7_هاته شروطي.

2.8K 138 40
                                    

سبحان الله و بحمده، سبحان الله العظيم.

______________________________________


- أأخذت محام؟ سمعت هبة عمها يقول من الجهة الأخرى لمكتبه مساء اليوم الموالي.

- أنا... كنت على إتصال بمحام هناك. لكني لم أستطع... القيام بالإجراءات. اعترفت له.

أومأ الرجل برأسه مفكرا.

- سنوكل محام باذن الله... أنتم قد تزوجتم هنا، فليكن طلاقكم هنا أيضا، لا داعي لجعل الأمر يطول أكثر بإجراءات لا داعي لها، وأسفار كثيرة بين هنا وهناك...

لم تجبه.

صمتت.

أساسا ماذا عساها تقول له ؟

- أنا... آسفة لكل ما حصل.

- لم تعتذرين؟ أشاح السيد غالي أنظاره نحوها، يرمقها بجدية. "الخطأ لا يقع عليك... بل علي. أنا المخطئ الوحيد بكل ما يحدث. "

- عمي...

- أنا لم أكن موافقا... قاطعها وهو يشبك يديه خلف ظهره ويتجه نحو النافذة بخطوات متساوية بطيئة "أنا لم أرده لكنك..."

لم يكمل جملته...

تركها معلقة فوق رأس هبة بكل ما تحمله من معاني وذكريات أليمة. لأن ما كان يريد قوله كان واضحا : " أنتِ أصريتِ. قلتِ لا أتزوج غيره وأنا لنت لك ووافقت"

من سذاجتها حينها...

أصرت...

وتحدت عمها لتتزوج بآدم...

ظنته آنذاك فارس أحلامها الذي سيعتق رقبتها من كل ما كان يخنقها، ظنته الرجل المناسب، وكيف لها أن لا تظن هذا وهو من كان عكس ما أصبح عليه الآن تماما... كان متفهما، مضحكا، ذكيا وهادئا... كان كل ما كانت تريده وقتها، كان يعاملها بلطف بالغ، ينظر اليها بحب ناصع، دفئ مريح و ببراءة ساحرة خادعة.

تعترف هبة أنهت قد أحبته بغباء لا يضاهى...

صدقت وعوده الزمردية التي قد أمطرها فوق رأسها، أحبت هداياه بالرغم من أنها لم تكن فعلا باهضة، كان مخلصا لها حينها...

أكان كذلك حقا وقتها ؟

ما أدراها ؟

غبية كانت ولهذا فشلت فشلا ذريعا بكل هذا.

جميعهم كانوا معارضين لهذا الزواج، كلهم ! بالرغم من ان أسباب الرفض قد اختلفت باختلاف الأشخاص، هناك من عارض بسبب اختلاف الطبقة الاجتماعية، هناك من رفض بسبب البعد وهناك من اعترض بسبب اصوله الغربية...

عمها لم يتحدث عن أي من كل هذا.

لا... هو وبكل بساطة لم يرتح له وكان يجد هبة حينها صغيرة على اتخاذ قرار كهذا، كانت ببداية العشرينات.

طريق الانتقام  ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن