الفصل الثالث عشر

4K 185 28
                                    

استغرب نبيل لهجتها تلك لكنها توجهت الى ثلاجه صغيره موضوعه باحدى اركان غرفتها والتى تحتوى العصائر و المياه الغازيه بالوانها المختلفه فاختارت احداها الموضوعه فى زجاجه من المعدن وقامت برجها عده مرات بقوه قبل ان تتجه الى ليندا وتعطيها اياها بابتسامه واسعه
هبه : اتفضلى ياليندا
ليندا بابتسامه شاكره : ثانك يو هبه
تناولت ليندا زجاجه المياه الغازيه ووضعت اصبعها اعلى الزجاجه لتقوم بفتحها لكن فجأه التقط نبيل منها الزجاجه بقوه قبل ان يقول وهو ينظر الى هبه بتحدى فقد فهم خطتها لافساد مظهر ليندا : بلاش صودا ياليندا انتى عارفه انتى بتتعبى منها ازاى
نظرت له هبه بغيظ قبل ان تأخذ من يده الزجاجه وتناولها لليندا مره اخرى : لا لا اشربى ياليندا دى سقعه وحتنتعشى اول ماتشربيها انتى شكلك عطشانه اوى ..
كادت ليندا ان تنصاع لاغراء هبه لولا ان اوقفها نبيل : ليندا انتى نسيتى الدايت كده حيبوظ
هبه وهى تمد ذراعها الى نهايتها لتضع الزجاجه بين عينى ليندا : بصى هى مكتوب عليها دايت يعنى مناسبه جدا ليكى وبعدين حبه صغيرين مش حيأثروا اتفضلى يلا بسرعه وهى مشبره كده
نبيل وهو يزحزح يد هبه عن وجه ليندا : اعتقد تشربى مياه احسن
اخذ نبيل الزجاجه ووضعها على المكتب قبل ان يوجه كلماته لهبه بنظره ذات معنى وهو يتوجه الى الثلاجه الصغيره فى ركن الغرفه : ماخلاص ياهبه هى حتشرب مياه
هبه من ورائه  : وانت مالك انت هو انا جايباها ليك ولا ليها
اخذ نبيل زجاجه مياه وتوجه بيها الى ليندا قبل ان تعترض هبه طريقه قائله : قولنا حتشرب الكانز ومفيش مياه
لمعت عينا نبيل وهو يقترب منها قبل ان يقول :  ورينى ازاى حتوقفينى
اقتربت هبه بعناد هى الاخرى قائله :حوقفك باى طريقه
نبيل : ححدفلها المياه
امسكت هبه بيده وهى لاتدرك الشرك الذى وقعت فيه :  مش حتقدر
ابتسم نبيل ولمعت عيناه بعد ان حقق مااراده .. لاول مره ينظر الى عينيها بهذا القرب .. يداها تلامس يديه .. كاد جسدهما ان يلتصق فهو يشعر بانفاسها العطره تلفح رقبته يشعر بيديها المرتعشتين الآن يريدان الانسحاب لكنه احكم اصابعه حولها بعد ان افلت من يده زجاجه المياه  ..
احس بقدماها تأخذ خطوه الى الخلف لكنه لم يعطها تلك الفرصه ..
اقشعر قلبها قبل جسدها وهى ترى نظراته تخترقها الى هذا الحد لانت نظراتها من هذا القرب وهى تحدق فى رماديتيه وتحولت من تحدى وعناد الى عشق ووله ..ارادت الهروب لكن خانتها قدمها ويداها اللتان احبت موضعهما بين اصابعه .. ودت لو بقيت تلك اللحظه طوال الدهر لكن افاق كليهما على شهيق يأتى من خلفهما ..
لم تفهم ليندا مايدور وهى ترى هبه ونبيل كلا منهما متمسك برأيه خاصه بعد ان ذهب نبيل لإحضار المياه ومن خلفه هبه .. لم تستطع مقاومه تلك الزجاجه المزينه بقطرات المياه المنزلقه فوقها دلاله على برودتها ..
ابتلعت ريقها وهى تتناولها بين يديها فهى لم تستطع المقاومه اكثر من ذلك خاصه بعد امتناعها عنها لفتره بسبب تلك الحميه التى تتبعها  .. لم تلتفت الى هبه ونبيل الواقفين بجوارها .. فكل انتباهها منصب حول تلك الزجاجه التى ستروى عطشها .. مدت اصابعها الطويله البيضاء فى المكان المخصص للفتح لكن فجأه ..
التفت هبه ونبيل الى ليندا التى شهقت بقوه .. ابتعدت هبه عنه تلقائيا بعد ان ارتفعت حراره وجهها .. لم تستطع التركيز بما حدث لليندا او ماهو سبب شهقتها بعكس نبيل الذى نجح فى ضبط انفعاله بعد ان تنحنح وتوجه الى ليندا متسائلا عما حدث فاجابته ليندا ونظره الذعر تملأ وجهها وهى تنظر الى اصبعها بألم : ضوفرى اتكسر .. حمشى ازاى كده يانبيل ايدى باظت .. ايدى اتشوهت بص بص اتكسر ازاى ..
حاول نبيل قدر الامكان كتم ضحكته واخراج كلمات مواسيه حتى لا يقوم باغضابها : معقول ياليندا طب ايه الحل بيتهيألى لازم تروحى لاقرب بيوتى صالون حالا يشوفلك حل فى المشكله دى .
ليندا كمن تعلقت بطوق للنجاه : اه صح فعلا معاك حق تفتكر حيقدروا يساعدونى
نبيل محاولا السيطره على ضحكته : اكيد اكيد انا حطلبلك دلوقتى العربيه وحقوله يوصلك على بيوتى سنتر مشهور يقدر يشوف حل فى الكارثه دى ..
ليندا : اه بليز نبيل يلا بينا ..
خرجت ليندا من مكتب هبه يتبعها نبيل الذى غمز الى هبه قبل خروجه وهو يقول :حوصلها للعربيه وارجعلك ..
ابتسمت هبه فور خروجه وجلست اعلى مقعدها وهى تضع يدها فوق قلبها لتقوم بتهدأته قليلا قبل ان يقفز من مكانه ويلحق بصاحبه ..

مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن