفرط بي..انا ادرس..اريد ان انهي دراستي..لا اريد ان اتزوج" اقترب منها ناظم كايا( نامق في حب ابيض و اسود) و قال" هيا يجب ان نذهب..مأذون الزواج ينتظرنا" ابتعدت هزان عنه و هي تبكي و تقول " مستحيل..ارجوك..انا لا اريد ان اتزوج" سحب ناظم سلاحا من خصره و وضعه على رأس امين و قال" الاختيار لكي..إما ان نتزوج او أقتل والدكي هنا..أمامكي..انت ستختارين" جن جنون هزان و صاحت" تقتله؟ الا يوجد قانون؟ من انت؟ من تظن نفسك؟" ضحك ناظم بصوت عال وقال" يبدو أنكي لا تعرفينني..انا الزعيم..لا اعترف بالقانون..انا اعيش وفق قانوني انا..و الان..انهي هذه الدراما و اختاري" نظرت هزان الى ابيها و توسلته" بابا..أتوسل اليك..أنقذني..انا لا اريد ان اتزوج..ارجوك" طأطأ والدها رأسه و صمت ..لا ابوها و لا امها يستطيعون انقاذها

أنت تقرأ
زوجة الزعيم
Romanceمن منا يستطيع معرفة ما يخفيه لنا القدر؟ من منا يستطيع أن يجزم بأنه سيجد ما تمناه و ما حلم به دائما متجسدا أمامه في المستقبل؟ قد نذهب في طريق مغاير يقودنا إلى ما كنا نبتغي الحصول عليه..فالحياة ما هي إلا لعبة قدر و نحن نسير فيها محاولين أن نحقق و لو ج...