الفصل الخامس

4.3K 189 31
                                    

لم يشعر بنفسه الا وهو يقترب منها رويدا رويدا ويده تمتد الى الوساده التى بجانبها يجتذبها بقوه ثم يجتذب غطاؤها من عليها لتقوم فزعه من منامها تلتفت يمينا ويسارا من حولها حتى وجدته امامها ..
نور بفزع : ايه فى ايه
احمد بضيق : ايه عاوز انام
نور : طيب ماتنام واخد المخده والغطا ورايح فين
احمد بتأفف : حتخمد على الكنبه
نور بتساؤل : حتنام على الكنبه ليه ماتنام على السرير
احمد بتهكم : انتى صدقتى اننا متجوزين بجد ولا ايه
نور باستغراب : ليه مش احنا متجوزين
احمد بسخريه : اه متجوزين ايه تحبى تاخدى حقوقك الشرعيه
نور وهى تنكمش فى مكانها : لا مش قصدى خلاص براحتك
احمد وهو يرمى بالوساده والغطاء فوق الاريكه : طب نامى نامى وبعد كده متبقيش تشتكى تانى لماما اظن انتى فهمانى
نور وهى تبتلع ريقها : انا مقولتش حاجه انا بس ..
لكن لم يستمع اليها احمد بل تجاهلها وتركها مغادرا ليأخذ حماما ويقوم بتغير ملابسه قبل النوم ..
لم تمض دقائق حتى خرج من حمامه ليراها مغمضه العينين مغطاه بغطاء يغطيها بأكملها حيث لايظهر منها سوى وجهها ..لكن علم من انفاسها المتخبطه انها لم تنم بعد ..
ضحك بسخريه قائلا بصوت عال قاصدا ان يصل لمسامعها : وانتى فاكرانى يعنى حموت عليكى فمغطيه نفسك ..
فتحت عيناها ببطىء اثر سماعها لكلماته حيث وجدته قد استلقى على اريكته يتصفح هاتفه وهو يضع ساقا فوق الاخرى بينما احدى يديه وراء رأسه .. وقد القى بالغطاء الى الارض ..
ظلت تنظر اليه تتأمله فى نومته كأنها تراه للمره الاولى وترى جسده الرياضى المستلقى بارتياح بذلك الطول الذى يصل الى نهايه تلك الاريكه الكبيره وشعره الاسود اللامع والذى تناثرت فيه بعضا من الشعيرات البيضاء فزادته جمالا ووقار ... وذقنه تلك الخفيفه والتى تجذب اى فتاه اليه خاصه مع غمازتيه اللذان يظهران فى الغضب وبالطبع ايضا فى الضحكات التى لم تراها بعد .. مااجمل ضحكته .. لقد رأتها فى تلك الصور وهى تزين وجهه .. ااااه لو يبتسم فى وجهها ولو لمره واحده ...
سيطر عليها النوم رويدا رويدا وهى تنظر اليه حتى غفت بارتياح بدون خوف فهى لاول مره تشعر بالامان عند نومها ..
بينما ظل هو يتأفف فى نومته يشعر بالغيظ كلما سمع انفاسها المنتظمه وعلم بغفوتها ليتمتم بصوت واضح : طبعا تنام براحتها بيت ابوها اصله وانا صاحب البيت مش عارف اتنيل انام ..
ظل يتلوى على جنبيه يمينا ويسارا حتى نجح اخيرا فى النوم عند شروق الشمس من حسن حظه ان غدا هو الجمعه وبامكانه الاستيقاظ وقتما يشاء ..
استيقظت نور فى تمام العاشره بفعل اشعه الشمس التى داعبت وجهها متسلله من احدى فتحات الستائر .. فوضعت احدى ذراعيها على وجهها تحتمى منها من ذلك الشعاع القوى فابتعدت قليلا عن مرمى الشعاع حتى بدأت ترى بوضوح تلتفت حولها يمينا ويسارا حتى تذكرت اين هى وماحدث البارحه .. نظرت الى الاريكه التى استلقى عليها فوجدته لازال نائما .. فنهضت ببطىء شديد حتى لايعاودها الالم وتوجهت الى النافذه تحكم اغلاق الستائر حتى لا يستيقظ ومن ثم تناولت بعضا من الملابس المريحه سهله الارتداء فاختارت فستانا ابيض ذا اكمام طويله وتوجهت به الى الحمام ..
غادرت حمامها وتوجهت الى مائده الزينه تعدل من وضع ملابسها حيث وجدت الكثير من زجاجات العطور فاستخدمت احداهن قد اعجبها رائحته ثم قامت بتمشيط شعرها ورفعه للاعلى ..
كادت ان تغادر الغرفه عندما استوقفها صوته : ايه اللى انتى حاطاه ده
نور بذعر فقد باغتها حيث ظنت انه نائم : خضتنى .. ايه حاطه ايه
توجه احمد الى مائده الزينه ممسكا باحدى زجاجات العطور : انتى حطيتى من ده
نور : اه عادى
احمد وقد اطاح به فى الهواء فاصطدم باحدى الحوائط وتحطم : وانتى مين سمحلك تحطى منه .. مفيش حاجه هنا تحطى منها سامعه ولالا كل ده يترمى فى الزباله .. وقام بكسر الواحده تلو الاخرى وهو يصيح : سامعه سامعه ولا مش سامعه ردى عليا
وقفت هى امامه لاتقدر على النطق وهى تراه على ذلك النحو وقد احمر وجهه غضبا وبرزت عروقه حتى عينيه تجمعت الدماء فيها واقتربت للون الاحمر .. اتسعت عيناها وهو تراه يقترب منها ويحاول خلع فستانها قائلا : وده ميتلبسش وهو عليه الريحه دى ...اقلعى مش عاوز اشمها مش عاوز افتكر ..
مزق فستانها على جسدها وهو يحاول خلعه من عليها بينما هى تتمسك ببقايا الفستان كى تستر جسدها حتى فُتح الباب اخيرا وجاء من ينقذها من بين يديه ..
نجوى مهروله : فى ايه يابنى فى ايه يانور سيبها يااحمد سيبها
احمد بهياج : مش عاوز اشم الريحه دى تانى سامعين كل ده يترمى حد يجى ينضف الاوضه ويرمى كل ده مش عاوز اشم الريحه دى تانى ..
تركهم احمد مغادرا الغرفه بينما احتضنت نجوى نور تحاول تهدئتها : اهدى يانور قوليلى ايه اللى حصل
نور وهى تحاول مسح دموعها : معرفش انا لبست وكنت نازله وهو كان نايم لقيته نادانى وعمل كده وقعد يكسر فى ازايز البرفان .. معرفش حصل ايه والله ياطنط انا معملتش حاجه
نجوى وهى تحتضنها : طيب اهدى يانور معلش تعالى غيرى هدومك دى ونسيب الاوضه للداده تنضفها وتعالى معايا تحت .. غرام خايفه من ساعه ماسمعت صوت احمد وعماله تعيط .. تعالى طمنيها واحضنيها يلا قومى يابنتى ربنا يهديكى قومى ..
ذهب هو متوجها الى غرفه اخته هبه وصفق الباب ورائه بعنف يحاول طرد تلك الرائحه من انفه .. يحاول نسيانها .. فذلك العطر كان يملأ غرفتها فى ذلك اليوم المشؤوم عندما سمع كلماتها .. كان ذلك العطر يملأ جسدها وهى تحاول ان تحتضنه وهى تحاول ان تنفى التهمه عن نفسها وهى تحاول ان تستغفله للمره الالف ..
انه يكره كل عطورها التى كانت تستحوذ عليه بها .. تلك العطور الذى كان يضعف امامها فور اشتمامه لرائحتها على جسدها.. تلك العطور الكاذبه مثل صاحبتها .. انه يكره اى شيء يذكره بحماقته وغبائه واستغلالها له ..
يكره اى شيء يجعله يضعف امامها او يذكره بحبه لها انه يريد ان يحطم ذلك الحب بداخله كما حطم جميع تلك الزجاجات خاصتها ..

*************
احتضنت نور ابنتها بعدما قامت بتغير ملابسها والتوجه الى الاسفل حيث وجدتها فى احضان داده عفاف تقوم بتهدئتها وماان رات نور حتى ذهبت اليها مسرعه تختبىء فى احضانها ..
