الفصل الخامس عشر

4K 184 39
                                    

اسرعت نور مهروله الى الاسفل حيث خالد يقف بترقب شديد خارج الشركه .. انقبض قلبها عندما رأته من نافذه هبه .. فمن المحتمل ان يراه احمد او هبه او اى شخص آخر من العاملين بالشركه كما رأته هى وبالتاكيد سيتسائل احد ما عن سر وجوده او وقوفه بتلك الطريقه .. .. هى لاتعلم نواياه او ماذا يريد لكن من الواضح انه يلاحقها ويعلم انها متواجده الآن فى تلك الشركه  .. تُرى الى ماذا توصل ايضا هل علم بان احمد زوجها !!
هل علم بانها مالكه !!
عندما توصلت الى تلك الفكره اثناء هرولتها تذكرت .. تذكرت انها الآن ليست بوجه مالكه هى الآن بوجه مختلف .. فلم القلق اذا !! حتى اذا شعر بأنها هى مالكته ماذا يُثبت كلماته !!
حسنا .. حسنا فلتهدأ وتنتظم انفاسها .. هى الان ستستقل المصعد و تهبط الى الاسفل بمنتهى الثقه وتتصنع رؤيته مصادفه وتسأله عن سبب وجوده علها تستطيع ان تعلم نواياه او مايريده ..
اخذت نور نفسا عميقا قبل ان تغادر المصعد وتتوجه الى خارج الشركه حيث يقف .. اقتربت من البوابه بخطوات ثابته هو لازال يستند عليها بظهره لكنه يُشير بيديه من الواضح انه يحدث احدا .. انقبض قلبها وهى تقترب اكثر واكثر لتتضح هويه من يحادثه .. انها هبه !!
كادت ان تتراجع فور رؤيتها لهبه لكن فى تلك اللحظه رأتها هبه ايضا فكان من الصعب عليها ان تتراجع الآن .. تقدمت بخطوات حاولت ان تُبقيها ثابته قدر المستطاع ورسمت تلك الابتسامه الباهته على وجهها الى ان وصلت اليها .. ظلت واقفه بالداخل لم تعبر البوابه للخارج هو الى الان لم يراها فهو يوليها ظهره .. حاولت ان تتملص هاربه دون ان يراها فاشارت لهبه بيديها انها ستصعد الى الاعلى وتحدثها لاحقا الا ان هبه استدعتها بصوت عالى قائله : تعالى يانور
هنا التفت خالد الى حيث توجه هبه كلماتها فرآها .. ظلت نظراته مثبته عليها وهى تقترب محاوله ان تتلاشى نظراته وتركيزها كله منصب على هبه التى قالت : اعرفك خالد .. امبارح كان الموبايل بتاعى وقع واحنا طالعين من الشركه معرفش امتى و فين .. قلبت عليه الدنيا امبارح والنهارده اتصلت بالموبايل ولقيت خالد بيقولى انه لقاه وجابهولى لحد هنا .. من حسن حظى انه طلع شغال قريب من المكان.. بجد مش عارفه اشكره اواى نادر يبقى فى حد زيه دلوقتى ..
خالد موجها نظراته الى نور : متقوليش كده حضرتك الطبيعى ان اى حد اما يلاقى حاجه متخصهوش لازم يرفضها او يرجعها لصاحبها مش كده ولا ايه يا .. آنسه .. نور ! مش كده بردو
نظرت اليه نور بتحد عقب جملته تلك .. احتدت نظراتها وهو يُكمل باستهزاء : ايه مش ده اسم حضرتك بردو
لاحظت هبه وجه نور المتغير وتلك النظرات التى تسلطها على خالد فعقبت قائله : انتوا تعرفوا بعض من قبل كده ولا ايه
نظر خالد الى نور منتظرا اجابتها والتى اجابت سريعا كأنها تُنفى تهمه ما عن نفسها : لا لا ابدا
ابتسم خالد بسخريه فالآن قد تأكدت شكوكه .. اجاب هو بتحد : لا نعرف بعض .. من قبل كده
