الفصل الثامن

4.3K 178 26
                                    

امضت نور معظم يومها فى غرفتها بعد ان تناولت وجبه الغذاء معهم بالاسفل .. بينما ابنتها غرام قضت معظم وقتها برفقه عمتها هبه والتى اصرت على نوم الصغيرة فى احضانها تلك الليله ..
بالطبع اضطر احمد الى المبيت فى غرفته هذه الليله خاصه بعد وجود هبه فى المنزل والتى ستلاحظ بالقطع تغيب احمد عن غرفته ..
امضى احمد ماتبقى من اليوم بصحبه اخته ووالدته وابنته حتى تفرق الجمع اخيرا للنوم ..
فى الاخير صعد احمد غرفته بعد شعور الارهاق الذى سيطر عليه فتوجه الى الغرفه التى تضم نور وقام بفتح بابها على مهل كى لايوقظها اذا ما كانت نائمه فهو لم يراها منذ وجبه الغذاء وحتى وجبه العشاء رفضت تناولها .. لم يشأ الضغط عليها بل ان فعلتها تلك اراحته من صعوبه مواجهتها طوال اليوم خاصه بعدما استعادت وجهها فهو لم يعتد بعد على رؤيه نور امامه مره اخرى ..
بالطبع لم تنم نور بل لم يغمض لها جفن طوال اليوم و ظلت تفكر وتفكر وتفكر تتظر الى وجهها فى المرآه كل حين .. تتأمل عيناها الممتلئتان بالحيره والشك .. وملامحها التى استعادت جزء كبير منها مره اخرى .. ظلت على ذلك الحال حتى اصابها الصداع والارهاق من كثره التفكير .. فتوجهت تلى فراشها والذى ماان اراحت جسدها عليه حتى احست بأحمد يدخل الغرفه ..
اغمضت عينيها تلقائيا فرغم الظلام الذى يغلف الغرفه بأكملها لكن ذلك المصباح الخافت بجوارها يكشف وجهها بوضوح ..فتحت عيناها بعد فتره ببطىء لتراه وقد ولاها ظهره ويقوم بفتح الدولاب الخاص به متناولا منشفته وبعضا من الملابس المريحه الخاصه به وتوجه بها الى الحمام ..
ظل احمد واقفا اسفل المياه الساخنه المنهمره على رأسه يحاول ازاله ذلك الارهاق المسيطر عليه حتى خف توتره و احس بارتخاء عضلاته تماما فغادر الحمام بعد ان ارتدى ملابسه ..
توجه الى الاريكه كى يبدأ رحله نومه لكنه لم يجد اى غطاء او خدديات للنوم حيث كانت جميعها اعلى الفراش .. فتوجه الى ذلك الذى تعتليه نور لتناول مايفيض عن حاجتها من وسائد ..
التقط احدى الوسائد بجانبها والتى اراحت احدى يداها اعلاها .. فأزاح احمد اصابعها برقه وهو يسحب الوساده من اسفل يدها ..
احتبست انفاسه وهو يطالع ملامح وجهها خوفا من استيقاظها بفعلته تلك .. لكن طالت نظرته والتى تحولت لشغف فاقترب منها يزيح احدى خصلاتها التى تغطى جبهتها واخذ يلتمس بشرتها برقه ليجرى فى جسده قشعريره من نعومه ملمسها .. وايضا تلك الشفاه الحمراء بلا اى اصباغ واستداره وجهها الجذابه .. انها جميله حقا جميله ..
كيف لا وهو من اختارها .. باستداره وجهها وعيناها المتسعه ..
لم تنقص تلك العمليات من جمالها رغم تغير ملامحها قليلا .. تلمس الندبات الصغيره المتبقيه من تلك العمليات الجراحيه .. تلمسها برفق وشعر بالرغبه فى تقبيلها .. بالطبع تؤلمها ..هو من فعل بها ذلك .. يؤنبه ضميره كثيرا على ماحدث لها .. لكن هو من يرأف لحاله !
بالطبع لم تكن نور نائمه بل ظلت فى انتظاره حتى خرج من حمامه الخاص والذى طال غيابه بداخله .. احست به يقترب منها تلامس اصابعه يداها .. شعرت بيداه تلامس بشرتها برقه .. احست بانفاسه الحاره تلفح وجهها ..زادت نبضات قلبها بقوه وهى تشعر بعينيه يخترقانها ودت لو انها فتحت عينيها لتواجهه باستيقاظها .. بل لتعلن له عن رغبتها بذلك القرب والذى طال انتظارها له ..
ظل احمد يتأمل ملامحها واصبعه يجول على وجهها بدايه من اعلى جبهتها وشعرها المنسدل نهايه الى شفتاها .. اطال النظر الى شفتاها الورديه التى يتصاعد منها تلك الانفاس الصغيره المرتبه .. تلك الشفاه !
والتى كانت تمتلىء بالخراطيم الخارجه منها منذ عده اسابيع فى المشفى .. ذلك المشفى الذى شهد على اتفاقهما.. انه يذكر كلماته جيدا ... (وجودك حيبقى عشان البنت مش اكتر وحتفضلى زوجه قدام الناس والعيله بس فمتنتظريش انه يحصل بينا اكتر من كده !!)
عند تلك النقطه اقشعر جسده من ملامسته لها بتلك الطريقه فانسحب فورا الى اريكته بعد ان اخذ مااحتاج اليه من وسائد وغطاء ..
فتحت نور عيناها ببطىء بعد انسحابه المفاجىء ذلك لتراه متجها الى اريكته بعد ان اطفأ المصباح بجانبها .. سمعت تأففاته والتى توحى باختناقه .. ترى ماالذى منعه عنها قد احست من لمساته انه يرغبها فاصابعه التى لامست شفتاها توقعت ان يليها قبله طويله يبثها اشواقه فيها .. تُرى ماهو سر انسحابه !!
هى تعرف انه لن يعود الى طبيعته بسهوله يلزمها الكثير من الوقت حتى تستطيع التقرب منه .. بل حتى يستطيع مسامحتها على ماحدث ..
لكن فكره اقترابه منها الى هذا الحد طمأنت قلبها قليلا حيث شعرت ببذره الحب تنمو بداخله والتى من الصعب تعزيزها لتصبح نبته قويه الجذور الا اذا احسنت رعايتها او بالاصح اذا منحها فرصه لرعايتها ..
تقلبت على جانبها واحتضنت وسادتها بابتسامه تملىء وجهها وهى تتأمل ملامح وجهه على ضوء القمر المنبعث من النافذه خلفه ..

مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن