6_ لازلت احبك.

3.4K 160 75
                                    

استغفر الله العظيم و اتوب اليه
__________________________


كان انيس يعرف هارون بما يكفي ليفهم أن هناك موضوعا ما يزعجه.. وشيئ له علاقة بذلك الإجتماع الغريب الذي خاضوه بشركة عائلة الهادي... يستطيع أنيس تأكيد هذا والبصم عليه أيضا !

سلم الرجل على ابنة أخ السيد غالي وكأنها غنيم سبق أن التقاه بقاعات المحاكم أو عدو يزعجه ويود فصل رأسه عن جسده ليريح نفسه منه...

ردة فعل المرأة لم تتأخر.

اسمها كان الشيئ الوحيد الذي نطقته قبل أن تخرج من القاعة بخطوات سريعة وكأن حريقا ما قد نشب بالمكان وعليها أن تنقذ نفسها منه.

هذا ان ترك أنيس حقيقة ان هارون قد قدم نفسه لها...

وهارون الذي يعرفه لا يقدم نفسه لأحد.

كان هناك شيئ ما بهاته القضية، شيئ مهما حاول أنيس أن يضع اصبعه عليه يفشل. خاصة وانه ومنذ ذلك الحين وصديقه بحالة غريبة وبعالم مواز لعالم البشر، لا هو يلمس الأرض ولا هو يختفي بالسماء، بين الإثنين ولا يترك أحدا وشأنه !

- ألن تخبرني بخطبك؟ سأله أنيس بعد ساعات من الصمت المزعج.

- عم تتحدث؟ أجابه وعيناه ملتصقتان بالملف الموضوع أمامه.

- عماذا اتحدث؟ كرر أنيس بسخرية. "تطلب ملفات اغلقت وملفات أخرى لا يزال الوقت مبكرا عليها ! لم يعد هناك شيء يعجبك، أبكيت المحاسبة حتى ان سكرتيرتك لم تستطع أخذ غذائها من كثرة الأعمال التي تلقيها عليها..."

اغلق هارون ملفه بشيئ من الغضب قبل أن ينهض من مكانه ويتجه نحو النوافذ الزجاجية المطلة على المدينة العريقة.

يفضل الرباط من هذه الجهة.

كانت تشبهه أكثر... غاضبة، هائجة، غائمة وعديمة الألوان، متعالية البنيان في غرور وكأن لا حدود لطموحها، صاخبة وكأنها تصرخ كل المظالم التي شهدتها و التي لم تعد تستطيع تحملها بعد الآن.

مندفعة كما لو أنها تود أن تقلب الأرض التي تحملها.

- صاحبة القرط.

- السندريلا ؟ تساءل أنيس مستغربا.

- توقف عن مناداتها هكذا ! رمقه بنظرة قاتلة جعلت انيس يعقد حاجبيه.

- لا تقل لي أنك ستبحث عنها مجددا ؟! بالله عليك يا هارون ألم تتعب؟ ألا تظن أننا نمتلك أشياء أهم...

- لقد وجدتها. قاطعه هارون بقوة.

- ماذا؟! كيف هذا وجدتها ؟ أين و متى وجدتها يا رجل؟

- أمس صباحا.

أمس صباحا؟

عقد انيس حاجبيه مفكرا، يحاول وصل خطوط القضية ببعضها البعض برأسه ليفك اللغز.

طريق الانتقام  ( الجزء الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن