الثاني عشر

34K 981 10
                                    

بعد يومين لم يحدث بهما اشياء هامه...
عاد ادهم للمنزل و بحث عنها و لم يجدها عقد حاجبيه و توجه للشرفه و وجدها جالسه شارده في اللا شئ أمامها... وجد نفسه ينساق إليها و جلس امام مقعدها و عقد يديه امام صدره و عينيه تتابع الماره و ذهنه يدور و يعمل بلا توقف ...نظرت اليه وعد بعد فتره من الصمت و هتفت بتسائل قلث
،،في حاجه يا ادهم
جاوب دون الالتفات إليها قائلا : عندي زياره لازم اعملها و مش عارف اعملها و انتي معايا
اعتدلت اليه بقلق متسائله : زياره ايه دي

رد عليها موضحآ : دعوة لحفله صاحبها بيدور عليا علشان الميكروفيلم اللي معايا و فرصه كويسه اني أقدر اصطادهم بيها
قالت وعد بخفوت : وبعدين
حك جبينه بتفكير و أكمل :
المفروض تبقي معايا واحده عشان مالفتش النظر
اومأت بلا تفكير قائله :خلاص خدني معاك
التفت اليها فجاءه و هدر باستنكار:
، تيجي معايا فين و انا طالع راحله دي مافيا و انا رايح جحرهم
اجابته بثبات و قالت مؤكده :
،،انت هاتكون معايا... و ها تحميني
غفل ادهم لثواني بصمت و لكنه هتف برفض قائلا :
ما ينفعش يا وعد.. ما ينفعش اخاطر بيكي انتي معايا عشان أبعدك عن اي خطر مش اخدك معايا
نفخت بضيق و صوتها الناعم يتودد اليه قائله :يووه يا ادهم امال ها تعمل ايه و بعدين انت مش اتفقت معايا اننا شركاه ...يبقي خدني معاك و انا مش ها تكلم خالص و قولهم اني صاحبتك و انا واثقه ان مش هايحصل اي حاجه عشان انت معايا
ها قولت ايه... وافق بقي
،،،،،،،،،
عند (عز الدين وحياه)
دخلت لغرفته بعد نقله لمكان سري و هي أصبحت مرافقته بطلب منه ...و وافقت هي دون اراده منها علي ذلك
و ضعت حياه الطبق المعقم و به عده أشياء لتفحص الجراح و تعقيمها...
و هو على الفراش نائم بهدوء و ملامحه الجذابه رغم ارهاقه واضحه..
و ضعت يدها على جبينه تتحسس حرارته برقه...
فا فتح عينيه فجاءه بإتساع و
شهقت هي بخوف و عادت خطوتين للخلف قائلع
حياه بالانجليزيه : افزعتني يا رجل
اعتدل ببطء و قال بابتسامه : اتكلمي لغه محدده بقي ارسي علي حاجه
ضحكت هي با ارتباك و قالت :
ماعرفش بيطلع الكلام مني كده.. و بعدين انت خضتني انت مش كنت نايم

قاال عز الدين :اه صحيح انتي داخله تتسحبي كده ليه
هدرت بضيق غير حقيقي و قالت :ما كنتش عايزه اخضك يعني... و انت اللي خضتني
اعتدل اكثر و توجع اثر حركته البسيطة فا
اقتربت حياه منه اكثر و حاولت اعتداله ..
اجفل هو من اقترابها هذا و حاول نفض افكاره بحسنها و رائحة عطرها الذي ملئ أنفه من قربها ...و دون اراده منه رفع عينيه اليها التي و لاول مره تشعر بالخجل من قربها من رجل هكذا ...هي طبيبه و تعاملها مع الذكور في بلاد اجنبيه شئ طبييعي و لكن..
و لكن هو رجل استثناء بالنسبه لها ..
اخفضت حياه عينيها و قطع هو خط النظرات هذا...
اعتدلت بتوتر و اقتربت من الطبق و قالت بخفوت :يالا عشان اغيرلك علي الجرح
قاا عز الدين بأدب :طب لو سمحتي عايز نضارتي
اعطته اياها و هي تهتف لنفسها و كأنك تنقص جاذبيه لترتديها.. ارتداها عز الدين فا ابتسمت بينها و بين نفسها معترفه أنها احيانا تشعر انه يليق به لقب السفير الدبلوماسي بشده و لكن في اوقات اخري.. تشعر انه بسيط و حديثه بسيط وو اضح ..يظهر أنها كانت تعتقد ان السفراء لا يتحدثون سوي بالفصحي مثلا!
نفضت افكارها الغير ملائمه للوضع بالمره و
و بدءت بعملها في تطهير و تغير الضمادات الطبيه عن جروحه التي ما زالت في طور الشفاء...
و حاول هو عز الدين ان فتح اي حديث يقطع الجو المشحون هذا فا هتف باول ما خطر بباله قائلا...
عز الدين بتساؤل :انتي قولتيلي
انك عربيه.. اهلك ازاي وافقوا انك تغبيبي عن البيت فتره كده
اجابت بعمليه و هي تتابع ما تفعله بتركيز :انا عايشه مع امي بس و بابا مات من سنه و ماعنديش اخوات و اهل ماما اختها بتيجي هنا كل فتره مع بنتها و قولتلها اني في فتره ضغط شغل و بس
تسائل بفضول لم يستطع التغلب عليه و قال عز الدين :
،،و انتي ليه ما رجعتيش مصر بعد وفاه و الدك

اجابته حياه وهي تلملم اشياؤها :ماما عايزه بس انا بصراحه لا
تسائل باهتمام :ليه
اجابت بلامبالاه مسترسله :حياتي هنا و دراستي و شغلي و اصحابي في مصر هالاقي ايه زيادة يعني
اجاب عليها عز الدين بثقه و قال :اهلك و الدفا و الامان اللي هاتحسي بيه و انتي في و سطهم ... يمكن هنا في مميزات بس انا متأكد ان في بلدك هاتلاقي مميزات كتير مختلفه عن هنا..
صمتت حياه لبره ثم قالت بشرود:يمكن... مش عارفه ...يمكن مستنيه سبب قوي بالنسبالي يخليني اسيب كل حاجه و اروح هناك
اوما لها عز الدين بتفهم لتفكيرها عن بلد لم تزوها من قبل.. ابتسمت له بهدوء و خرجت من عرفته بعدما لملمت اغراضها...
،،،،،،،،
هتفت وعد بضيق : ادهم انا زهقت إحنا بقالنا كتير بنمشي و مش عارفه احنا رايحين فين
اجابها ادهم بصبر : خلاص قربنا
تسائلت مره اخري بفضول : طب هانروح الحفله امتي طيب
،،ربنا يسهل
قالها ادهم بهدوء استفز تلك التي تسير بحانبه فا قالت
وعد بصوت عالي دون وعي منها :،الله بقي إحنا مش قولنا ها عرف كل حاجه في العمليه دي لحد ما تخلص و بعدين ياريت تبطل برود ظابط المخابرات ده بقي
اتسعت عيناه و التفت يمين ويسار خشيه من سماع احدهم ثم
جذبها من معصمها اليه بغضب قائلا : الله يخربيتك ايه اللي بتقوليه ده ها تودينا في داهيه
و ضعت يديها علي فمها بصدمه و قالت معتذره : اسفه ماخدتش بالي والله
ترك معصمها و تمتم بضيق من تهورها ،: ادي اخره اللي يعرف الستات حاجه ما يتبلش في بؤهم فوله ده انتي لو عايزه تسلمينا مش هاتعملي كده
ادركت وعد فعلتها و نادته : ادهم
لم يلتفت اليها و كررتها مره اخري :يا ادهم
ووقفت امامه تعوق حركته و هتفت ،ادهم
رفع راسه للسماء بنفاذ صبر و قال :يارب صبرني صبرني.. عايزه ايه
مسكت طرف كمه بطفوله و ندم قائله :سوري مش قصدي
نظر اليها و قال متهكمآ :اه سوري و لو حد كان بيفهم عربي مثلا و سمعنا او لو متراقبين مثلا يبقي ايه العمل ساعتها بسوري بتاعتك دي
اسبلت عينيها بحزن و ندم حقيقي وقالت وعد :ادهم اسفه بجد
تسارعت دقات قلبه من ملامحها التي تشبه الطفله التي تحاول التودد لوالدها ليتغاضي عن غلطتها....و عبثها بكم قميصه بعبث جعلته يريد ان يقرصها من و جنتيها كا عقاب لها حتي يصبحوا باللون الاحمر ..
داري ادهم شبح ابتسامته و تنحنح بخشونه قائلا :يالا وصلنا ادخلي
التفتت للخلف لمحل راقي لبيع فساتين السهره فا تسائلت
وعد بغباء: ادخل فين
اجابها ادهم بنفاذ صبر : ها تروحي الحلفه بجينز يعني... يلا ادخلي نقي فستان مقفول ها مقفول تروحي بيه

تأكدت من تعبيرات وجهه علي جديه حديثه... فا قفزت بفرحه امامه و صفقت بيدها و كأنها ذاهبه لفرح صديقتها و ليس معقل مافيا... اقتربت منه في لحظه متهوره منها و و قبلته من و جنتيه و اتجهت للمحل دونه.. دون حتي ان تلتفت اليه..
و هو كان يحدق بعينين متسعتين للفراغ امامه بعدما تحركت من امامه بعدم تصديق لما حدث للتو...
استشعر باصابعه مكان قبلتها الناعمة العفوية علي وجنته السمراء و ابتسامه صغيره ارتسمت علي شفتيه... و تلك
لا تدرك ما احدثته للتو من مشاعر بعثرتها بحركه منها دون التفكير في عواقبها جيدا قبل فعلتها...
تحنح ادهم ثبات ليعود لجديته من جديد رغم فوضي مشاعره و اتجه للمحل للتأكد من تنفيذ اوامره معها بحذافيرها..
يتبع ،،،،

الأدهم (وعد الأسد) /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن