سبحان الله و الحمد لله و لا إله الا الله.
_____________________________________
هذه ليست بداية لرواية ما.هذا ليس حتى مشهدا من مشاهدها الوردية.
ما يحدث الآن هو وبكل بساطة استمرارية لحياة أجبرت عليها امرأة صدقت بلحظة من حياتها الأساطير و قصص الأزهار... إمرأة صدقت الحب.
لو كانت حياة هبة حكاية من الحكايات الرومانسية التي نقرأها ليلا عند وحدتنا.
عند وحشتنا.
لكانت انتهت منذ زمن بعيد و بمشهد واحد ووحيد. ذلك المشهد المأساوي الذي أنهى جميع الأساطير بقلوب الآملين والعاشقين.
لكانت انتهت بتلك "اللحظة" المروعة التي سقط فيها القناع و ظهر فيها زيف الحقيقة.
نعم.
لقد انتهت قصة حب هبة منذ زمن بعيد، لكن حياتها التعيسة لا تزال مستمرة إلى اليوم... إلى الآن.
تنهدت بتعب و هي تنظر للساعة الألماسية التي تحيط بمعصمها الرقيق، تشير عقاربها الذهبية للحادية عشر مساءا، يوم آخر من حياتها قد مضى، بنفس البطئ، بنفس الطريقة و بالتفكير بنفس الشيئ "الهروب" الإبتعاد عن كل شيئ وعن كل شخص.
لمكان لن يجدها أحد فيه.
لمكان لن يعرفها أحد فيه.
رمت نظرتها الكستنائية للأشخاص المحيطين بها، للمكان المليء برجال و نساء لم تلتقي بهم يوما و الذين رغم ذلك كانوا مألوفين... أوجه متشابهة، أحاديث فارغة، مواضيع متكررة.
هنا وسط هذه الجموع لا تستطيع التحدث ازهارا، لا تستطيع إيجاد جريدة كيفما كانت لتغرق حروفها فيها، لا يوجد شيء من كل ما تحبه هنا.
كانت تبدو كزهرة بنفسج تائهة وسط باقة من أزهار البانسية، باقة جميلة، مبهرة، أرجوانية اللون.... باقة خاطئة ! و قد يتساءل الكثيرون من غير المهتمين بعالم الأزهار عن سبب هذا التشبيه بل و أين يكمن الخطأ ؟
الجواب موجود بالباقة.
الجواب موجود بالزهرة.
الجواب موجود دائما بالباقة و الزهرة.
و قد أتى الجواب هاته المرة لكون التقاء هاتين الزهرتين مستحيلا، فإحداهما محبة للشتاء القارس و الأخرى لا تزهر إلا بالصيف الحار، اي… ما إن تزهر إحداهما حتى تموت الأخرى.
أنت تقرأ
طريق الانتقام ( الجزء الأول )
Romance] ملاحظة : السرد قديم يحتاج تعديلا [ وسيم، غني، غامض و فوق كل هذا. بارد. بارد لدرجة تجعله يجمد قلب اي كائن... هارون كان له هدف واحد بهاته الحياة التعيسة، تدمير الشخص الذي دمر له حياته بأبشع الطرق. خطته كانت مثالية و محكمة. خطط الرجل لكل شيئ و توقع...