نور وهى تربت على رأسها : خلاص ياغرام بابا كان متنرفز شويه متخافيش
غرام بخوف : بابا حيزعقلى ياماما
نور : لا بابا بيحبك ومش حيزعقلك خالص
غرام رافعه راسها تنظر فى عينى والدتها : يعنى هو مش حيزعقلى تانى خالص
نور وهى تقوم بالعد على اصابع غرام : لاتانى ولا تالت ولا رابع
ارتفعت ضحكات غرام البريئه بفرح وهى فى احضان والدتها والتى توجهت بها الى احدى الارائك لتجلسها اعلى ساقيها ..
نور : ها قوليلى بقى مروحتيش النهارده المدرسه ليه
غرام : النهارده الجمعه ياماما
نور وهى تضرب راسها بيديها مصطنعه التفاجؤ : معقول النهارده الجمعه ده انا نسيت خالص .. ممم طيب بقى قوليلى يارومى انتى بتعملى ايه يوم الجمعه
غرام باستغراب : ايه رومى دى ياماما
نور : انتى ياحبيبتى امال انا كنت بدلعك بقولك ايه
غرام وهى تهز رأسها نفيا : مكنتيش بتدلعينى ياماما
نور : اخص عليا انا كنت وحشه اوى
غرام : لا انتى حلوة ياماما بس هو انتى متعوره فى صوتك
نور وهى تمسك حنجرتها محاوله التنحنح : لا مش متعوره بس صوتى تعبان شويه وحيخف
غرام : مممم ماشى هاتيلى كاك كاك بقى
نور باستغراب : كاك كاك !
نجوى : قصدها الكارتون اصلها متعوده تتفرج عليه على موبايلك
نور : بس انا معيش موبايل
نجوى : ازاى لا معاكى طبعا بس تلاقيه ضاع ساعه الحادثه ابقى اسألى احمد لو كده يجبلك واحد جديد
نور : يمكن ماشى حسأله
نجوى وهى تجتذب غرام من يديها : تعالى ياغرام بقى سيبى ماما تستريح شويه كده حتتعبيلها رجلها
نور : لا خليها عادى بجد مش تعبانه
نجوى : لا خلاص يلا عشان تجهز وتروح تمرين السباحه بتاعها الساعه ١٢
غرام باعتراض : لا مش عاوزه اروح عاوزه اقعد مع ماما
نور وهى تنظر الى ابنتها : خلاص روحى مع تيته دلوقتى واوعدك اول ماتيجى حنقضى اليوم كله مع بعض ونلعب ونعمل كل حاجه
غرام بفرحه : ونتفرج على كاك كاك
نور وهى تحتضنها ضاحكه : ونتفرج على كاك كاك كمان يلا بقى عشان متتأخريش
قبلتها غرام واتجهت مع جدتها الى الاعلى كى تقوم بتغير ملابسها ...
جلست نور وحيده فى غرفه المعيشه تحاول استيعاب ماحولها .. بين يوم وليله تشعر كأنها انسان جديد يبدأ حياه جديده .. حياه لاتعلم عنها شيئا مع منزل وزوج وابنه وعائله لايشكلون اى شيئا فى ذاكرتها لكنها يجب ان تتأقلم فهذا هو وضعها الجديد وقد اصبحت فردا من هذه العائله .. ومهما كانت أمنياتها فى الحياه فهى لن تكون بمثابه واقعها الذى تعيشه الان .. فهى متزوجه من رجل وسيم ثرى تشعر بانها احبته وستحبه دوما .. وابنه جميله رقيقه وحماه طيبه تعتنى بها ..
لم يكن باحلامها انها ستعيش تلك الحياه المترفه فى ذلك المنزل الجميل يحاوطها الجمال من جميع النواحى .. كانت ستصبح اكثر سعاده اذا عاملها احمد بلطف كأى زوج يحب زوجته .. هى لاتدرى مابه اتلك هى طباعه الاساسيه ام ان هناك مايزعجه .. منها هى بالاخص !!!
امال فين ماما وغرام .. استمعت الى تلك الكلمات بينما هى مستغرقه فى افكارها فالتفتت ورائها بذعر لتراه واقفا بالخلف يضع يداه فى جيبه ..
نور وهى توليه ظهرها : بيستعدوا عشان غرام تروح تدريب السباحه
اقترب احمد ليجلس بجوارها على الاريكه مع حفظ المسافات بينهم واضعا ساقا فوق الاخرى موجهها الى وجهها وهو يمسك ريموت التلفاز قائلا ببرود : وانتى منزلتيش معاهم ليه
نور بصوت خافت : حنزل ازاى وانا كده
احمد ببرود : متتقلقيش على جمالك
رمقته بنظره ناريه قبل ان يقول
احمد : فطرتى
نور بدون ان تنظر اليه : لا ومليش نفس
احمد ببرود : وانا مسألتكيش مفطرتيش ليه
نور بنظره ناريه : يعنى انت عاوز ايه دلوقتى
احمد بثقه : وحعوز ايه واحد وقاعد فى بيته على كنبته فيها مشكله
نور بتأفف : لا مفيش
أحمد : طيب كويس انه مفيش عشان مبحبش الجدال
نور بتساؤل : انت ده العادى بتاعك
احمد بغير اهتمام : العادى اللى هو ازاى يعنى
نور : العادى انك قليل الذوق كده
احمد : وايه اللى فيه قله ذوق فى كلامى
نور : على الاقل كنت اعتذر عن اللى عملته فوق
احمد بضحكه ساخره : اعتذر مره واحده
نور بتهكم : ايه مبتعرفش تعتذر مبتعرفش تقول اسف
احمد وهو ينظر فى عينيها بقسوه : اسف دى مش انا اللى اقولها
لم تفهم المغزى من كلماته ولكنها تمتمت بخفوت : مغرور
احمد : سمعتك على فكره وحعديها بمزاجى
نور : انت عاوز ايه بقى
احمد : وحعوز منك ايه وجودك زى عدمه
نور : على فكره انت مش قليل الذوق بس انت وقح كمان ..سيبالك الدنيا وطالعه اوضتى .. كادت ان تغادر لولا تذكرها موضوع الهاتف ..
نور : هو فين موبايلى
احمد وكانما لدغه عقرب : موبايل ايه
نور : الموبايل بتاعى مش انا عندى موبايل
احمد بسخريه : وانتى محتاجاه فى ايه ياسيده الاعمال المهمه
نور : وانت بتتريق ليه دلوقتى
احمد بسخريه وضحكه صفراء : لا بسأل عاوزاه فى ايه وحشك الانستجرام بتاعك
نور : انستجرام
احمد بنفس الضحكه الصفراء : ايه متعرفهوش ده كمان
نور : والله حاجه متخصكش انا عاوزة موبايلى
احمد ببرود : طيب حبقى اجيبلك
نور : ايه تبقى تجيبلى دى هو انا بشحت منك ..القديم بتاعى راح فين
احمد بنفس بروده : راح فى ستين داهيه تحبى تحصليه
نور وقد اتسعت عيناها : انت ايه اللى بتقوله ده انت عاوزنى اروح فى ستين داهيه انت ازاى بتقولى كده
تجاهل احمد كلماتها وظل يقلب فى قنوات التلفاز ببرود حتى هتفت هى وقد وقفت امامه : مادام عاوزنى اروح فى ستين داهيه مسبتنيش اموت فى الحادثه ليه .. مسبتنيش مرميه فى المستشفى ليه واهو مكنتش حعرف اجى هنا وابقى فى وشك وكنت حروح فى اى داهيه بجد .. جبتنى ليه ها رد عليا .. عملتلى عمليات تجميل وكلفت نفسك ليه ها .. جايبنى عشان تشفى غليلك منى
احمد وقد ضاقت عيناه بتساؤل : اشفى غليلى
نور : اه الواضح انك انسان معقد عندك شويه كلاكيع كده مش عارف تطلعها على مين قلت بقى تتسلى عليا
احمد ضاحكا بسخريه : هههه انتى
نور وهى تقترب منه اكثر قائله بخفوت : اه انا .. هو مش المفروض بردو ان انا مراتك اللى انت بتساعدنى ان الذاكره ترجعلى ولاااا انت نسيت كلامك فى المستشفى !! تحب افكرك ..
تركته مغادره بينما ظل هو محملقا فى الفراغ يتذكر كلماته اليها بعدما رأت وجهها فى المرآه لاول مره بعد الحادث ..

مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن