السادس والعشرون

27.5K 821 7
                                    

و قفت وعد امام المشفي مع و الدتها دون أخبارهم بأي شيء للان
توجهت لعبد الرحمن الذي كان بانتظارهم اقتربت منه و لا تعرف لما ارادت العوده مره اخري حيث آتت
قال عبد الرحمن مرحبآ: ،حمدلله علي السلامه
اقترب عز و حياه من نجوي و وعد
قالت نجوى باستغراب : حياه بتعملي ايه هنا
انتبهت اليها حياه بلهفه : خالتوا انتي هنا.
تسائل عز باستغراب : خالتوا ...خالتوا ازاي
اجابته نجوي و هي تحتضن حياه : دي بنت اختي جميله يا عز اللي قولتلك كانت عايشه بره هي و بنتها و مارجعتش مصر ابدا.
خرجت حياه من احضان نجوى و سألت عز بفضول : انت تعرف خالتوا منين
اتسعت ابتسامه عز للمصادفه و هتف قائلا  : عز الدين البدري ابن عم وعد
و ضعت حياه يدها علي فمها باندهاش و هتفت : معقول ازاي ما خدتش بالي من الاسم
و نظرت لوعد الذي تتابع المشهد بصمت دون اي رده فعل و اقتربت منها و
احتضنتا حياه بحب : الحمدلله انك بخير عز قالي علي كل حاجه
ابتسمت لها وعد بود و نظرت لعبد الرحمن الذي يحاول اظهار ثباته امامها
اردفت وعد بجسد مشدود من تلقي اجابه تؤدي بها :ادهم فين
تحمحم عبد الرحمن و قال بهدوء : ادهم اتصاب يا وعد وو. صمت لثواني ثم قال : و للأسف دخل في غيبوبه
حاكي و جهها شحوب الموتي و أختل توازنها و مسكتها حياه بحزن علي حالتها
نظرت وعد لعبدالرحمن بعينين دامعه و قالت بخفوت :عايزه اشوفه
اجابها  بلطف :هو ممنوع عنه الزياره بس انا ها حاول اخليكي تشوفيه تعالي معايا
،،،،،،،،،،،
مر و قت قليل و
و قفت وعد امام الجدار الزجاجي الفاصل بينها و بين ادهم الممدد علي فراشه دون حراك...
تنظر له من خلف الزجاج و صدره المغطى بالرباط الطبي و الاسلاك الموصوله به تصدر صوتا رتيبا مزعجآ.. و انبوب  التنفس  الموصول بأنفه و و جه الشاحب... و ضعت يديها علي الزجاج كأنها تتلمسه هو  و دموعها تنزل واحده تلو الاخري دون توقف..
اتي عبد الرحمن من خلفها و قاال :وعد لازم تبقي قويه ادهم ها يفوق ان شاء الله  و لازم يفوق يلاقيكي جنبه و قويه
لم تجيبه لبعض الوقت ثم قالت بصوت مختنق :عايز أدخله
اوما لها عبد الرحمن برأسه و قال مجببآ طلبها :الممرضه ها تاخدك عشان تتعقمي الاول
،،،،،،،،،،
بعد سرد عز الدين لنجوى ما مر به و تعرفه علي حياه و الأحداث الغافله عنها..
قال عز الدين و نظره لحياه بمشاكسه : مش كنتي تقولي يا مرات عمي ان عندك بنت اخت جميله كده
اتسعت ابتسامه حياه بخجل و نظرة له بلوم
فا قالت نجوي وهي تربت علي كتف حياه بفخر و كأنها ابنتها الثانية :حياه هنا دكتوره شاطره كان نفسي تيجي مصر هي و اختي و نتلم كلنا بس حياه هي اللي ماكنتش بتوافق
قال عز الدين  و هو يعدل من نظارته الطبيه : قريب ان شاء الله نطمن علي ادهم و ننزل كلنا
امّنت حياه و نجوى علي دعاءه بقلب ام بشعر بقلب ابنتها التي لم تراها بعمرها هكذا.  متعلقه و متلهفه و منتظره و موجوعه  .مشاعر عدت عليها مع زوجها و رفيق دربها الراحل اللوا اسماعيل.. تتمني من كل قلبها ان يكون لابنتها النصيب الأكبر من الحب والسعاده  التي تستحقها و يستحقها قلبها.
،،،،،،،،،،،،
بعد ما تعقمت وعد دخلت بخطوات بطيئه و كل ما تقترب منه خطوة كل ما وجيب قلبها يزداد تسارع بألم و حزن
الاسلاك الموصوله بجسده و عينيه المغمضه بسلام... وضع لم تراه به من قبل.. دائما ما تراه واقفآ صامدآ قويآ و أيضا.. حنونآ و مشاكسآ في بعض الاوقات
انسابت دموعها واحده تلو الاخري  و جلست بجانبه بهدوء و هي تلامس يده كانت تموت فزعآ من خطوه مظلمه قد يفاجئها القدر بها علي حين غلفه ...،هي لن تتحمل صفعه أخرى بعد وفاة و الدها... هو دون إدراك منه اصبح في عينيها رجُل غير كل الرجال و مصدر أمان لن تجده في رجل آخر
ضغطت بخفه علي يده المتشبثه بها
وهتفت بصوت راجيا يشوبه البكاء وهي تتذكر حديثه الأخير (مش هاتأخر... اوعدك بابهيه)  هتفت وعد بصوت مختنق بغصه بكاء..
بهيه مستنياك تنفذ (وعد الاسد)
ماتتأخرش عليا ارجوك..  انا ما قدرش اكمل من غيرك.. قبلت ظهر يده و قال بخفوت،، ما تخلنيش استني كتير انا عارفه اني مش ها هون عليك و ها ترجعلي بسرعه..
غلب عليها بكائها قائله : ها ستناك يا اسد
و استقامت واقفه مقبله جبينه برقه و صوت همسها الباكي يناجيه...  بهيه مستنياك
يتبع،،،،

الأدهم (وعد الأسد) /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن