كانت هبة قد قرأت يوما ما، أن من لا يتذكرون ماضيهم سيضطرون لإعادته وعيشه مجددا ثم مجددا.
هبة تتذكر كل شيء مما حصل لها في أدق تفاصيله، فلماذا كان ماضيها يتكرر للانهاية؟ لماذا كتب عليها عيشه مرة أخرى؟
كموسيقى حفظناها.
ككتاب نقرأه مجددا.
كحكاية كثيرا ما سمعناها وإنتهت بلحظة غدر فجأة، لنجد كل الشخصيات التي قد رافقتنا بها تتركنا عند آخر صفحة من الكتاب من دون وداع ولا تقدير للحظات التي قد تشاركناها.
تفترق طرقنا.
لنعود نحن لواقعنا بعدها.
لوحدتنا التي قد افتقدتنا في حينأننا لم نفتقدها.
يبدو الأمر آنذاك كما لو أن كل تلك العبارات والمعاني والصفحات لم تنفع بشيئ، كأن تلك الوعود واللمسات وكل تلك التخيلات لم تفد بشيئ، كل تلك الآمال التي قد حرصنا عليها غرقت بآخر المطاف...
ذهبوا كلهم...
من وعدوا بالرحيل ومن وعدوا بالبقاء...
كلهم ذهبوا تاركين إيانا لتلك الخيانة التي أهدوها لنا كذكرى فراق.
الفراق...
حتى بفراقها كانت هبة غير محظوظة. رباه ! لم تكن المرأة تمتلك ما يكفي من الحظ لتودع من أرادت توديعه، حضن أحبائها لآخر مرة.
وإن تركت هبة ذلك الماضي فهو لم يكن يريد يتركها، ولهذا كانت المرأة جالسة الآن في سيارة غريبة مع ذلك الماضي الذي تتذكره جيدا والذي تعيشه مرة أخرى.
خرج آدم مرة أخرى في حياتها كما يخرج الشبح في فيلم رعب، في لحظة سيئة وغير متوقعة يتوقف لها القلب ويصرخ لها الصوت، خرج بتلك اللحظة التي تكون فيها الضحية مستنزفة من كل قوة ومجروحة ببلاغة.
- إلى أين نذهب؟ كانت تلك المرة الثالثة التي تسأله فيها هبة هذا السؤال من دون جدوى، لا يخبرها الرجل بوجهتهم النهائية.
لا يشاركها أية معلومات مفيدة.
- إلى مكان بعيد.
صمتت هبة ثم إتكات على النافذة وهي تنظر إلى البعيد، تراقب الحقول التي تمر أمامها بسرعة كما يفعل عمرها بتلك اللحظة.
كم عاشت هبة؟ كم يوما؟ كم ساعة؟ حقا؟ كم دام عيشها للحرية؟ كيفما كانت المدة فقد كانت قصيرة للغاية كعمر الفراشة...
تساءلت هبة كثيرا في نفسها، أي الاقدار هذا الذي يجعلها لعبة بين رجلين أوقح من بعض؟ لماذا تضع المرأة ثقتها دائما فيمن يقتلها ظلما؟ ألم تكن المرة الأولى كافية ووافية؟ لماذا استسلمت مجددا ؟ لماذا كانت بهذه السذاجة؟ حد تصديق أن رجلا مثله يستطيع حقا ان يهتم لإمرأة مثلها؟ كيف... رباه كيف استطاعت أن تكون غبية بهذا القدر؟
أنت تقرأ
طريق الانتقام ( الجزء الأول )
Romance] ملاحظة : السرد قديم يحتاج تعديلا [ وسيم، غني، غامض و فوق كل هذا. بارد. بارد لدرجة تجعله يجمد قلب اي كائن... هارون كان له هدف واحد بهاته الحياة التعيسة، تدمير الشخص الذي دمر له حياته بأبشع الطرق. خطته كانت مثالية و محكمة. خطط الرجل لكل شيئ و توقع...