اللهم إني أسألُك من فضلِك ورحمتِك، فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
_____________________________كان مقدرا على المرأة المحبة أن تشيب بقلبها قبل جسدها. أن تموت بأحاسيسها قبل روحها، أن تحارب في كل شيئ و أن تكون لها قوة خارقة لمجابهة كل تلك السموم و الحرارة التي ستحرقها.
وجود المرأة في هاته الحياة متعب.
نعم متعب لدرجة لا تتخيل. لدرجة لا يستطيع أي كتاب شرحها، لا كوكب حملها و لا حتى كلمات وصفها.
تنهدت وهي تعيد نظرها للأوراق التي تحملها بين يديها، كل كلمة تقرأها تعلق جزءا من قدرها الكئيب. تنهي زواجها التعيس. تنهدت ثم أمضت عليها متذكرة إمضاءها على أوراق الزواج التي جمعتهما، متذكرة فرحتها، سعادتها والآمال التي بنتها عليه.
رمت هبة القلم فوق الأوراق وأدارت ظهرها لها كما ستديره لماضيها... لا عودة عن قرارها. لا عودة لها لآدم مهما حدث.
لم يكن هارون يعرف كم أصبحت الساعة، لكنه كان منهكا، عنقه كان متشنجا كعادته و رأسه يؤلمه. أغلق الرجل الملف وأخذ هاتفه باحثا عن رقم عميل من عملائه في هاته الأثناء دخلت السكريتيرة بعد طرقها للباب معلنة:
- السيدة هبة الهادي هنا.
ما إن أنهت كلامها حتى وضع هارون الهاتف و وقف وقوف النبلاء عند دخول الأميرة إلى القاعة.
- لتدخل.
دخلت هبة بخجل إلى عرينه، بشعرها الأسود المموج، بوجهها الملائكي، بإبتسامتها المهذبة ونظرتها الغامضة. كانت ترتدي سروال جينز أسود مع سترة تقليدية خضراء على شكل كيمونو مطرز بالبرتقالي ذو حزام من نفس اللون.
كعادتها لم تكن ترتدي أكسيسوارات غير قرطين خضراوين غامقين مع لمسة ذهبية و ساعة برونزية.
كانت أنيقة كعادتها. وكان هارون يكتشف الألوان بإرتدائها لها.
إتجهت هبة نحوه ثم توقفت على بعد عدة خطوات. كان هارون يود الإقتراب منها إلا أنه امتنع. كان يعرف أن كل خطوة اتجاهها تدفع هبة للقيام بخطوتين إلى الوراء.
و لم يكن يريد هذا.
ظلا ينظران إلى بعضهما في صمت قبل أن يدعوها للجلوس.
- لن أطيل عليك. لا بد وأنك مشغول. قالت رافضة الجلوس.
نعم لقد كان مشغولا. لكنه يستطيع أن يجد وقتا لها.
أنزلت نظرها مرة أخرى على ربطة عنقه بشرود. لطالما تساءل هارون سبب هروبها من النظر إلى عينيه. لماذا تتجنبهما؟ لماذا تمنعه من أن يرى عينيها؟ ألأنها تعرف أن عيناها سلاح قادر على قتل مقاومته؟ أم لأنها تعرف أنهما جمال محرم على طينته من الرجال؟
أنت تقرأ
طريق الانتقام ( الجزء الأول )
Romance] ملاحظة : السرد قديم يحتاج تعديلا [ وسيم، غني، غامض و فوق كل هذا. بارد. بارد لدرجة تجعله يجمد قلب اي كائن... هارون كان له هدف واحد بهاته الحياة التعيسة، تدمير الشخص الذي دمر له حياته بأبشع الطرق. خطته كانت مثالية و محكمة. خطط الرجل لكل شيئ و توقع...