الفصل الحادى عشر

4.2K 196 51
                                    

بس لحد ماأتأكد وجودك حيبقى عشان البنت مش اكتر وحتفضلى مراتى قدام الناس والعيله بس فمتنتظريش انه يحصل بينا اكتر من كده !!
واما تطلع بنتى حرميلك شويه فلوس عشان تنسى انك خلفتى فى يوم وساعتها اقدر اقولها ان امها ماتت ..
قفزت نور من فراشها وانقضت عليه تمسك بتلابيه بعنف وهى تقول : انت بتقول ايه محدش حيقدر ياخد منى بنتى انت سامع دى بنتى بنتى
احمد وقد فقد سيطرته على نفسه فدفعها بعيدا عنه قائلا : دلوقتى افتكرتى انك ليكى بنت ماانتى كنتى رامياها ومش فاضيالها
نور وهى تقترب منه الآن لكن بانفعالات غريبه وابتسامه مريبه : مش حتعرف تنسانى مهما عملت مش حتنسى اللى عملته فيك سامعنى .. بصلى كويس بص لوشى .. انت الظاهر معرفتنيش كويس ومعرفتش ان مفيش حد يقدر يقف فى وشى مهما كان مين..
بدأت فى ازاله الضمادات من وجهها وهى تقترب منه اكثر و اكثر بدون اى الم يبدو عليها بينما هو عيناه تتسع من فعلتها تلك خاصه مع ظهور اجزاء من وجهها المشوه والذى تساقط الجلد عن بعضا منه ..
اكملت هى وكأنها تحولت الى زومبى لا احساس له : بصلى كويس عشان تفضل فاكرنى وتفضل فاكر ان انا ليا ميت وش ولو وش وقع عندى عشره اطلعهم .. وعاوزاك تتأكد ان كلمه بابا دى انت مش حتسمعها تانى طول عمرك .. ده لو لسه ليك عمر ..
هنا رفعت ذراعها للاعلى بتلك الاداه الحاده الخاصه بقسم التمريض لتوجهها الى قلبه مباشره..

انتفض احمد من نومته وهو ينظر حوله بذعر الى ان تنبه الى ابنته التى تداعب وجهه .. ابتسم رغما عن جفاف حلقه فهو الى الآن لم يفق من ذلك الكابوس ..
بدأ احمد بالاستيعاب على صوتها وهى تهمس بصوت طفولى .. بابا يابابا .. بابا انا صحيت ..
احمد وهو يتحسس وجهها ليتأكد من انها أمامه فعلا وانه خرج من ذلك الكابوس : غرام ..صباح الخير
غرام بابتسامه مشرقه : اهلا يابابا يلااا قوم نشوف ماما بقى
احمد بذعر : ماما ماما تشوفيها فين
غرام : اه يابابا نروح لماما الاوضه
احمد وهو يفرك وجهه بكفيه حتى يستطيع الافاقه فلازال ذلك الكابوس مسيطر عليه : اه ماما تلاقيها لسه نايمه ياغرام طيب يلا قومى روحى الحمام اغسلى وشك وبعد كده نروح لماما
نظر احمد الى ساعته بعد مغادره غرام فوجدها لم تتجاوز السادسه والنصف صباحا فسحب جسده من الفراش بتثاقل متوجها الى غرفته حيث نور والتى لازالت مستغرقه فى نومها ..
اقترب احمد منها بحذر ينظر اليها نظره غريبه قبل ان تمتد اصابعه لتتحسس وجهها وكأنه يتأكد من ان هذا وجهها وليس قناعا تضعه ..اطمأن قليلا ثم تذكر مرضها فوضع يده اعلى رأسها يتأكد من انخفاض حرارتها والتى كانت فى درجتها الطبيعيه ..
نظر اليها نظره طويله تملأها الشك قبل ان يذهب ليأخذ حمامه الخاص .. ظل واقفا اسفل المياه الساخنه يحاول نسيان ذلك الكابوس .. فعقله الباطن لم يرحمه حتى فى احلامه .. فاعاده الى لحظه نظر نور فى المرآه ومواجهته لها لينسج حوارا جديدا يُخرج فيه كل مااراد هو قوله .. لقد اراحه ماحدث قليلا فعلى الاقل قد خرجت تلك الكلمات التى تؤرقه ..
خرج احمد بعد حوالى نصف الساعه ليستمع الى صخيب ابنته يملأ الغرفه والتى اصبحت الآن فى احضان زوجته بعد ان صعدت الى الفراش وقامت بايقاظها ..
خرج احمد بعد ان ارتدى القليل من ملابسه ليتوجه الى غرفه الملابس الخاصه به ومن ثم توجه الى نور بعد ان انتهى من ارتداء ملابسه كامله..
احمد بجمود : صباح الخير عامله ايه دلوقتى
نور : صباح النور انا كويسه الحمد لله
احمد معاتبا ابنته : كده بردو ياغرام تصحى ماما وهى لسه تعبانه
نور : لا ابدا انا كنت حقوم خلاص
احمد بعدم اهتمام : تقومى فين .. الادويه اللى بتاخديها محتاجه راحه حكلمهم يطلعولك الفطار
نور بحماس : لا انا فعلا بقيت كويسه وبعدين يادوب البس عشان انزل معاك
احمد بتساؤل : تنزلى معايا على فين
نور بنظره ذات معنى : انت نسيت ولا ايه مش اتفقنا حنزل الشغل
احمد بلا مبالاه وهو يتوجه الى المرآه لوضع اللمسات الاخيره على مظهره : حتنزلى دلوقتى ازاى كده مش لما تخفى
نور برجاء : انا زهقت من السرير بقالى ٣ ايام متحركتش منه
احمد وهو يعدل من ربطه عنقه فى المرآه قائلا بلهجه آمره : خلاص انزلى اقعدى تحت مع ماما او اتمشى فى الجنينه براحتك بس خروج وانتى كده مفيش مش ناقص انتكاسات ووجع دماغ فى الشركه
نور بحده : ااااه بقى هو ده كل اللى هامك وجع الدماغ ..عموما اطمن لو حسيت بتعب حمشى من نفسى مش حستناك تحتاس بيا
احمد بعناد مستنكرا حدتها : ايه اللى انتى بتقوليه ده .. عموما انا قلت مفيش نزول يبقى مفيش نزول
نور وهى تغادر فراشها : وانا قولت حنزل يعنى حنزل حتى على الاقل احلل الفلوس اللى حاخدها .. مش كده ولا ايه ياباشمهندس ..
غضب احمد من كلماتها والتى خرجت منها بتلك اللهجه الساخره فتجاهلها وقام بنداء داده عفاف كى تقوم بتجهيز غرام بينما هو توجه الى الاسفل حيث والدته واخته فى انتظاره لتناول الفطور ..
احمد : صباح الخير
هبه بشرود : صباح النور
نجوى : صباح الخير يااحمد يلا عشان تفطر
احمد : فعلا انا جعان جدااا
نظر احمد الى هبه نظره جانبيه قبل ان يقول : مالك ياهبه فى حاجه حصلت فى الشركه امبارح
هبه : لا مفيش عادى
احمد : امال مالك من امبارح مش مظبوطه
هبه بلهجه حاولت اخراجها طبيعيه : انت عارف بقى ضغط الشغل وانا لسه مش متعوده فحاسه بارهاق شويه
احمد : من اولها كده ده احنا لسه بنقول ياهادى
هبه بابتسامه صغيره : حتعود متقلقش
استعد احمد وهبه للرحيل عندما تفاجىء بنور واقفه امامه بملابس رسميه لتخبرهما باستعدادها للمغادره ..
احمد بغضب واضح : انتى بردو عملتى اللى فى دماغك
هبه : انتى رايحه فين يانور انا مش فاهمه مش المفروض انك تعبانه
نور وهى تتقدمهم الى الخارج : ابدا زهقت ياهبه وقولت اروح الشركه شويه اهو حاجه تفيدنى يمكن لو بدأت شغل افتكر حاجه والذاكره تنشط شويه..
هبه وهى تنظر الى احمد : ااااه الذاكره لا لو كده معاكى حق .. بس ياترى حتبقى فاكره الشغل
نور وقد فهمت مغزى سؤالها : دعواتك بقى انى اعرف افتكر
هبه بنظره لامعه: اه طبعا اكيد كلنا بندعيلك مش كده يااحمد
لم يجيبهما احمد بل تخطاهما الى الخارج ليقوم بتشغيل محرك السياره والانطلاق بعد ان جلست نور بجانبه اما هبه فتوجهت الى الخلف قائله بنبره خاصه :دلوقتى انتى بقى مكانك جمب جوزك يانور وانا حعد ورا مش عاوزة ابقى عزول ..
انشغلت هبه طوال الطريق بهاتفها اما نور وجهت انظارها الى النافذه المجاوره تتأمل الطريق خاصه عند تلك النقطه المروريه والتى تتكدس فيها السيارات انتظارا للمرور ..
لاحظت هبه تحفز جسد نور وانتبهاها المنصب على نقطه بعينها اثناء الازدحام المرورى .. ظلت نور تتابع تلك البقعه بنظرها حتى ابتعدا عنها ..
راقبت هبه ملامح نور المتغيره بعد تخطى ذلك المكان فقد وجهت نور انظارها الى الأمام فكان من السهل على هبه ملاحظه تغيرات وجه نور فى المرآه الاماميه خاصه عيناها الشاردتان .. لم تفهم ماتُشير اليه عيناها .. فهو خليط من الذعر والخوف والدهشه والتى تغيرت بمجرد نظرها الى احمد نظره جانبيه والذى كان منشغلا بالطريق ينظر الى ساعته كل دقيقه ..لتتحول عيناها الى عينان مطمئنتان بعضا من الشىء..
وصلا اخيرا الى الشركه فترجلت هبه من السياره وتبعتها نور ثم احمد ..
هبه : حتطلعى معايا يانور
احمد وهو يمسك بيد نور يقربها الى جواره : لا نور حتطلع معايا حاخدها جوله الاول فى الشركه
هبه : اااه زى ماعملت معايا يعنى
احمد وهو يتقدم : اه متنسيش انها كأنها بتدخل الشركه لاول مره زيك بالظبط لازم تعرف التفاصيل يمكن تقدر تفتكر
هبه بابتسامه سطحيه : اه معاك حق .. يلا انجوى حسبقكوا انا على مكتبى .. باى نور
نور : باى ياهبه حنخلص ونطلع على طول ..
وقفت هبه امام المصعد تنتظره وفى نفس الوقت عيناها مثبتتان على احمد ونور تراه وهو يتقدم بها الى الريسيبشن اولا ..
وصل المصعد سريعا فتوجهت الى داخله وماهى الا دقائق حتى استقرت خلف مكتبها ..

مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن