9_ الموناليزا !

3.1K 176 55
                                    

بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
_________________________________

(المرجوا منكم التفاعل مع الاجزاء.. من اجل الاستمرار في النشر. 🌷 )

كانت هبة تقطع الممرات الطويلة المزينة بالفسيفساء و الزليج بشيئ من التعب و الخوف، على يمينها أقواس عالية لانهائية تفرقها عن الساحة الكبيرة، و على يسارها أبواب خشبية و نوافذ منقوشة مصطفة الواحدة تلو الأخرى.

تعبت...

تعبت هبة من كل هذا و لم يبتدئ شيئ بعد ! تعبت من تمثيل دور المرأة القوية التي لم تتأزم نفسيتها، التي لم تكسر كل معتقداتها، التي لم تخذل لدرجة كره الحب بكل درجاته بل و الاشمئزاز منه، التي لم تدمر ثقتها بالرجال حد النظر إليهم جميعا على أنهم عديموا قلب لا يستحقون أن تبذر المرأة في سبيلهم أي شعور كيفما كان.

استطاع آدم خلق عقدة كبيرة بذاتها... عقدة يبدو أنها لن تذهب بسهولة.

- خالتي هبة ! رفعت هبة رأسها فإذا بآية و لينة بنات أسماء، تركضان نحوها بسرعة و حماس، كانتا تبدوان سعيدتين بلقائها.

و كانت هبة أسعد منهما.

- كيف حالكما؟ سألتهما وهي تنزل على ركبتيها لتعانقهما.

- اشتقت لك ! قالت لها آية ذات الأربعة سنوات و هي تضع قبلة صاخبة على خدها.

- و أنا أكثر... اشتقت لكما كثيرا !

- جميل هو فستانك ! أي زهرة هي هاته يا خالتي ؟

سألتها لينة ذات الستة سنوات و هي تشير بأصابعها الصغيرة للفستان الأخضر الزيتي الطويل الذي ترتديه هبة. كان مكونا من عدة طبقات من الحرير و يحتوي على أزهار اللوتس البيضاء و الوردية المصنوعة يدويا.

- اللوتس يا جميلتي.

ما ان أجابتها هبة حتى تجهم وجهها كمن اكتشف شيئا ما توا.

ارتدت اللوتس اليوم.

من يرتدي رمز النقاء و الايجابية و هو بأقصى حالاته السلبية ؟ من يرتدي رمز طهارة القلب و العقل و هو يحمل كل هذا الكره و كل هذا الحقد بداخله ؟ من يرتدي رمز الحظ و الصحة و هو جاث على ركبتيه بحضيض التعب و الافلاس المشاعري ؟ من يفعل كل هذا ؟

و لماذا لم تلاحظ هبة هذا قبل هاته اللحظة ؟

أم تراه عقلها الباطن الذي اختارها ؟ ليمدها بالأمل؟ ليدفعها للصمود والقتال ؟

طريق الانتقام  ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن