الفصل السادس والعشرون

4.1K 223 38
                                    

انكمشت مالكه فى احضان زوجها تلك الليله فعلى غير العاده كان هو من يداعب شعيراتها بخفه حتى تستطيع النوم بينما هو لم يغمض له جفن ..
مااكثر الاحداث فى ذلك اليوم الطويل من يصدق ان عده ساعات ستقلب حياتهم بتلك الطريقه .. كاد ان ينتهى اليوم بسلام لولا محاوله عمر تلك لقتل نور او مالكه اخته !! تُرى هل علِم عمر هويتها !! ام انه فقط فر فور سماع اصواتهم تقترب !!
ثم من تلك التى ساعدته فى الدخول .. لا يوجد سوى والدته واخته وداده عفاف .. هل من الممكن ان تكون هى !! لكنها معهم منذ سنوات ولم يصدر منها اى مؤشر لاستعدادها للخيانه على ذلك النحو ..
من الممكن ان تكون هبه فهى لا ترتاح كثيرا بوجود مالكه .. او نور كما تظنها .. لكن لا لن يصل بها الامر الى التواطىء مع عمر ..
احس احمد بالصداع يغزو رأسه من كثره التفكير فمد يده لتناول اسبرين مهدىء بجواره على الكمود عندما وقعت عيناه على هاتفه..
تسمرت نظراته لعده لحظات على ذلك الهاتف والذى نسى امره تماما . وغاب عن تفكيره تلك الرساله الخاصه بمعمل التحاليل .. التقط هاتفه باصابع مرتعشه ليقوم بفتح الرساله ويقرأ النتيجه بعد ان اغمض عينيه بقوه متمنياً من الله الا يخذله .. بالفعل لم يخذله ربه فقد كانت النتيجه ..
تطابق بنسبه كبيره .. فغرام هى ابنته ..
اعاد قراءه الرساله عده مرات وفى كل مره تزداد ابتسامته اشراقاً ويُضىء وجهه بسعاده .. ياالله واخيرااااا .. غرام ابنته من صلبه .. فلتذهب كل الشكوك والحسابات الى الجحيم فلقد اضاع عده اشهر من عمره فى قلق وتوتر حيث سمح للقسوه تنمو بداخله وتتغلغل الى جانب احساس الكره والحقد الذى بدأ هو ايضاً بالسيطره على قلبه.. وكل ذلك من اجل بضع شكوك كادت ان تُضيع ابنته من بيد يديه ..
قبل رأس زوجته الغافيه بحُب قبله طويله ثابته يشكرها على وجودها بجواره فهى من اصرت عليه بعمل التحاليل ومواجهه ما مايخشاه ..
حمداً لله على كل مايحدث فقد بدأ يشعر بأنه يستعيد آدميته وحياته من جديد .. هو الآن اقوى من قبل ويستطيع مواجهه اى تحدى يقابله ويقضى على اى شخص يحاول تشتيت اسرته الصغيره ..
حسناً من الغد سيُخبر لوالدته واخته على حقيقه مالكه وان نور قد توفت فى الحادث ..
نعم وايضا سيُعيد مالكه الى وجهها الحقيقى إذا ارادت .. هو لايعلم بماذا سيُخبر غرام لكنه متأكد بأن مالكه ستساعده على مواجهه ابنته وتخطى الامر بسلام ..
هو يُحب عائلته ولا يُريد سوى لم شملها و الحفاظ عليهم بين احضانه ..
ابتسم بأمل وهو يُغلق عينيه لينام قليلا قبل الذهاب الى قسم البوليس غداً..

*************
زرع عمر غرفته مجيئا وذِهابا لايُصدق مايحدث .. فتلك ليست نور .. نعم ذلك هو وجهها وتلك هى هيئتها لكنها ليست هى .. لكن لمِا يتردد على خاطره اخته مالكه ..
حسنا عينيها تشبه عينى اخته الى حد كبير وايضاً صوتها لكن ماعلاقه مالكه بهم من الاساس .. وماالذى اوصلها الى هناك .. وكيف لاتعرف نجوى انها نور !!
هو ايضاً كان سيحسبها نور لولا رغم تغير صوتها لكن عند اصطدام عينيه بعينيها خفق قلبه بسرعه .. فهو يحفظ جيداً نظرات اخته خاصه عندما تكون مرتعبه ..
ااااااه يكاد عقله ان يُجن .. فهو لا يفهم ماذا يحدث .. حسناً سيذهب غداً الى ذلك المتجر عله يستطيع ان يصل الى شىء ..
لكن المراقبه .. المكان هناك مراقبه ومخبرين فى كل مكان ومن الممكن ان يتم القبض عليه .. لا يُهم .. لا يُهم اى شىء سوى ان يعرف الحقيقه ..
قطع تفكيره ارتفاع رنين هاتفه ..انها هى .. نجوى ..
اراد ان يتجاهلها لكن الحاحها فى الاتصال جعله يُجيبها بتأفف ..
عمر : ايوه
نجوى بغضب مكتوم : ايه ياغبى اللى انت عملته ده
عمر بصوت عالى نوعا ما : مااتفقناش على البوليس
نجوى : ماانت اللى قعدت تتملكع مخلصتش ليه
كاد عمر ان يُخبرها بانها ليست نور لكنه فضل الصمت ..
نجوى بصوت اعلى : ماتنطق ..ساكت ليه عموما الكلام خلاص ملوش فايده .. انت ضيعت فرصه مش حنعرف نكررها تانى
عمر بنفاذ صبر : يعنى كنتى عاوزانى اعمل ايه .. استنى لحد مايتقبض عليا
نجوى : خلاص خلاص حنوقف شويه لحد ماالدنيا تهدى المهم تفضل فى مكانك متتحركش ومتنزلش من البيت .. البوليس حطك فى دماغه .. شكلى حنفذ انا عشان اخلص
عمر بلهفه : لا
نجوى باستغراب : لا ليه ان شاء الله
اصنع عمر الكراهيه وهو يقول : عاوز اخلص عليا بايديا
نجوى : انا لو اعتمدت عليك مش حخلص
عمر : بتكرهيها للدرجادى
نجوى : زى ماانت بتكرهها بالظبط .. مش انت لوحدك اللى اتذيت منها .. زى ماضاعت منك سنين عمرى انا كمان ضاع منى اغلى من كده ..
عمر : طب هى ..
اغلقت نجوى الهاتف فى وجهه دون اى مقدمات ..
هى لم تُخبره بان نور هى من قتلت معتز .. لم تُعطه الامل لاثبات برائته حتى يُصبح طوع بنانها وهو يرى انها هى طوق نجاته الوحيد ..
هو يعتقد انه القاتل وهى رسخت فيه تلك الفكره بانه ضحى من اجل حُبه لنور التى دفعته الى ذلك دون ان يشعر هو لتنعم هى بحياتها بعد ان تتخلص منه ومن معتز بضربه واحده ..
فذلك ماقرأته فى تلك المذكرات..مذكرات نور التى وجدتها قبل الحادث بعده اشهر عندما دخلت الى غرفتها تبحث عن بعض الملابس الشتويه لغرام والتى تحتفظ بهم نور فى جزء من دولاب ملابسها ..
اخذت تبحث بين الملابس عندما اصدمت يداها بمجلد انيق .. اعتقدت فى البدايه انه البوم للصور ..
فتحته لتتصفحه وهى تبتسم فبالتأكيد تلك صور غرام .. لكن انكمشت ابتسامتها عندما وجدت الكلمات تملؤه وليس الصور كما اعتقدت .. تلاشت ابتسامتها تدريجيا وهى تقرأ تلك السطور الاولى ..
(انا قتلت معتز .. ايوه انا اللى قتلته مش عمر .. انا روحتله وكان لسه عايش وعاوزنى أساعده بس انا دخلت السكينه اكتر وقتلته .. لحد دلوقتى مش قادره انسى نظره عنيه وهو بيستنجد بيا عينيه اللى على طول كان بيملاها الشر والتهديد .. عينيه اللى كنت بخاف منها .. لاول مره اشوفه بيستعطفنى بيها وهو مستعد يبوس رجلى عشان انقذه بس انا مكنش قدامى حل غير انى اقتله ايوه انا اللى قتلته عشان احمد ميعرفش اللى بينى وبينه ..
حبيت احمد وكنت عاوزه اكمل معاه بس معتز كان بيهددنى على طول ..
مش قادره اخلص من الكوابيس اللى ملت حياتى مره اشوف معتز عاوز يقتلنى ومره اشوف عمر جاى ينتقم منى ..
منكرش انى اديت عمر الامل انى ممكن احبه بس مقلتلهوش يتفق مع معتز .. وبعدين هو كمان كان رايح يقتله وهو اللى ضربه بالسكينه الاول الفرق انى دخلت السكينه اكتر .. انا عاوزه ارتاح من عذاب ضميرى ده ..
ساعات ببقى عاوزه اقول لاى حد عشان ارتاح بس برجع اسكت حتى الدكتور لما ملقاش منى فايده انى احكى قالى اكتب يمكن ارتاح .. وياريت ارتاح )
ابتلعت نجوى ريقها وهى لا تصدق ماتقرأه .. غادرت الغرفه واخذت تلك المذكرات بيد مرتعشه الى غرفتها كى تقرأها الى آخرها ...
اكملت تصفح الورقات التاليه لتجد ان نور هى سبب ما يحدث لها من اضطرابات وتعب فهى تضع لها دواء غير ملائم لحالتها كى تزيدها سوءاً .. فقد كانت تُخطط للتخلص منها ..
لكن هبه نجت من براثنها عندما سافرت رغم انها هى الأخرى كانت السبب فى سفرها فقد تعمدت ان تذكر معتز كثيرا امامها وايضا صديقتها نسرين التى خانت صداقتها .. حتى شعرت هبه بانها يملؤها الفشل فلا احد يُحبها لاجلها هى ..
حمداً لله انها سافرت ولولا ذلك من يعلم ماذا كانت ستفعل بها تلك الحرباء ..
اغلقت نجوى المذكرات لاتقدر على اكمالها .. مذهوله مصدومه لاتُصدق ان نور من اعتبرتها كأبنتها قامت بكل ذلك وكانت تخطط للتخلص منهم جميعا .. ذلك بعد ان فتحت لها ابواب منزلها وتركتها تتعامل وكأنها هى سيده المنزل الآمره والناهيه ..
تركت لها ابنها الوحيد احمد ظانه انها تحبه وستعمل على اسعاده لكنها لم تُرد سوى امواله فقط ..
خفق قلب نجوى بعنف عندما قفز الى ذهنها ذلك السؤال .. ماذا لو علم احمد بشأن ذلك .. ماذا لو رأى تلك المذكرات وقرأها ! تلك المره لن تعلم ماذا سيحدث له .. لكن هل وضعت له شيئا هو الآخر للتخلص منه !!
هبت نجوى واقفه من مكانها وهى تتصور فقدانها لاحمد يوم معرفته بحقيقه زوجته .. لكن لا هى لن تسمح لها بتدمير ابنها .. تلك المره هى من يجب ان تُدمَر وتحصد مازرعت .. تلك المره الضربه ستكون من نصيب نور .. فهى من يجب ان يغادر الى الابد ..
التمعت عينى نجوى بالشر عندما تذكرت ماقرأته فى تلك المذكرات لاول مره والتى عكفت على قراءته كل يوم حتى لا تضعف ولا تتراجع عما انتوت فعله .. توجهت نجوى الى دولابها حيث الصندوق الخشبى الذى تضع به مذكرات نور .. اخرجته ببطىء وفتحته ليظهر لها ذلك المجلد بنفس بريقه الاول الذى جذبها اليه ..
فتحت المجلد من الجهه الاخرى .. تلك الجهه التى بدأت هى فيها كتابه مذكراتها عندما قررت الانتقام من نور ..
وكأنه مجلد الشر .. يلجأ اليه كل من اراد الاعتراف بجريمته وامل التحرر من ذنبه ..
برز فى مجلد الشر ذلك اولى كلمات نجوى وهى تشرح خطتها التى بدأتها للتخلص من نور تدريجياً ولعده شهور حتى يوم الحادث !!

مالكة الفؤاد (نور على باب الفؤاد ٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن