السابع عشر

30.9K 880 10
                                    

استيقظت وعد في الصباح الباكر  و ذهبت مباشرة للاطمئنان عليه...
توجهت لغرفته وجدت الباب مواربا من امس .. دخلت غرفته و اقتربت  منه بحذر  و جثت علي ركبيتيها امامه و هو نائم علي ظهره و نصفه العلوي مازال عاري و يديه المصابه علي بطنه .... كانت ملامحه هادئه جدا و انفاسه منتظمه.. اخذت تتامله  وعد بهيام لا تذكر عدد تاملاتها له  و كأنها تراه لاول مره ....
و ما أ ن اقتربت يداها من وجه ..فجاءه فتح عينيه و جذب يداها لصدره بحركه مفاجئه لها شدها اليه ثم اعتدل ادهم بخفه و فجأه أصبحت اسفله و هو اعلي...
اتسعت عينيها و لم تستطع فتح فمها بكلمه واحده  و رمشت بعينيها عده مرات محاوله الاستيعاب لوضعها المحرج هذا
هتف ادهم بابتسامه عابثه و قاال : في بنت تدخل اوضه شاب و هو نايم كمان من غير ما تخبط كده
لم تنتطق  وعد بحرف و هي مستمره في التحديق به و في وضعهما
تحدث مره اخري و هو يحاول كتم ضحكته علي شكلها المصدوم : انتي ها تفضلي متنحه كده  كتير
و عندها بدءت وعد في المقاومه بتحريك جسدها  محاوله للفرار و هتفت باحراج و تلعثم : ككد كده يعني.. انا كنت بطمن عليك واا.. عيب كده علي فكره سبني بقي
وتابعت بضيق ظاهر :و بعدين انت كنت نايم
اتسعت ابتسامته و هتف بثقه قائلا ،:معلومه صغيره  بس ...ظابط المخابرات دايما يقظ من الاخر بينام و عنيه مفتحه مش زيك لو الدنيا اتهدت و لا هايدري
رفعت وعد حاجبيها و هتفت باستنكار : و انت جاي تديني المعلومه كده.. ابعد بقي بجد
أبتعد عنها  ادهم و ركضت  هي من امامه و من  الغرفه  باكملها مسرعه...
ضحك بخفه و
انتبه لرنين هاتفه
اجاب ادهم فورا : ايوه يا عبد الرحمن
صمت صمت صمت صمت
ادرك  في الجهه الاخر عبد الرحمن انه الصمت ما قبل العاصفه و لكن فجاءه ادهم ب
ادهم بصوت بدي مختنق :تمام
عقد عبد الرحمن حاحبيه باندهاش و تسائل :ايه ده عادي كده ده انا قولت ها تطلعلي من التليفون تديني رصاصه في دماغي
اغمض ادهم عينيه و كأنه و جد الحل الامثل لا بتعادها عنه و قال :مش عادي يا عبد الرحمن مش عادي.. بس كده احسن ليها بس انت متأكد من تأمينها في البلد اللي هاتروحها
اكد عبد الرحمن و طمأنه قائلا : طبعا ما تقلقش ها تبقي بخير بس لازم تعرفها بسرعه لان في اي وقت ها ستلمها منك
زادت ضربات قلب ادهم من مكانها معترضه علي غياب صاحبتها ثم هتف بخفوت :تمام
اردف عبد الرحمن  ليس سؤال و انما بتأكيد :حبتها يا صحبي
أجابه ادهم بوضوح و الم : ايوه ياعبدالرحمن ...حبيتها
،،،،،،،،،،،
عند عز الدين وحياه
دلفت لغرفة حياه لغرفه المكتب بتوتر جاهدت لاخفاءه
رفع عز الدين عينيه عن الكتاب الذي بيده و اعدل من نظارته الطبيه   و عينيه و نظراته مرتكزه عليها و كأنه يقرأ  مشاعرها بسلاسله من بعد اخر لقاء تحت المطر و لم يتحدثوا في شئ...
يعترف هو عز الدين البدري الدبلوماسي المعروف بحنكته انه يقف عاجز عن كبح جماح نفسه امامها و عدم قدرته  علي السيطره عن التحكم بخفقان قلبه امامها
هتفت حياه بهدوء :  سياده السفير
عقد حاجبيه باستغراب و تسائل : سيادة السفير ؟؟
اكملت دون الرد علي تسائله و قالت بجديه :
السبب في فترة و جودي هنا هو تعبك و جراحك و دلوقتي جراحك خلاص ايام و تشفي تماما حتي مش ها تحتاج انها يتغير عليها ...و عشان كده انا حبيت ابلغك اني راجعه بيتي النهارده
وقف عز الدين مكانه بتخشب و اقترب منها و تحدث بضيق : انتي سخنه  و لا ايه
نفخت  حياه لتظهر ضيقها خافيه خلفه توترها  : لو سمحت انا مش بهزر
عقد يديه امام صدره باستنكار :يعني ايه
اجابته حياه بجديه و غضب لا تليق معها خصوصا انها معه هو : بعني عايزه امشي انا عندي امي علي فكره بتقلق عليا و غيابي ده بسبب كذبه كذبتها بسببكم علشان امانك زي مافهمت.. بس مش معني كده اني ها فضل هنا اكتر من كده انا عايزه ارجع لشغلي و
قاطع عز الدين غضبها الغير مبرر بالنسبه له و هتف بضيق
عز الدين : محدش قالك انك هاتفضلي هنا علي طول و كلامنا ان وجودك هنا لفتره صغيرة مش اكتر
هتفت هي امامه بنفاذ صبر  : عايزة امشي من هنا
غامت عينيه بلون قاتم غير لون القهوة الخاص به و
ضيق تشعر بضيق شديد لمشاعرها اتجاه و لاقترابه منه دون الإرادة علي صدة ..خشيت علي قلبها من التألم أكثر هو سيعود لحياته و ينتهي فترة و جوده هنا ...و تصبح كل الأحداث تلك لا سوي ذكري عاشها في بلد ما من البلدان الكثيره التي زارها هي ليست رخيصه هي عاشت هنا نعم و لكن داخلها شرقيه بجدارة في المحافظه علي نفسها من العبث المحيط بها
نظر لها عز الدين مطولا ثم هتف بجمود : جهزي نفسك في عربيه ها توصلك لبيتك
،،،،،،،،،،،
انتهو من وجبه الإفطار في صمت مبالغ فيه... تنظر اليه وعد من حين للاخر و هو يحاول الانشغال بتناول الطعام دون شهيه حقيقيه
حاولت وعد قطع الصمت و تسائلت : احم ادهم هو المكان ده مش فيه بحر
رفع عينيه باستغراب و قال :اشمعنا
هزت كتفيها دلاله علي الا شئ... و لكن بعدها هتفت  قائله بتردد :عايزه اروح مكان فيه بحر او اي مكان مفتوح عايزه سما و ارض
و صمتت قليلا و قالت بخفوت و استحياء : و انا و انت
تهدل كتفيه  من بدايه صراحتها و شعر بثقل شديد علي اكتافه  من محاولته لوئد مشاعرها اتجاهه برحيلها عنه  دون مقدمات... كيف سا يستطيع ان يصدمها بصعوبة الامر التي تريده و صعوبه الامر الذي سيكون به معها..  و خطورة و ضعهما معآ الان...  اشياء كثيره لم تكن بالحسبان قد حدثت دون أراده من كلاهما...
غمغم  ادهم و اومأ براسه و قال بخفوت : حاضر
و هو لا يعرف ماذا يفعل بعقله الذي يدور بلا توقف و قلبه الذي يثور عليه لاول مرة
يتبع...

الأدهم (وعد الأسد) /سارة حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن