الفصل التاسع

36.9K 1K 13
                                    

توقفت الطائره المروحية في المكان المنشود و المتفق عليه
ترجل منها  ادهم و هي بين يديه غائبه عن الوعي  و صعدوا للسياره التي كانت في انتظارهم
قاال عبد الرحمن بتوجس من صمت ادهم طوال رحلتهم : ادهم انت كويس ؟
التفت اليه ادهم بهدوء ظاهري فقط و قال بإيجاز : ايوه
قال عبد الرحمن له : أنا هاكلم اللوا حمدي اقنعه أننا ناخد وعد النهارده في أي مكان بعيد عن هنا هاتبقي في أمان اكتر
التفت إليه ادهم بغضب قائلا : وعد ها تفضل معايا و انا هاعرف احميها مش هما عايزنا الاتنين يبقي لازم تبقي معايا انا
قاا عبد الرحمن بتعصب : ادهم علي فكره انت اللي من الاول كنت رافض و جودها معاك لانه هايقيدك و ده اللي حصل دلوقتي انتو الاتنين كنتوا في خطر
و بدل ما اللي قتلوا ابوها بس هما اللي عايزينها لا مافيا ماكس كمان عايزينها و لو اتستنتجوا انها نقطه ضعف ليك هايستغلوها
هدر له ادهم بعصببه زائده : لا لا يا عبدالرحمن وعد هاتفضل معايا و اللي ليكوا ان المهمه تتم للأخر وهي تبقي كويسه وده اللي هاعمله انا هاعرف احميها  كويس
صرخ عبد الرحمن  به و قال : ادهم انت مش طالع رحله انت مش عارف ايه اللي هايقابلك في طريقك، ده لمصلحتها لما احكي اللي حصل للوا حمدي هو بنفسه اللي هايطلب منك ترجعها
مسكه ادهم من ياقه قميصه بغضب هادرا  : قسما بالله لو قولتله حاجه لا هانسي انك صاحبي و مالكش دعوه بيا نهائي
لم يغضب منه عبد الرحمن فهم أصدقاء من سنوات ويفهمه جيدا فا هدء عبد الرحمن حتى لا تزداد المشكله تعقيد و قال
عبد الرحمن بقله حيله : خلاص يا ادهم مش هاكلمه.. بس خلي بالك من نفسك ياصاحبي
تركه ادهم بضيق من فعلته وربت علي كتفيه باعتذا: سيبها لله
واعاد بنظره لوعد الغافيه علي كتفه بصمت غير مدركه بكل ما يدور حولها..
،،،،،،،،،،،،
رمش بعينيه عده مرات ...الرؤيه  امامه مشوشه بعض الشيء دار بعينيه بالغرفه البيضاء الواسعه و الاجهزه من حوله...ثم  تذكر محاوله اغتياله لفت نظره تلك المشغوله ببعض الأوراق واقفه أمامه بشعرها البني الطويل و ملامحها الاوربيه و يبدو انها لم تدرك بعد باستيقاظه..
تنحنح عز الدين بضعف...و  رفعت عينيها الزرقاء اليه بدهشه و فرحه اقتربت منه و انحنت اليه بشده لتري لون عينيه لترضي فضولها و رهانها لنفسها انها سوداء قاتمه  و لكنها تفاجئت ببنيتها ..جميله كالقهوة احبت هذا اللون الان فقط
وهتفت بالانجليزي
حياه بابتسامه و إعجاب :حمدلله علي سلامتك ايها الشرقي
ضربت جبهتها بيديها بمرح و قالت :اوبسس دايما بنسي اتكلم عربي.
عقد حاجبيه بعدم فهم بدت امامه كالبلهاء و هو لم يستعد وعيه كاملا بعد
تحدث عز الدين  بصوت متحشرج :انا هنا من امتي.
اجابته حياه بابتسامه: يومين
هتف عزالدين بتساؤل :ايه اللي حصل وجيت هنا ازاي
اجابته بتوضيح :العربيه اتقلبت بيك انت و السواق و الإسعاف جات بيكم علي هنا ،السواق عنده شويه كسور و انت حالتك كانت صعبه شويه بس فوقت الحمدلله
رفع عينيه اليها بتعب   تسائل : انتي مين؟
وضعت يديها في جيب البالطوا الخاص بمهنتها معرفه بنفسها :حياه دكتوره حياه
اغمض عيينه بتعب و قاال :عايز تليفوني و  شنطتي
قالت حياه :اااه نسيت احنا فتحناها عشان ندور علي هويتك لبينات المستشفي و اتعرفنا عليك
اومأ لها و تسائل  :في حد عرف اني هنا
قالت حياه :اه تقريبا مش عارفه
عقد حاجبيه :اه ولا لا
ابتسمت بخفه و قالت :اصل أنا ما خرجتش من المستشفى من وقت ما انت جيت فاماعرفش ايه اللي حصل بره..
و اقتربت منه بحذر قائله بجديه :المهم دلوقتي قولي حاسس بايه و هاسالك كام سؤال علشان نطمن اكتر عليك
،،،،،،،
فتحت عينيها ببطئ و نظرت من حولها... شقة كلاسيكية حديثة مختلفة عن المنزلين الآخرين ..
نهضت وعد بدوار و
فتحت غرفتها ..بحثت عنه و جدته واقف في الشرفه و ظهره اليها..
لازالت تتذكر دفاعه عنها و ضعفها عندما ألقت نفسها بين احضانه و اقترابه الشديد منها في الطائره وهمسه بأسف و غيابها عن الواقع
هتفت بتوتر بكلمه واحده فقط : أنت مين
التفت اليها و حاول المزاح قليلا مع ابتسامه : حمدلله علي السلامه... ايه كل ده نوم
وعد بتساؤل :إحنا فين
رد  ادهم باهتمام :ولايه ###
سألته بتوتر : مين اسد؟
اجاب هو  : انا
سألته مره اخري بعينين تتجلي فيهم الحيره والقلق مما اكسبها ضعفا رقيقا يثير حمية اي رجل ان يدافع عنها  : و مين ماركوس؟
اجاب مره اخري  : انا.. انا ادهم و ماركوس و اسد ..
انا اسامي كتيره اوي لسه ماتعرفيهاش  يا وعد...
هتفت بتعب و شبح دموع و كأنها ترجوه ان لا يكون شخص سئ : انت مش مجرم صح.
هز رأسه نافيا و عينيه تتفرس ملامحها وعينيها  فقال
ادهم بصوت رجولي :انا ظابط مخابرات ياوعد
شبح ابتسامه مر علي شفتيها هو ليس سفاح ولا قاتل محترف هو بطل و حامي بلادها.. تنهدت براحه و هتفت بصوت ناعم : وبعدين
حك انفه باصبعه و هو يقترب منها ثم  اجلسها في المقعد قبالته وجلس مقابل لها بصوت اجش قاال: اللي هاقوله دلوقتي مهم جدا فوق ماتتخيلي ولو عرفتيه هايبقي الخطر عليكي اكبر و لازم تبقي علي درايه كامله بحجم اللي احنا فيه و قد الثقه اللي هادهالك فهماني ؟
اومأت براسها بتفهم : فاهمه اوعدك مش هاقول لحد و هاكون قد ثقتك
ابتعد ووقف امام الشرفه مره اخري و هتف و هو موليها ظهره مسترسلا  عن مهمته لاول مره..
مهمتي كانت مع ناس  محدده تبع منظمه و التعامل معاها لازم يكون بحذر و حرص و المطلوب مني كان اني ادخل و سطهم و اكون واحد منهم باسم ماركوس...  و امسك عليهم اثباتات قويه و اسلمهم للسلطات ..بس بعد فتره اتكشفت و سطهم و كان لازم اهرب ..  بس قبل ما اهرب منهم اخدت منهم حاجه مهمه جدا هما ورايا و عايزينها ،و دلوقتي ظهرت جهه تانيه عايزين الميكروفيلم ده بأي تمن للمعلومات اللي فيه و انتي بقيتي معايا و اتشافتي من الطرفين و عايزينك انتي كمان ..انا لوحدي دعم فرقتي مش دايما بيقدر يوصلي في الوقت المناسب
رددت وعد بتساؤل :انت عارف انا بنت مين
التفتت إليها واكمل وهو يومأ برأسه:اللوا اسماعيل استاذي و كان القائد المباشر ليا في اول المهمه لحد وقت اغتياله
نزلت دموعها بصمت و صوت متحشرج قالت  :هما اللي قتلوه مش كده
اومأ لها بنعم وجثي امامها و مسك يديها بقوه مؤكدآ  :كلنا هانجيب حقه و أنا أولهم و الدك ماكنش رئيسي في الشغل بس لا كان قدوتي و بعتبره والدي  و مثلي الأعلى
التقت عيونهم بصمت كل منهم ينظر في عين الاخر  يبحث عن ما يحتاجه به..  هي تبحث عن الامان و الحماية و هو يبحث في عينيها عن ثقتها فيه و إيمانها به ليزداد قوه و اراده ...
اخرج علبه معدنيه بشكل غير مألوف عليها وفتحها أمام عينيها بطريقه معينه وأظهر آخر ما كان يخفيفه عنها  قائلا: الميكروفيلم ،ده اللي هما عايزينه و المفروض اني هاسلمه للسلطات عندنا في مصر ،ده اخر حاجه خبيتها عنك انتي دلوقتي عرفتي كل حاجه ياوعد..
هتفت وعد  بتفهم و قالت مؤكده: ماتقلقش هاكون قد ثقتك
ابتسم لها براحه و قال بقليل من المرح  :كنت متوقع ما انتي برضو مش بنت اي حد
بادلته ابتسامه ومسحت دموعها بكم قمصها
و هو ضحك لفعلتها و
ضحكت هي الأخرى و قالت :انا عايزه هدوم دلوقتي هاعمل ايه
اجابها : يالا هانخرج
-ايه ده  احنا ها نخرج عادي كده احنا مش هربانين
ضحك  ادهم بصوت عالي و لاول مره تري وعد ضحكته بهذا الشكل  : ايوه هربانين بس بعيد اوي دلوقتي و بعدين ده انا قولت م اهاتصدقي
قفزت وعد  مسرعه قائله :لالالا انا ما صدقت فعلا هاغير هدومي و اجي بسرعه
ابتسم خلفها و عبث بشعره بسعاده نسي أين هو و ما هو قادم بوجودها معه.. الذي غير كثيراً من خططه و قراراته
،،،،،،، ،
يتبع

الأدهم (وعد الأسد) /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن