الثامن عشر

31.4K 875 11
                                    

قولي لي ... قولي لي
كيف سأنقذ نفسي من أشواقي و أحزاني
قولي لي ماذا افعل فيكِ....و انا في حاله إدمانِ
قولي لي ما الحل فأشواقي و صلت لحدود الهذيانِ
قاتلتي ترقص حافيه القدمين بمدخل شرياني
من اين اتيتِ و كيف اتيتِ و كيف عصفتي بوجداني
نزار قباني
،،،،،،،،،،،
ترجلت  وعد من سيارته امام البحر مباشره..

ركضت بسعاده   في المكان شبه فارغ لانهم في منتصف فصل الشتاء.... و بسرعه انحنت و عد و رفعت بنطالها و اقتربت من الماء بلهو غير عابئه ببروده الماء ...ابتسم لها ادهم من خلفها.. و عقد يديه علي صدره يشاهدها باستمتاع
بعد وقت هتفت وعد له  : ادهم تعالي
اجابها باستنكار  و رد  : اجي اعمل ايه ابل رجلي ... و بعدين كفايه كده بدل ما تاخدي برد يالا اطلعي
هزت راسها بقله حيله و خرجت و جلست بجانبه علي الرمال اخذت تعبث بالرمال بعشوائيه بين اصابعها  و الهواء يلعب بشعرها في جميع الاتجاهات.. قطعت هي ادهم من شروده و تسائلت
فجاء  و هتفت : ادهم هو انت مش ها تعلمني امسك سلاح
التفتت اليها ادم باستغراب  :سلاح انتي عايزه تتعلمي تمسكي سلاح
رفعت كتفيها بلا مبالاة و هتفت : لا بس دايما في الروايات لما بيكون البطل ظابط بيعلم البطله ازاي تمسك سلاح
نظر اليها و لملامحها و ابتسامتها الجميلة كأنه يودعها و
ابتسم بخفه و هتف بصوت هادئ : و انتي شيفاني بطل
نظرت ارضا بخجل  و عينين شغوفه و صوتها الناعم قائله : ايوه انت بطل و شجاع و جدع و قوي جدا
وو
تابع خجلها بحب و ابتسامه علي وجهه هتف ادهم : وو أيه كملي
هزت رأسها برفض و عينيها ارضا
بخجل
طيب هاكمل انا
قالها ادهم بجمود محاولا فتح عينيها علي حقيقه غائبه عنها حقيقه تعايش معها و تقبلها و لكن بظهورها باتت مؤلمه له بشده  :
،،، انا انسان بلا هويه يا وعد ،انسان ما ينفعش حد يتعلق بيه او يحبه ،انسان بيغير اسمه في كل بلد يروحها ،انسان ما ينفعش يكون في حياته حد لانه ها يتالم لاني مش ها كون موجود اصلا في حياته ها كون في شغلي اللي ممكن اغيب فيه با لشهور و مش ضامن ها رجع منه ولا لا ...انسان ما ينفعش يكون ليه نقطه ضعف انا ما ينفعش اجرب فاكهه الجنه اللي بحرسها يا وعد
صمت عم المكان الا من صوت الهواء و ارتفاع الامواج و السماء المهدده بالمطر كعينيها بعد حديثه الذي ما انتهي منه التقط انفاسه بعدها بصعوبه و كأنه القي كل ما في جعبته دفعة و احده..
لم ترفع عينيه بعد حديثه ...فهمت ما وراء حديثه و المغزي منه فهمت وضوح مشاعرها اتجاه الآن ...
عينيه عليها منتظر رؤيه عيناها بعد حديثه الان ورد فعلها عليه
(يقولون ان شعور الحب و الألم متلازمان) زفر ادهم بتعب  و ناداها : وعد
رفعت عينيها دون النظر اليه و كما توقع عينيها غائمه بالدموع تحاول وئدها و لم تفلح فنزلت دموعها واحده تلو للاخري علي خدها.. اقترب  منها بحزن و ضيق و مسح بإبهامه علي و جنتيها و هتف مسرعا  : وعد وعد ما تعيطيش انا اا
انا بـحـبـك
قالتها وعد مقاطعه حديثه لها...
قالتها بدموع و قله حيله قالتها لتؤكد شعورها له و تابعت مره اخري  و كأنه تقول لا لي حيلة لي : طب اعمل ايه بـحـبـك
هدر قلبه و جذبها لاحضانه بقوه و اغمض عيينه بشده ...تمني لو ادخلها بين اضلعه تمني لو يتوقف الزمن عند هذه اللحظة تمني لو يستطيع مبادلتها حبه وانه متيم بها ضمها لقلبه ضمها يشده... و تمسكت هي به  و وضع رأسه في تجويفه عنقها ثم اخذ نفس عميق من رائحتها ...
ابتعد عنها و تحدث بنبره متحشرجه محاولا اظهار بعض الصلابه بها : يالا نرجع الجو وحش
وقفت دون مساعده منه و عينيها ارضا تفهمت خوفه و بادرة هي بتصريحها لتطمئنه بحبها له و تقبلها لاي شئ فقد لتكون معه و مقاومته لمشاعره تحزنها ، مالم ينطقه بلسانه اعترفت به عيناه و هدرت به دقات قلبه و هو يحتضنها لم ينطق كل منهم بحرف و كل منهم متوقع الصمت من الآخر لنهايه حديثهم و لكن الذي لا يعرفونه ان بداخلهم أحاديث و احاديث عن خوف و قلق و حب.... و وداع

الأدهم (وعد الأسد) /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن