فى بدايه تلك الروايه ارجو منك الدعاء لابى "حسن عبد المنعم اسماعيل " وعمى "محمد عبد المنعم اسماعيل " ان يتغمدهم الله بواسع رحمته وغفرانه ويجمعنا بهم فى جنه الفردوس الاعلى ..
*************
يحكي أن في قديم الزمان كان يعيش ملك وملكة في قصر فخم رائع الجمال مع ابنهم الامير الصغير وكان هذا القصر الملكي يقع في اطراف القرية المليئة بالحقول والغابات الواسعة الخضراء الجميلة المزينة بأشجار الفاكهة والخضروات، وبمرور الايام كبر الامير واصبح شاباً وسيماً وعندما وصل الي السن المناسب للزواج قرر الملك والملكة أن يبحثوا له عن اميرة جميلة مناسبة للزواج ، ظل ذلك الامير حائرا فى اختيار عروس له تناسب مملكته حتى التقى بنور القلوب ..نور كانت اميره بنت اميره .. مامتها الاميره اتجوزت باباها اللى مكنش فى يوم امير وجابوا الاميره الصغيره نور القلوب وفى يوم من الايام الاميره الصغيره كبرت ومامتها ماتت وكمان باباها .. فضلت لوحدها زعلانه حزينه لحد ماقابلت الامير .. حبها اول ماشافها وهى كمان حبته فجأه الامير مره واحده تعب ومحدش قدر يعالجه بس فضلت الاميره نور القلوب معاه خطوه بخطوه لحد ماالامير خف بسرعه عشان هى معاه وبعد كده اتجوز الاميره نور القلوب واللى اكتشف انها بنت عمته الاميره اللى ضاعت من سنين.. واخيرا عاشوا فى تبات ونبات وخلفوا اميره صغيره .. اميره شعرها ضفاير ذهب وعيونها بلون السما وخدودها زى التفاح وسموها غرام .. غرام القلوب ..
واللى لازم دلوقتى حالااا تنام عشان الوقت اتأخر جداااا
"تانى يابابا تانى" .. انطلق ذلك الصوت الرقيق من تلك الطفله والتى لم تتجاوز الخامسه المستلقيه على فراشها بجوار اباها تأبى النوم ..
احمد : خلاص ياغرام بقى كفايه كده الساعه عدت ٩ غرام : حبه كمان بس وانام على طول
احمد : مممم طيب عاوزانى احكيلك ايه
غرام : احكيلى تانى حدوته نور القلوب
احمد : لا انا بقول كفايه دلع بقى دى تالت مره احكيهالك النهارده يلا تصبحى على خير لازم تنامى اما اروح اشوف نور القلوب بتعمل ايه
غرام : قصدك ماما يابابا
احمد وهو يقبلها من جبينها : اه قصدى ماما يالمضه يلا تصبحى على خير
غرام برجاء : خليك معايا حبه يابابا لحد ماانام
احمد وهو يمسح بيده على شعرها الناعم : ماشى ياغرام قلب بابا من جوه
غرام : بابا هو ماما ليه بقت مش بتيجى تنيمنى زى الاول
احمد وهو يشرد بذهنه : معلش ياحبيبتى ماما تعبانه شويه اليومين دول ..
اخذ يعبث باطراف شعرها الحريرى متذكرا ذلك التغيير الذى طرأ على زوجته بمجرد ولادتها لغرام ..
بدات بالتغير شيئا فشيئا بدءا بذلك الكابوس والذى راودها مرات قليله فى البدايه ثم ازداد طوال خمس سنوات حتى اصبح يراودها يوميا فاصبحت لاتنام الا قليلا بتناولها بعض المهدئات ..
وايضا سلوكها الجديد واعصابها المرتجفه وعصبيتها التى تزداد يوما بعد يوم ووزنها الذى فقدت معظمه .. اضافه الى ذاك ذلك المظهر الغريب الذى ظهرت به فى الاونه الاخيره بعدما قامت بقص شعرها الذى يحبه كثيرا واجرت بعض عمليات البوتكس والفيلر فى وجهها والتى افسدت براءته التى احبها من اجلها مع كثره السهر بالخارج والعديد من الشعور المستعاره التى اقتنتها وبالطبع الصور المتتاليه على حساب الانستجرام الخاص بها والتى لاتنتهى ...
تركها تفعل ذلك عله يريحها وينجح فى اخراجها من حاله الاكتئاب التى ظلت تلاحقها الفتره الاخيره حيث حاولت فى احدى المرات الانتحار ..
هو لايدرى مابها او مااصابها تاره تبدو بحاله جيده ويشعر انها نور التى احبها وتزوجها وتاره اخرى تصبح انسانه غريبه عنه بافعالها وسلوكها الذى يزداد غرابه ..ظل يلح عليها حتى تتابع مع طبيب نفسى رفضت تلك الفكره فى البدايه ومن ثم اقتنعت بعد محاولتها للانتحار وتحسنت حالتها فى الاونه الاخيره لكن رجعت مره اخرى الى ماكانت عليه بل واكثر بلا اى مبرر ..
أفاق احمد من شروده بعد فتره من الوقت ليجد ابنته وقد استغرقت فى النوم فخرج مغلقا الباب خلفه بعدما قام باحكام الغطاء على جسدها الصغير تاركا تلك الاضواء الخفيفه مضاءه والتى تنبعث من وحدات اضاءه على شكل فراشات صغيره موضوعه خلف فراشها ..
ذهب اولا ليطمأن على والدته والتى تدهورت صحتها بصوره واضحه فى الاونه الاخيره فاصبحت تلازم الفراش معظم الوقت لاتقدر على الوقوف.. فشل الاطباء فى تشخيص حالتها ولا تأتى الادويه باى نتيجه ملحوظه..
احمد بعدما طرق باب الغرفه وسمحت له والدته نجوى بالدخول : صاحيه ياماما
نجوى بوهن : تعالى ياحبيبى
احمد جالسا بجوارها فى الفراش : ازيك دلوقتى ياحبيبتى
نجوى : الحمد لله زى كل يوم .. قولى غرام نامت
احمد : اه فى سابع نومه خلاص قوليلى اخدتى الدوا بتاعك
نجوى : اه ياحبيبى نور لسه عاطيهولى شويه ويغمى عليا وانام معرفش بقيت بنام كتير اوى كده والنظاره اللى انت عملتهالى حاسه مبقتش اشوف بيها كويس
احمد : طب مقولتيش ليه نروح نكشف على نظرك تانى
نجوى :والله يابنى انا اتعقدت من الدكاتره معرفش الحاجه بتجيلى ورا بعض ليه كده وزنى اللى زاد مره واحده والسكر اللى جالى والحالات اللى بتجيلى ببقى مش قادره اتحرك .. اخاف اروح يطلعى حاجه فى عينى تانيه
احمد مقبلا يديها : متقلقيش ياماما ان شاء الله ترسى على نظاره اقوى المهم تبقى كويسه
نجوى : يامسهل ياحبيبى معرفش يااحمد قلبى واكلنى على اختك ليه
احمد : ليه بس يانوجه ماهى لسه مكلمانا من شويه مفيش داعى للقلق
نجوى بلسان متثاقل يرغب فى النوم : من ساعه ماسافرت من ٥ سنين منزلتش ولا مره لمصر خايفه اموت من غير مااشوفها
احمد بجزع : بس متقوليش كده ياحبيبتى ان شاء الله تجوزيها وتشوفى عيالها وعيال عيالنا احنا الاتنين ..
نجوى : ربنا يخليكوا ليا ياحبيبى
احمد : ويخليكى لينا ياست الكل انا حقوم بقى واسيبك تنامى تصبحى على خير ياحبيبتى
نجوى : وانت من اهله يااحمد .
اغلق باب غرفتها ببطء يشعر بالذعر من داخله لتدهورها الى هذا الحد فقد اصبح لسانها ثقيلا نوعا ما بجانب كل مااصابها .. هو حقا بخاف عليها ويخاف على نور زوجته .. الى جانب قلقه على اخته هبه .. وصديقه نبيل .. صديق عمره والذى سافر الى الخارج ايضا وانقطعت كل اخباره على مدار تلك الخمس سنوات ..
كل ذلك يجعله يرغب بالصياح فهو لايجد من يلجأ اليه بعد غياب صديقه نبيل لكنه يحاول التماسك قد الامكان بكتم كل ذلك داخل قلبه فابنته غرام هى مايهون عليه جميع مايمر به .. يدعو الله ان يمر كل ذلك بسلام وتتحسن حاله نور وترجع اخته هبه لعل والدته تسترد قواها بعد رؤيتها ...
امسك رأسه بتعب وتوجه الى غرفته للاسترخاء قليلا .. دخل غرفته ليجد نور زوجته تقف امام مرآتها لتقوم بأخذ بعض وضعيات السلفى التى اعتادت عليها بعدما ارتدت شعر مستعار قصير باللون الاسود ذات غره ووضعت بعض المكياج بأحمر شفاه باللون القرمزى وارتدت كنزه بيضاء ضيقه من دون اكمام وجيب احمر قصير وحذاء اسود ذات كعب عال ..
احمد بهدوء : هو كل شويه صور يانور مبتزهقيش
نور وهى تستمر بالتقاط الصور : ودى حاجه تتزهق منها انت عارف الاكونت بتاعى بقى عليه كام فولو دلوقتى
احمد محاولا احتضانها من الخلف : اكونت ايه بس غرام بقت على طول تسأل عليكى
نور محاوله التملص من ذراعيه: يووووه بقى يااحمد يعنى حرام اشم نفسى شويه
احمد : ماشى يانور بس بالعقل انتى مبقتيش فاضيالنا خالص لاانا ولا غرام
نور وهى ترتدى حقيبتها : طيب بعدين نتكلم بقى انا اتأخرت
احمد باستغراب : انتى نازله .. دلوقتى
نور بلا مبالاه : امال يعنى انا لابسه كده ليه عشان اعد اتفرج على التلفزيون
احمد باستهزاء : لا فاكرك لابسه كده عشانى هو انتى حتنزلى لى كده ده قميص نوم ياماما
نور : حنرجع تانى بقى للخناق على اللبس وبعدين ماله اللبس انت عارف جايباه من براند ايه
احمد بعصبيه : براند ايه وزفت ايه انا بسيبك تنزلى عشان تخرجى من حاله الاكتئاب اللى انتى فيها يمكن ده يفك عنك شويه انما انا مش شايف فى تغيير بالعكس وكمان جايبه تنزلى باللبس ده
نور : يوووه انت عاوز تنكد عليا عشان منزلش بس بردو حنزل
احمد : مش حتنزلى يانور بالمنظر ده يااما تغيرى يااما مفيش خروج
نور وهى تغادر الى الخارج : حنزل يااحمد يعنى حنزل
احمد بعد ان جذبها من ذراعها : تعالى هنا رايحه فين انا بكلمك
نور بصوت عال : سيبنى اوعى
احمد وهو لازال ممسكا بذراعها بقوه : انا قلت مفيش نزول يعنى مفيس نزوب
نور بهيستريا : سيبنى بقولك سيبنى سيبنى ..
ظلت تضرب فيه بقوه محاوله التملص من ذراعه وه تصرخ صرخات متعدده متواليه الى ان سقطت فاقده الوعى بين يديه ..
احمد بذعر : نور نور ..
حملها الى الفراش بسرعه وحاول افاقتها بعد ان قام باستدعاء طبيبها ..
أنت تقرأ
مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)
Romance## "ماحيلة الفؤاد .. ان كان حزنه قدرا !! فقد شاء القدر ان يؤلمنى بكِ .. فقط قولى لى ..بماذا شعرت بعدما حاربت الدنيا كلها من اجلك واتخذتكِ سندا لى .. فخذلتنى !!! كنتِ فى ماضيى نورا تاه منى وانتهى !! افيامالكه الفؤاد اغفرى لى !! " ## "حزينه كنت ووحيده...