تصاعدت ابواق سيارات الاسعاف وهى تحاول شق طريقها خلال ذلك الازدحام فى الساعات الاولى من الصباح والتى لم تتجاوز السابعه والنصف صباحا منذره بوقوع حادث على احدى الطرق الاساسيه والتى غالبا ماتزدحم بالسيارات فى ذلك الوقت .. تحركت سيارات الاسعاف مسرعه متوقعه ان يكون الحادث بين سيارتين بسبب الازدحام المروروى لكن عند وصولهم اخبرهم من شاهدوا الحادث ان سياره تقودها امرأه كانت تمسك هاتفها اصطدمت بفتاه كانت تعبر الشارع فى ذلك الوقت فاصدرت صوتا عاليا ناتج عن الضغط على الفرامل بقوه وفجأه انحرفت السياره عن مسارها لتصعد فوق رصيف وتصطدم بعمود نور لتتوقف ويتصاعد الدخان الكثيف من مقدمتها ..
غادرت سياره الاسعاف بعد حوالى نصف الساعه بعدما قامت بحمل الفتاه التى بداخل السياره والاخرى خارجها متوجهه بهم الى احدى المستشفيات الحكوميه الى ان يصلا الى ذوى الضحايا ..*************
وقف احمد امام نافذه مكتبه واضعا يديه بداخل جيبه شاردا فيما سمعه منذ ساعات قليله ..
لم يصدق ماسمعه كيف كان مغفلا الى تلك الدرجه .... كيف كان بتلك الغشاوه افمن المعقول ان يكون كلامها صحيحا وتكون قد ......
ارتفع رنين هاتفه برقم نور حاول تجاهله مرارا كما تجاهل مكالماتها المستمره منذ مغادرته من المنزل لكنه استمر فى الرنين مرات متتاليه حتى اجاب اخيرا بضيق : ايوه نعم
الطرف الاخر : حضرتك تعرف صاحبه الرقم ده
احمد بجزع : ايوه انا جوزها مين حضرتك
الطرف الاخر : المدام عملت حادثه وموجوده فى مستشفى ......
احمد وهو يغادر مسرعا : ايه بتقول ايه .. حكون عندك حالا
لم تمر الساعه حتى كان احمد واقفا بداخل ذلك المشفى يلقى نظره مرتجفه عليها والتى تشوه معظم وجهها جراء ذلك الحادث .. استمع الى حالتها من الطبيب والذى اقر ان حالتها حرجه جدا وتحتاج الى العديد من العمليات فى اسرع وقت فقرر نقلها فى الحال الى احدى المستشفيات الاستثماريه الكبرى بينما الحاله الاخرى والتى توفت بعد وصوله هو بدقائق الى المشفى ورؤيته لها بينما تلفظ انفاسها الاخيره فتعهد احمد بنقل جثمانها ودفنها بمقابر اسرته نظرا لعدم تمكنهم من التوصل الى ايا من اقاربها معللا ذلك بانها من اخبرته بأن لا اهل لها ..***********
مر اسبوع على تلك الحادثه عندما استيقظت هى متأمله ماحولها بعينين مذهولتين .. تتجول عينيها فى تلك الغرفه البيضاء الانيقه باساسها البسيط لتصطدم عيناها باحمد واقفا امامها ..
احمد بجمود : حمد الله على السلامه
اجابته بضعف مختلطا بمزيج من الذهول : الله يسلمك انا فين
حاولت النهوض من فراشها لكن تفاجأت بذلك الالم الذى يسيطر على كل جسدها فاصدرت آهه خافته ..
احمد : خليكى انا حجيب الدكتور حالا
ذهب احمد لاحضار الطبيب بينما هى نظرت فى اثره متسائله بتعجب ماالذى اتى بها وبه الى هنا ..
جاء الطبيب يقوم بفحصها سريعا مطمئنا : حمد الله على سلامتك يامدام
انطلق ذلك التساؤل من شفتيها : مدام !
هو ايه اللى حصل انا ايه اللى جابنى هنا وجسمى واجعنى ليه
الطبيب : انتى مش فاكره الحادثه
نظرت له بذعر : حادثه ايه
الطبيب : الحادثه مش فاكراها .. طب فاكره اسمك .. فاكره اسمه !! قال جملته الاخيره وهو يشير الى احمد والذى خفقت دقات قلبه منتظرا اجابتها ..
نظرت الى احمد طويلا بتساؤل قبل ان تقول : اسمه هو !! لا معرفهوش
الطبيب بجزع : الظاهر الحادث سبب فقدان ذاكره مؤقت من فضلك عاوزك يااستاذ احمد
خرج احمد متبعا الطبيب الى الخارج بينما قامت احدى الممرضات بقياس الضغط ووضع بعضا من المسكنات فى المحلول الخاص بها ..
فى خارج الغرفه وقف احمد مع الطبيب ليوضح له الاخير حاله نور وماحدث لها من فقدان ذاكره مؤقت بالرغم من تعافى معظم جسدها من اصاباته فهى تستطيع مغادره المشفى خلال يومين لكن هناك علاج يجب ان يتبعه احمد لمحاولة ارجاع ذاكرتها لها تدريجيا ..
دخل احمد الى غرفتها بعد مغادره الممرضه .. ونظر اليها نظره طويله قبل ان يغلق باب الغرفه ومن ثم احضر احدى المرايا الصغيره المعلقه فى حمام الغرفه وقام بتقريبها اليها دون ان يصدر كلمه واحده .. لتنظر هى الى وجهها فى المرآه وتشهق شهقه عاليه قبل ان تصيح بفزع ليكتم هو صيحاتها بسرعه محاولا تهدئتها قائلا : اهدى بس انا حفهمك على كل حاجه
أنت تقرأ
مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)
Romance## "ماحيلة الفؤاد .. ان كان حزنه قدرا !! فقد شاء القدر ان يؤلمنى بكِ .. فقط قولى لى ..بماذا شعرت بعدما حاربت الدنيا كلها من اجلك واتخذتكِ سندا لى .. فخذلتنى !!! كنتِ فى ماضيى نورا تاه منى وانتهى !! افيامالكه الفؤاد اغفرى لى !! " ## "حزينه كنت ووحيده...