الفصل الثانى والعشرون

3.7K 164 9
                                    

ايه اللى عاوزه تعرفيه بالظبط ..
تفوهت مالكه بتلك الكلمات وهى تجلس بجوار هبه فى الحديقه بعد مغادره خالد .. قالتها وهى تنظر اليها بتحد وشموخ ..
لكن هبه اجابتها بسخريه: يااااه عندك الجرأه للدرجادى انك تقوليلى اللى بينك وبينه ومش همك حاجه
نظرت مالكه الى اظافرها بلامبالاه قبل ان تجيبها : وانتى مالك
هبه باستغراب : ايه
وجهت اليها مالكه نظراتها الغير مباليه مؤكده : بقولك وانتى مالك ايه علاقتك انتى باللى بينى وبينه
شملتها هبه بنظره محذره قبل ان تقول : بقى كده الظاهر انه مبقاش يفرق معاكى
مالكه ببرود : اه كده واللى عندك اعمليه
ملأ التهديد نبرتها وهى تجيبها : تمام بس المرادى مش انا اللى حعمل .. احمد بقى هو اللى يبقى يعمل اما يعرف
اضافت نور ابتسامه عريضه الى كلماتها الواثقه وهى تنظر خلف هبه قائله : اهو احمد جه تقدرى تقوليله اللى انتى عاوزاه ..
التفتت هبه ورائها لتجد بالفعل احمد يتقدم اليهم حاملا ابنته غرام فغادرتها مالكه مسرعه تقترب من احمد بلهفه واضحه وهى تقول : مالها حصلها ايه هى تعبانه
احمد مطمئنا : لا اطمنى هى نايمه بس
مالكه : طب جبتها ليه من المدرسه هم كلموك قولى حصلها ايه .. هى تعبت فى المدرسه ..
هز احمد رأسه نافيا : مفيش حاجه .. انا حطلعها اوضتها
وضعت مالكه يدها اعلى جبين غرام تتفحص حرارتها قبل ان تجيبه : وانا كمان حطلع معاك ..
راقه لهفتها تلك وظل يتأملها وهى تتفحص حراره غرام بعيون قلقه ووجه شاحب ..لكنه تذكر هبه الجالسه فى الحديقه والتى تأملتهم من بعيد فارتفع صوته متسائلا : هبه ايه اللى رجعك بدرى من الشركه فى حاجه حصلت
اجابته هبه على مضض قبل ان تُشيح بوجهها عنهم : متقلقش كل حاجه كويسه
نظرت اليها مالكه بانتصار وهى تغادر بصحبه احمد بينما رمقتها الاولى بنظره حارقه بعد ان اقسمت ان تصل الى الحقيقه وتصارح اخاها بكل ماتعرفه لتهد المعبد فوق رأس تلك المغروره ..

وضع احمد صغيرته فى فراشها ببطىء والقى نظره على مالكته وهة تقوم بتدثيرها جيدا ثم تُقبلها من جبينها قبل ان تصطحبه من يده الى الخارج ..
وقفا بجانب غرفه الصغيره يتهامسان دون ان يتجها الى غرفتيهما لتقول مالكه بهمس : انت راجع الشركه تانى
نظر احمد فى ساعته التى جاوزت الحاديه عشر قبل ان يجيبها : اه لسه ورايا شغل
امسكت مالكه بيده قائله : كنت عاوزاك
احمد بصوت خفيض : طيب ححاول ارجع بدرى النهارده
شددت مالكه من امساكها بيده وكأنها تشد من ازرها هى وتستمد قوتها منه ونظرت فى عينيه برجاء قائله : لازم نتكلم ضرورى ارجوك متتأخرش
على غير عادته احكم احمد كفيه على يديها الصغيرتين وهو يحرك اصابعه على ظهر يديها بنعومه مستمرا بالنظر فى عينيها قائلا : اكيد حنتكلم النهارده متقلقيش
لم يترك يدها بل ظل ناظرا فى عينيها دون ان يتحدث .. وهى الاخرى تسمرت فى مكانها تتأمل تلك اللمعه فى عينيه وكأنه يحاول اخبارها بما فى قلبه ..
لكن انتبها على صوت خطوات نجوى تصعد الى الاعلى فابتعد عنها تلقائيا عند اقتراب والدته التى تغيرت معالم وجهها فور رؤيته فى المنزل بهذا الوقت الباكر وقالت بفزع : احمد انت جيت بدرى ليه مالك ياحبيبى حاسس بحاجه تعبان
احمد نافيا : لا ابدا انا جبت غرام بدرى النهارده وكنت راجع تانى الشغل..
نجوى : مالها غرام
احمد : مفيش ياماما اطمنى هى بس مكانتش عجبانى النهارده وحستها تعبانه شويه قبل ماتروح المدرسه فقولت اجيبها بدرى ..
نظرت له نجوى بحُب قبل ان تقول : ربنا يخليهالك ياحبيبى
نظر احمد الى مالكه مضيفا بحُب : ربنا يخليهالنا كلنا ياماما
توجهت نجوى الى غرفتها بعد ان نظرت الى مالكه نظره طويله بلا اى معالم ثم قالت : يارب يابنى .. انا حدخل اوضتى اغير هدومى
استغربت مالكه من عدم القاء نجوى التحيه عليها فتبادر الى ذهنها ان تكون هبه قد اخبرتها بأمر خالد ..
نظر اليها احمد بقلق وهو يراها لازالت تنظر فى اثر والدته حتى بعد ان اغلقت الباب واختفت بالداخل..
افاقت من تفكيرها على صوت احمد : مالك فى ايه
مالكه : مفيش .. حستناك النهارده على الغدا
امسك يديها من جديد واقترب منها هامسا : واحتمال قبل الغدا كمان عشان انا اللى عاوز اقولك كلام مهم جدا جدا جدا...
فى تلك اللحظه تحديدا مع اقترابه منها بذلك الشكل بالاضافه الى انحناءه بسيطه منه.. اصبح وجهه فى مستوى وجهها .. لم تتحرك هى بينما هو اقترب اكثر حتى تلامست شفتاهم ! تلامست !! .. من الممكن ان يكون هذا مجرد تلامس عفوى غير مقصود .. نعم نعم اكيد هو غير مقصود ..
لكنهم اطالا التلامس فهذه اشبه بقُبله !! وايضا لِما لم يبدو على احدهما اى اعتراض او تردد او حتى خجل بل بالعكس تكسو عينيهما نظرات الرضا والاطمئنان !!
علاقتهم تبدو مُتغيره مئه وثمانون درجه !! فأصبحت علاقه يشوبها النظرات والهمسات واللمسات فجأه وبدون اى مقدمات !!
لكن من قال انه ليس هناك اى مقدمات .. فلا احد يعلم ماحدث طوال تلك الايام و الليال السابقه لهذه اللحظه !!
لنستعيد ماغاب عنكم فى الفتره التى تلت مساعده احمد لمالكه فى وضع مرهم الحروق !! نعم ذلك اليوم الذى باح بما داخله لصديق عمره نبيل ..
والذى قرر فيه ايضا اخراج كل مابجعبته لزوجته حتى يُزيح ما يعلو كاهله من اثقال واسرار يعلمها هو فقط !
زوجته !! مالكه ليست بزوجته .. اه نعم نعم هو لايعلم انها مالكه ..
ومن قال انه لايعلم انها مالكه !!

مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن