تجاهلته هبه كثيرا وهو يجلس بجوارها لاتريد النظر اليه فقد وافقت على مقابلته بعد الحاح احمد عليها عندما صمم نبيل على مقابلتها بحجه شىء هام فى العمل لايستطيع تأجيله للغد .. تقبل احمد كذبته تلك بابتسامه واسعه ونظره شامله لحاله نبيل الذى حاول التهرب من نظرات احمد الثاقبه ..
اخيرا وبعد جهد كبير بذله نبيل كى يخفى مايعتمل فى صدره من قلق على هبه قال احمد ببرود : ماشى انا حطلع بنفسى اقنعها انها تقابلك بس هى لو نايمه اكيد مش حصحيها ..
انتظر نبيل طويلا بتوتر يدعو الله ان توافق على مقابلته فهو يعلم انها لم تخلد الى النوم بعد .. رآها اخيرا تقترب من مجلسه فى الحديقه فقد فضل انتظارها بالخارج حتى يستطيع الكلام معها باريحيه دون الشعور بالحرج ..
قابلته هبه بجمود دون ان تنظر اليه او تستقبل يده الممدوده بالسلام بل جلست بجانبه ناظره الى الجهه الاخرى منتظره كلماته والتى بدأها هو ب .. آسف ..
ظلت على تجاهلها ولم تنظر اليه حتى احست بيد تحمل كفها الصغير برفق وترفعها الى الاعلى حتى تستقر بها على مكان دافىء ..
التفتت اليه هبه لتجده قد وضع يداها على صدره ..
سحبت يدها بسرعه لكنه اوقفها فى المنتصف ليعيدها سيرتها الأولى على قلبه قائلا : سامعاه
نظرت له هبه غير مستوعبه مايحدث لكنه اكمل : سامعاه بيدق بسرعه ازاى .. من ساعه ماسمعك بتعيطى وحس بيكى قد ايه اتألمتى
هبه محاوله النفى : انا معيطتش طبعا .. انا اصلا ..
نبيل مقاطعا : بحبك
احمر وجه هبه وسحبت يدها مسرعه لتشبكها بيدها الاخرى وكأنها تمنعها من الانصياع له مره اخرى قائله : انت ايه اللى بتقوله ده
لم تنجح فعلتها تلك فلقد امسك كلتا يديها المتشابكتين بكلتا يديه يحتضنهما من الخارج وهو ينظر فى عينيها قائلا : بقول بحبك ياهبه .. بحبك من زمان ومكنتش اعرف .. بحبك من ساعه ماشوفتك فى لندن وسافرنا فى الطياره مع بعض .. بحبك من ساعه مانمتى على كتفى وانتى مش حاسه .. بحبك من ساعه ماشوفتك واقفه هنا قدام البيت تفتكرى كل ذكرياتك وخايفه تدخلى .. بحبك من ساعه مالمست شعرك وبصيت فى عنيكى .. بحبك من ساعه مابقيت اقضى كل يومى معاكى فى الشغل وبعد مااغيب عنك ساعه واحده بس الاقيكى وحشتينى وابقى مستنى اليوم الجديد يجى بفارغ الصبر عشان اشوفك .. بحبك من ساعه ماغيرتى عليا وغيرت عليكى ..
هبه معترضه : انا غيرت عليك محصلش
نبيل ضاحكا : يعنى هو ده اعتراضك الوحيد
هبه : اه طبعا انا اغير ليه يعنى من ست ليندا الصفرا دى عادى يعنى
غمز نبيل قائلا : وهو حد جاب سيره ليندا
عضت هبه شفتيها ندما على ماقالته دون ان تفكر فاضاف هو : وبحب شفايفك دى .. بحبها اما تبقى مكسوفه كده وبعشق نظره عنيكى اما بتحاولى متبصليش .. بحب كل حاجه حصلت وحتحصل معاكى ..
ردت هبه معاتبه : والله امال الست ليندا دى ايه واللى بتعمله معاها ده ايه واللى حصل النهارده ده يبقى ايه
نبيل مدافعا عن نفسه : احلفلك بإيه اللى بينى وبين ليندا مش اكتر من شغل مفيش حاجه تانى من ناحيتى او من ناحيتها بس ده التعامل اللى مابينا عادى من ساعه ماكنا فى لندن ..
هبه غير مصدقه : ليه انت مش قلتلى فى الطياره انك مصاحب وصاحبتك حتحصلك
نبيل بحزن : وتفتكرى انا كان فيا طاقه انى احب او ادخل فى علاقه .. الخمس سنين اللى فاتوا دول كنت بحاول انسى بس ..
هبه وقد تذكرت ماحدث لها هى ايضا : وانا كمان يانبيل كنت بحاول انسى وابدأ من جديد .. كان كل تفكيرى فى دراستى وشغلى وازاى انجح لوحدى واثبت نفسى لحد ماشوفتك صدفه ..
تصدقنى لو قولتلك ان اليوم ده روحت مبسوطه جدااا وفضلت افكر حشوفك تانى امتى .. معرفش عشان فكرتنى بمصر وباخويا احمد وذكرياتنا وانت بتذاكرلى ..ولا عشان حسيت بحاجه بدأت تتحرك جوايا من جديد .. حاجه كنت فاكراها باظت او انا ارغمتها انها تقف ومتنشغلش بحد تانى .. بس لقيت الحاجه دى معاك بتخرج عن طوعى عشان عاوزاك ..
نبيل : اقولك حاجه ومتزعليش منى
هله : قول وانا مش حزعل
نبيل بتردد : المكالمه اللى حصلت النهارده مكنتش اتقفلت .. فضلت شغاله وسمعتك وانتى بتعيطى ووانتى بتعترفى انك بتحبينى وسط عياطك ..
احمر وجه هبه خجلا لاتدرى ماذا تقول له فأكمل هو : بس انا عاوز اعرف احمد اما دخل قالك ايه
اجابته هبه بنبره خجل مختلطه بالعتاب قائله : انت كمان سمعت حوارى انا واحمد
اجابها نبيل مسرعا : لا لا خالص موبايك فصل شحن بس انا عاوز اطمن هو كان جايلك عشان الصوره اللى انتى نزلتيها صح .. قالك حاجه تضايقك
اتسعت عينى هبه قائله برعب بعد ان تذكرت امر الصوره : يالهوى الصوره .. ممسحتش الصوره .. استنى متمشيش انا حرجع بسرعه ...
تركته هبه هاربه من امامه لتتجه الى غرفتها سريعا حيث تركت هاتفها على الشاحن ..
لم يتحرك نبيل من مجلسه بل جلس فى انتظارها والابتسامه تملأ وجهه سعيدا بمااحرزه من تقدم فى الاعتراف لها بحبه .. سينتظرها حتى تأتى ويعترف لها بكل مافى قلبه ويخبرها برغبته فى خطبتها .. تحمس نبيل كثيرا لذلك واخذ يفكر فى طريقه لقول ذلك ..
مرت الدقائق وحماسه يزداد اكثر واكثر وهو ينتظرها كى تشغل مكانها بجواره مره اخرى لكن بعد عده دقائق كان احمد هو من يجلس بجواره لتنكمش ابتسامه الاول تدريجيا متسائلا عما يحدث ..
أنت تقرأ
مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)
Romansa## "ماحيلة الفؤاد .. ان كان حزنه قدرا !! فقد شاء القدر ان يؤلمنى بكِ .. فقط قولى لى ..بماذا شعرت بعدما حاربت الدنيا كلها من اجلك واتخذتكِ سندا لى .. فخذلتنى !!! كنتِ فى ماضيى نورا تاه منى وانتهى !! افيامالكه الفؤاد اغفرى لى !! " ## "حزينه كنت ووحيده...