اتسعت عينا نور وحدقت بعينيه بخوف غير مصدقه فهى لم تتصور انه سيقوم بذلك .. انتظرت هبه اجابته التى اتت سريعا تصحبها ابتسامه غريبه : الآنسه شرفتنا فى المحل اللى انا شغال فيه من اسبوع تقريبا ..
هبه باستغراب : غريبه انك فاكرها هو انت بتفتكر اى حد يجى المحل
خالد : لا طبعا بس اصل الآنسه كان فى موقف كده حصل افتكرته بيها .. ان فى شخص جه اخدها من المحل وكان منفعل شويه .. اعتقد انه أخوها
هبه وهى تنظر الى نور متسائله : اخوها ! ازاى انتى عندك اخوات يانور
نور بتحد ناظره اليه : لا يقصد احمد .. جوزى
هنا كانت الصدمه من نصيب خالد الذى لم يتوقع أبدا ان يكون ذلك قد حدث وانها تزوجت.. رغم كل شكوكه والافكار التى راودته لكن لم يأته احتمال واحد بالمئه انه قد يكون زوجها .. كيف ومتى ولماذا !
نظر اليها نظره طويله لم تستطع ان تفسرها .. لاتعلم هى اذا كانت نظره غضب اوذهول او تفاجؤ او حزن او خُذلان !! لكنها شعرت بتلك الغصه التى منعته من الكلام وعيناه اللذان حولهما عنها مخاطبا هبه : طيب بعد اذن حضرتك محتاجه حاجه تانى منى ..
بدلت هبه نظراتها بينهما تحاول تفسير مايحدث لكنها لم تستطع فهم مايدور .. اجابته بابتسامه وهى تُعطيه هاتفها : لا شكرا ياخالد بس ممكن تسجلى رقمك هنا.. لو احتاجتك فى اى وقت حكلمك ..
خالد : للاسف هو الموبايل فصل فى آخر وقت ممكن ورقه اكتب لحضرتك رقمى ..
نظرت هبه حولها قبل ان تقول : طب ثانيه واحده حجيب من الريسيبشن .. تعالى ادخل
خالد بحزن : ملوش لزوم معلش لازم ارجع الشغل
هبه وهى فى طريقها الى الداخل : طيب ثانيه واحده راجعه على طول
ابتعدت هبه بينما ظل خالد ومالكه وحدهما .. حاولت نور الهروب منه والتوجه الى الداخل لكنه امسك بيدها قبل ان تغادر .. التفتت اليه واصطدمت عيناها بعينيه المترقرقتان لتخبرها بحاله قبل ان يقول هو بمنتهى الانكسار والحزن : ليه
حاولت مالكه ان تفلت يدها من بين يديه وهى تقول : ليه ايه ممكن تسيبنى
ترك خالد يدها قائلا بضعف : ليه اختفيتى ليه عملتى فيا كده
مالكه : انا معملتش حاجه
خالد : كل ده ومعملتيش .. حبيتى فيه ايه عشان تتجوزيه .. عشان مهندس عشان فلوسه وشركته .. من امتى بتفكرى فى الفلوس ..
حاولت مالكه لآخر وقت ان تتصنع عدم فهم مايقول رغم تأثرها بما يقوله .. رغم رغبتها فى مواساته الا انها الآن نور .. نعم هى نور وليست احد آخر فلتجيب على هذا الاساس : انا بصراحه مش فاهمه انت بتتكلم عن ايه انت اكيد تقصد حد تانى بعد إذنك ورايا شغل  ..
تركته نور مغادره لكنه ناداها بأعلى صوته  : مالكه
توقفت لدى سماعها اسمها واغمضت عيناها تستجمع قوتها التى بدت وكأنها ستخور فجأه لكن اتاها صوت هبه متسائله : نور واقفه كده ليه
نور بارتباك : ابدا دوخت شويه انا طالعه فوق
غادرت نور مسرعه الى الاعلى بينما اخذت هبه رقم خالد ووقفت تنظر اليه بعد ان غادر وابتسامه كبيره تملأ وجهها فقد سمعته وهو يصيح باسم مالكه وتوقفت نور لدى سماعها ذلك .. تمتمت هبه بخفوت : اما نشوف ايه حكايه سى خالد ده كمان معاكى ياست نور .. ياااه لو طلع اللى فى دماغى صح .. كده يبقى انتى اللى اختارتى نهايتك باديكى ..

مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن