ظل احمد طوال ليلته حتى صلاه الفجر ساجدا لربه يحمده على سلامه والدته والتى تحسنت حالتها الى حد ما ..
لقد تركها بالمشفى بصحبه اخته هبه وزوجته مالكه فى حوالى الثانيه صباحا على ان يعود فى الصباح الباكر اليهما هو ونبيل الذى صمم على مجيئه فى التاسعه صباحا للاطمئنان عليهم جميعا قبل ذهابه الى الشركه..
بعد صلاه الفجر توجه احمد الى غرفه غرام ليجد داده عفاف غافيه بجوارها فاوقظها كى تذهب الى غرفتها بينما هو جلس بجوار ابنته ..
فتلك اول مره يراها فيها بعد ان تأكد من نسبها اليه .. هى ابنته .. ابتسم بكل هدوء وراحه وطمأنينه مُقَبلاً اياها اعلى جبينها قبله طويله ساكنه كأنه يمتص منها جميع مشاعر الابوه التى حاول تناسيها او إنكارها طوال الفترات السابقه ..
ادثر بغطائها الصغير بعد ان مدد جسده بجوارها فى فراشها يحتضنها بحنان وهو يستند بالجزء العلوى من جسده على ظهر الفراش ..
ارجع رأسه الى الوراء بعد ان شعر بتلك الراحه والطمأنينه تستقر بقلبه وبدأ الخدر يسرى فى جسده رويدا رويدا الى ان غفى ..
ماالسر فى فراش غرام الذى كلما نام اعلاه راودته تلك الاحلام الغريبه ..
لكن تلك المره يأتى ذلك الحلم مختلفا عن ما سبق.. بالتأكيد تلك الاحلام تعكس ما يدور فى عقله دون ان يدرى ..
ففى المره السابقه كان ضائعاً مُشتتاً حانقاً كارهاً فآتاه ذلك الحلم الخاص بنور عندما حاولت قتله .. هذا ماصورله له عقله الباطن وقتها بعدما رفض عقله التخلى عن التفكير فى ابوته لغرام من عدمها .. وكم تمنى ان تكون نور هى موضع مالكه وانها لم تمت حتى يستطيع شفاء غليله منها وحرمانها من ابنتها ..
هذا ماكان بتمناه وقتها فخرج الامر على هيئه حلم او كابوس والذى استيقظ منه متوجها الى زوجته مالكه يتحقق من وجهها فى الحقيقه ..
اما الآن .. تلك المره ..
هو يشعر بالصفاء يغزو قلبه قبل عقله .. لا يشعر بالضغينه او الحقد او الكراهيه لاى احد .. بل بالعكس .. يشعر بأن ربه انصفه واغدق عليه نِعمه ..
فاهداه تلك الزوجه المُحبه و ابقى بجانبه ذلك الصديق الوفى من جديد .. واخته الآن فى كنفه وايضا والدته انجاها الله لتبقى معه .. وفوق كل ذلك ابنته العزيزة التى من صُلبه .
لذا ابتسم احمد اثناء حلمه ذلك .. حيث رأى نفسه وكأنه فى جنه خضراء سعيد مُحاط بعائلته يجلس بجواره زوجته ومن الجهه الاخرى والدته بينما اعلى ساقيه تجلس غرام .. ومن ورائهما يقف نبيل وهبه متشابكى الايدى .. مبتسمون جميعا وكأنهم على وشك التقاط صوره بملابسهم البيضاء تلك ..
ومن بعيد يظهر طيف خفيف لامع يجتذب اليه غرام بقوه لكن مالكه تمنعها من الذهاب اليه .. رغم رغبه غرام لكن مالكه تُحذرها من ذلك ..
لم افهم فى البدايه سر اصرار مالكه الى ان اقترب ذلك الطيف تدريجياً ببطىء ثم بسرعه وفجأه توقف امامنا ليلفظ مجلدا او كتاب وُلِد من العدم ليستقر بين ساقى مالكه ..
هبت والدته لالتقاطه بذعر وكأنه حيوان مفترس لكن مالكه قذفته بهدوء بعيدا وهى تبتسم .. فابتسمت والدته بدورها وظهر عليها علامات الارتياح حين اُلتقطت لهم صوره جماعيه دون ان يشعروا بذلك ..
فقط هو يرى صورتهم يضحكون جميعا ونجوى تنظر الى مالكه بينما نبيل ينظر الى هبه وغرام تنظر اليه ....
ببنما هو كأنه ينظر الى الصوره من الخارج او كأنه هو المُصور يرى النظرات الباسمه تاره يبدو عليها الامتنان والطمأنيه وتاره اخرى الوله والشوق اما نظرات غرام اليه لاتُوصف بكلمات ..
فتح احمد عينيه ببطىء ولازالت الابتسامه تُزين وجهه ليُطالع احدى النظرات لازالت مُسلطه عليه وكأنها انتقلت معه من حلمه الى ارض الواقع .. غرام ..
ابتسمت غرام الى والدها وهى تراه غافياً بجوارها ليستيقظ هو فى تلك اللحظه ويراها مُحملقه به بتلك الطريقه الطفولية البريئة ..
احمد بفرح : اهلا اهلا صباح الخير يااميرتى
غرام : صباح الخير يابابا وحشتنى
احمد وهو يحتضنها : وانتى كمان خالص خالص ياروح بابا .. قوليلى بقى نمتى كويس
غرام : اه نمت وانت
قبلها احمد من احدى وجنتيها قبل ان يُجيب : طبعا مش نمت جمب احلى اميره فى الدنيا ..
غرام : بابا انا جعانه
احمد : ايه رأيك ننزل انا وانتى نحضر الفطار مع بعض وبعد كده البسك هدوم المدرسه واوصلك بنفسى
غرام بفرح : بجد يابابا .. اوكييبه
احتضنها احمد بقوه حاملا اياها الى الاسفل كى يُعوضها بعضا مما حُرمت منه طوال الفتره المنقضيه .
أنت تقرأ
مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)
Romance## "ماحيلة الفؤاد .. ان كان حزنه قدرا !! فقد شاء القدر ان يؤلمنى بكِ .. فقط قولى لى ..بماذا شعرت بعدما حاربت الدنيا كلها من اجلك واتخذتكِ سندا لى .. فخذلتنى !!! كنتِ فى ماضيى نورا تاه منى وانتهى !! افيامالكه الفؤاد اغفرى لى !! " ## "حزينه كنت ووحيده...