الفصل الأخير

3.8K 172 114
                                    

اللّهم اجعل لي في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي وفي بصري نورًا...

_______________________________

قالوا كل ضربة لقلبك تجعل عقلك أكثر وعيا...

لماذا كانت هبة تحس إذا أنها تقترب من الجنون عند كل خذلان؟ أعقلها لا يريد أن يعي على حقيقة هاته الحياة؟ أم تراه وعى كثيرا لدرجة الوقوع في الجنون ؟ ألا يقولون أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب الى ضده؟

أعقل هبة هناك؟ أم تراه قلبها ؟

لا تعرف.

لكن الشيء الواضح هو مخطط آدم...

إتضحت الأمور والطرق وكان المنفى واحدا.

سيذهبون من هنا.

سيتركون ليس فقط البلاد بل القارة أيضا ليستقروا ببلاد بعيدة عن هنا بالآلاف من الكيلومترات. مكان لا يستطيع أحد إيجادهم فيه.

إيطاليا وتحديدا فنيس...

وقع إختيار الرجل على تلك المدينة لسبب لا تفهمه هبة، فآدم لا يمتلك أي معارف هناك، أبعد من هذا... لم يكن الرجل يتحدث الإيطالية حتى.

فكرت وفكرت...

ولم تجد سوى تفسير منطقي واحد لرجل سادي مثله...

أنه يريد تعذيبها بكل المدن الرومانسية، اهداءها عطلا جحيمية بمدن الحب العالمية، افساد مفاهيم الحب بقواميسها الفقيرة.

لم تقاوم هبة أفكاره ولم تعانده...

لم تكن تستطيع ذلك.

فبعد الصفعات التي قد أعطاها إياها بالأمس والضربة التي قد وجهها إلى رأسها صباحا... أصبحت هبة خرساء. كما كانت قبلا تماما. تستقبل الضربات والاهانات من دون أن تدافع عن نفسها.

أخرسها الجميع بهاته الحرب الخاسرة.

كل أولائك الأشخاص الذين طعنوها، الذين غدروها، الذين باعوها...

لكن...

ما الثمن الذي دفعوه مقابلها؟ كم تسوى هبة ببورصتهم؟ مالذي أخذوه مقابل دمارها؟

باعتها تلك المرأة التي ظنتها أختا لها، التي تربت معها، التي بكت عندما رأتها أول مرة بجراحها، باعتها و هي تنظر الى عينيها لتصبرها على حزنها.

لماذا قامت أمل بهذا؟

لماذا أخبرت آدم بحملها؟ لماذا أفشت سرها؟ كيف لها أن تساعده وهي تعرف مدى خطورته عليها؟ كيف لها أن تهديه جواز سفرها وحتى تلك الحقيبة الصغيرة المجهزة بالقليل من أغراضها؟

ألم تحس بالندم وهي تملأها؟ ألم تتألم وهي تعطيه طريقته الوحيدة لتهريبها من هنا؟ وهي تعلم مسبقا بأنها ولربما لن تراها مجددا؟ أنها كانت ترسل هبة لموتها؟  رباه ! أتكرهها أمل لهاته الدرجة؟ ألم تجد بقلبها خوفا عليها؟ حبا ولو صغيرا نحوها؟

طريق الانتقام  ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن