اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء.
_______________________________كان أنيس حائرا بالجهة الأخرى من المكتب.
لا يعرف الرجل ما سيقوله ولا ما سيفعله؟ والسبب؟ كانت حالة صديقه لا تبشر بخير على الاطلاق، بدا كما لو انه يخطط لعملية قتل فورية.
كسر الرجل التلفاز بطريقة وحشية بيدين عاريتين، وها هو ذا الآن جريح اليد وجريح القلب.
تنهد انيس...
كم كان الرجل يريد أن يقول لهارون : " ألم أنصحك بأن لا تنغمس كثيرا في دور المنقذ ؟ ألم أخبرك بأنك تضيع طريقك في هاته الحرب وتنسى بأي صف أنت؟ ألم أقل لك أن تلك النيران التي تشعلها ستحرقك إن استمريت باللعب بها؟ أنك مهما حاربت الحب الذي تحمله بقلبك لتلك المرأة ستفشل؟ ومهما هربت من حقيقتك ستجدك؟"
لكنه لم يستطع أن يقولشيئا من كل هذا. لا يستطيع، لأن هارون كان منتهيا كما لو انه قد خسر كل شيئ ، تعيسا وكأنه لم يفز بأي شيئ.
تقدم أنيس نحو صديقه أخيرا، ثم تجمد بمكانه حين فتح باب المكتب بقوة تكاد تكسره.
ظن هارون بأنه سيكون أمين مرة أخرى،.لكنه لم يكن هو.
بل مهدي.
ذلك الرجل الهادئ بعادته كان غاضبا لدرجة الجنون بتلك اللحظة، وما إن دخل المكتب حتى إتجه نحو هارون ليوقع عليه لكمته.
- يالك من حقير ! قال مهدي وهو ويحاول التحرر من أنيس الذي قد دخل فجأة بينهما.
والله أن أنيس قد أصبح يفكر وبجدية بأخذ دروس قتالية، فأن يكون المرء صديق هارون ليس بالأمر الهين أو السهل، يجمع الرجل الاعداء كما يجمع العداءون الميداليات الذهبية. بالكاد يتعافى أنيس من شجار هارون وأمين.
آه أمين !
لن يتأخر ذلك الرجل عن المجيئ، مجددا. بعدما نشرت صور هبة وهي بتلك الحالة بكل مكان.
آه يا هارون ! مالذي سيفعله أنيس بك الآن؟ ممن سينقذك؟ وممن سينقذ نفسه؟
- أتركني يا قليل التربية ! أترك ! صرخ مهدي كالمجنون.
- اتركه لنرى ما لديه. رمى هارون ببروده المعتاد.
- هارون... حاول أنيس تهدئة الوسط،.لكن الرجلان كانا غاضبين ومصرين للقتال. بدا لأنيس كما لو ان هارون كان يبحث عن سبب ما ليفرغ غضبه ووجده بوجه مهدي الثائر.
أنت تقرأ
طريق الانتقام ( الجزء الأول )
Romance] ملاحظة : السرد قديم يحتاج تعديلا [ وسيم، غني، غامض و فوق كل هذا. بارد. بارد لدرجة تجعله يجمد قلب اي كائن... هارون كان له هدف واحد بهاته الحياة التعيسة، تدمير الشخص الذي دمر له حياته بأبشع الطرق. خطته كانت مثالية و محكمة. خطط الرجل لكل شيئ و توقع...