الفصل الثامن والعشرون

3.7K 169 13
                                    

فى احدى المستشفيات الكبرى وامام غرفه الطوارىء وقف كلاً من احمد واخته وزوجته ونبيل فى انتظار خروج الطبيب لطمأنتهم على حاله نجوى .. لم يصدق احمد ماسمعه من نبيل عندما حدثه وهما لازالا فى قسم البوليس ليبلغه بانهم فى طريقهم لنقل والدته الى المشفى فهرول مسرعا هو ومالكته اليهم ..
لم يقف احمد لمده دقيقه واحده فى مكان واحد من شده توتره .. فقدميه لا يقدران على حمله ... يشعر بأن جميع مابداخله يرتعش ..
بينما اخته هبه لم تكف عن البكاء منذ ان قدما الى المشفى .. تقف متحجره امام غرفه الطوارىء فى انتظار خروج الطبيب ..
حاولت مالكه التخفيف عنها واحتضانها علها تهدىء قليلا لكن لا حياه لمن تنادى فهى لم تهدىء بل زاد بكاؤها فور احتضان مالكه لها ..
اما نبيل فقد كان قلبه يُعتصر بشده على بكاء حبيبته وود لو انه هو من يحتضنها الآن عله يستطيع ان يخفف عنها آوجاعها .. ود لو ان مابها يُنقل اليه هو ولا يراها على تلك الحاله ..
قال نبيل محاولا طمأنتها : متقلقيش ياهبه الحمد لله اننا جينا فى الوقت المناسب .. واحنا بننقلها كان لسه فيها نبض وبتتنفس ..
كفت هبه عن البكاء وكأنها وجدت طوق النجاه قائله : بجد يانبيل يعنى كانت لسه بتتنفس صح .. ماما عايشه مراحتش مننا ..
وضعت مالكه اصابعها على فم هبه توقفها عن الحديث قائله : بعد الشر عليها ياهبه ان شاء الله طنط بخير والدكتور دلوقتى حيطلع عشان يطمنا ..
قالت جملتها الاخيره تلك وهى تنظر الى احمد محاوله طمأنته هو الآخر بعد ان ثبت نظراته عليها وكأنه يستمد قوته منها ومن كلماتها ..
اطالت النظر الى عينيه الواهنتين المنكسرتين من شده فزعهما وخوفه على والدته لكنها ابتسمت له مشجعه فبادلها ابتسامتها بأخرى ضعيفه مرتعشه ..
فى تلك اللحظه اقترب نبيل من هبه يحتضن كفها الصغير بين يديه .. فانتهزت مالكه الفرصه واسرعت الى زوجها تحتضنه بكل مااوتيت من قوه ..
لم تعلم هى كم احتاج احمد الى تلك الاخضان الآن فى هذه اللحظه والتى يشعر فيها بأنه فى غايه الضعف مثل ورقه فى مهب الريح ..
احتضنته هامسه : متخافش طنط حتبقى كويسه .. طنط قويه زيك وهتعدى منها وهترجعلنا بالسلامه ..
اغمض عينيه بقوه فى تلك اللحظه داعياً الله بقلبه بل بكل حواسه بأن يحفظ له امه من كل شر ويردها لهم سالمه معافاه ..
فى تلك اللحظه فُتح باب الطوارىء ليظهر الطبيب مطمئنا : اطمنوا ياجماعه كانت اغماءه بسبب هبوط فى الدوره الدمويه .. الحمد لله انكوا جبتوها على هنا على طول ..
توجهوا اليه ملتفين حوله جميعا خاصه هبه التى ودت رؤيه والدتها بشده ..
الطبيب : مش حينفع دلوقتى خالص هى محتاجه راحه تامه غير المحاليل المتعلقه ..
احمد بجزع : يعنى هى فاقت خلاص يادكتور ..
الطبيب وهو يهم بالمغادره : فاقت وفتحت عنيها واتكلمت كمان بس الادويه والمحاليل فيها مهدئات شويه وحتتنقل اوضه عاديه تقدروا تشوفوها ..
احمد : طب تقدر تروح البيت امتى
الطبيب : بكره او بعده بالكتير تقدروا تجيبولها ملابسها الخاصه استعدادا للخروج فى اى لحظه
مالكه : طب مش هى كويسه ليه متخرجش النهارده
الطبيب : بنظبطلها الضغط ونسب السكر فى الدم متنسيش ان سنها كبير وجسمها ضعيف
كاد قلب احمد يخرج من مكمنه وهو يصافح الطبيب بحراره قائلا : شكرا .. شكرا جدا يادكتور
ابتهج وجه احمد من جديد وابتسم بسعاده واضحه حتى برزت غمازتيه بقوه ونظر الى مالكه التى كانت تتطلع به بهيام قائله : مش قلتلك
بينما نبيل انتهز فرصه انشغال احمد بمحادثه الطبيب واخذ هبه فى احضانه بقوه يطمأنها وهو يقبلها من رأسها .. ابتسمت هى بدورها ومسحت دمعاتها وهى تحمد الله على رجوع والدتها اليها ..
لم تمض عده ساعات حتى كان الجميع يلتفون حول فراش نجوى التى نُقلت الى غرفه اخرى ..
اقتربت منها هبه وقبلتها فى جبينها قائله : حمد الله على سلامتك ياماما خوفتينى عليكى
نجوى بضعف : الله يسلمك يابنتى
بينما احمد جلس بجوارها من الجهه الاخرى وهو يقبل يدها قائلا : بقى كده ياست الكل تعملى فينا كده
نجوى : معلش يااحمد مكنش بايدى انا مره واحده لقيتنى مش قادره اصلب طولى وراسى بتلف وروحى كانها بتتسحب منى
مالكه بحب : بعد الشر عليكى ياطنط ده اكيد لانك مكلتيش حاجه من امبارح
نجوى دون ان تنظر لها : يمكن
هنأها نبيل بدوره على سلامتها وانسحب الى الخارج عقب رؤيته لرقم هام يهاتفه ..
احمد : طيب محتاجه ايه ياماما من البيت اجبهولك
نجوى : ولا حاجه يااحمد مش عاوزه غير انك تبقى جمبى انت واختك
احمد : طب قولى بس .. كده كده الدكتور قال نجيبلك شويه هدوم احتمال تخرجى بكره
مالكه : خليك انت يااحمد انا حروح اجيب كل حاجه
احمد : مانا بردو حاجى معاكى انتى مبتعرفيش تس.. وقى..
تدارك احمد خطأه عندما غمزت له مالكه فاكمل هو .. اقصد مبتعرفيش تسوقى فى الضلمه يعنى
مالكه : حتصرف اخد تاكسى الساعه لسه مدخلتش ٨
احمد : لا لا استنى انا جاى معاكى
تشبثت نجوى بذراع ابنها رافضه مغادرته الا انه قبلها من كفيها وغادر الغرفه مع مالكه لكنه اصطدم بنبيل فى طريقه الى الخارج ..
احمد : نبيل انت واقف هنا ليه ماتدخل
نبيل بتلعثم : لا ابدا اصل .. جاتلى مكالمه كنت برد عليها
احمد : طيب ادخل مع ماما وهبه بقى شوف لو احتاجوا حاجه وانا ومالكه حنروح البيت اجيب لماما شويه هدوم وحاجات خاصه بيها ..
مالكه برجاء : خليك يااحمد طنط الظاهر عاوزاك خليك جمبها ..
احمد بصوت خفيض : ماهو انا مش حسيبك تتبهدلى فى التكسيات كده ..
نبيل : خلاص انا حوصلها واجيبها يااحمد متقلقش
احمد بقلق : مش عاوز اتعبك
نبيل مؤكدا : لاتعب ولا حاجه خليك انت بس جمب والدتك اكيد حتحاجك اكتر وحتبقى محرجه منى ..
اقتنع احمد بكلماته الى حد ما فوافق على مرافقه نبيل لزوجته ..

مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن